mena-gmtdmp

هل يمكن استخدام إبر التخسيس للمراهقين؟ و10 حلول بديلة

صورة لثلاث مراهقات
مراهقات سعيدات بعيداً عن هوس الرشاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت حقن التخسيس بين المراهقين؛ كحلّ سحري لإنقاص الوزن بسرعة، وأصبحت حديث وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي. بالأمس كان الكبار يتهافتون على هذه الحقن بحثاً عن القوام المثالي، اليوم بدأ المراهقون أيضاً ينجذبون نحوها، من دون إدراك حقيقي لما يمكن أن تسببه هذه الحقن من أضرار صحية ونفسية خطيرة عليهم؛ نظراً لحساسية المرحلة العمرية التي تتشكل فيها بنية الجسد والنفس معاً للمراهق.
اللقاء مع الدكتور محمود القيني، أستاذ التغذية والصحة العلاجية، للتعرف إلى كيفية الحماية البدنية والنفسية من هوس الرشاقة وحقن التخسيس، ودور الآباء، بجانب العديد من النصائح والإرشادات.

سنوات المراهقة ومخاطر زيادة الوزن

اضطرابات الأكل في سنوات المراهقة
المراهقة من أكثر المراحل العمرية عرضة لاضطرابات الأكل؛ مثل فقدان الشهية العصبي أو الشره المرضي، واستخدام حقن التخسيس التي تؤثر على الشهية، يفتح الباب أمام تلك الاضطرابات، لتتمكن من عقل المراهق وسلوكه.
حينها يدخل المراهق في دوامة يصعب الخروج منها، وتبدأ رحلة العلاج النفسي والطبي التي قد تمتد لسنوات، والآثار الاجتماعية لا تقل خطورة؛ فالمراهق الذي يستخدم هذه الحقن قد ينعزل عن أصدقائه؛ بسبب ضعف طاقته الجسدية.
وقد يتعرض للتنمر في حال تدهورت صحته أو تغير شكله بشكل مفاجئ، والأسرة بدورها تعيش حالة من القلق المستمر على صحة ابنها أو ابنتها.
بعض المراهقين يحصلون على حقن التخسيس من خلال وصفات طبية مزيفة، أو عبر الشراء من الإنترنت، أو مراكز غير مرخصة، مما يفتح الباب لاستخدام حقن مغشوشة.
هذه الحقن قد تحتوي على مواد ضارة؛ مثل الستيرويدات، أو محفزات عصبية خطيرة تؤدي إلى تلف في الجهاز العصبي أو الكلى أو الكبد.

أساسيات هامة لغذاء المراهق.. هل تودين الاطلاع عليها؟

محتوى حقن التخسيس

حقن للتخسيس
المراهقة هي مرحلة انتقالية بين الطفولة والرشد، وتتسم بتغيرات بيولوجية ونفسية وسلوكية حادة، يكون خلالها الفرد في أشد الحاجة إلى التوازن الغذائي والدعم النفسي لتكوين شخصية متزنة وجسد سليم.
غير أن الضغوط المجتمعية، والمقارنات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقلة الوعي الصحي، تجعل بعض المراهقين يلجأون إلى حلول سريعة لتغيير شكل أجسادهم، ومنها استخدام حقن التخسيس بدون إشراف طبي دقيق.
حقن التخسيس قد تحتوي على مواد متعددة، أشهرها مادة السيماجلوتيد، التي تعمل على تقليل الشهية وتأخير إفراغ المعدة، ما يخلق شعوراً بالشبع لفترات طويلة.
وهي مادة في الأصل مخصصة لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، لكن بمرور الوقت تم اكتشاف تأثيرها في خفض الوزن.
غير أن ما يصلح لمرضى السكري تحت إشراف طبي صارم، لا يصلح أبداً كمجرد وسيلة سريعة لإنقاص الوزن، خصوصاً في أجساد المراهقين، التي لا تزال في طور النمو والتطور.

أبرز الأضرار الصحية لحقن التخسيس

نقص الغذاء يؤثر على المراهقة الرياضية
الأضرار كثيرة ومخيفة، تلك التي قد تلحق بالمراهقين نتيجة استخدام هذه الحقن، وتتضمن:
  • تسبب اضطرابات في الجهاز الهضمي؛ مثل الغثيان الشديد، الإسهال، أو الإمساك.
  • التقيؤ المزمن الذي قد يؤدي إلى نقص شديد في العناصر الغذائية الأساسية، خاصة الحديد والكالسيوم والماغنيسيوم.
  • تؤثر على توازن الهرمونات لدى المراهقين، ما قد يؤدي إلى اضطرابات في الدورة الشهرية لدى الفتيات.
  • تسبب تأخراً في النمو أو الطول، وتقلبات مزاجية حادة، قد تصل إلى حد الاكتئاب.
  • قد يحدث خلل طويل الأمد في وظائف الغدد الصماء؛ بسبب تناول مواد تؤثر في الشهية والتمثيل الغذائي.
  • نقص العناصر الغذائية تلعب دوراً جوهرياً في بناء العظام والعضلات والجهاز العصبي، ونقصها خلال المراهقة قد يؤدي إلى مشكلات صحية مزمنة يصعب علاجها لاحقاً.

التأثير النفسي لحقن التخسيس

مراهقة تشعر بعدم الرضا عن جسدها
الاعتماد على هذه الحقن يُعلّم المراهقين:
  • أن الطريق إلى الصحة والجمال يمرّ عبر الإبر والعقاقير، وليس عبر الرياضة والعادات الغذائية السليمة.
  • أن أي وسيلة سريعة وغير مضمونة يمكن أن تحقق أهدافاً جسدية، حتى لو كانت على حساب صحتهم النفسية، ما يزرع فيهم سلوكاً استهلاكياً خطيراً.
  • هذه الحقن تعزز لديهم الشعور بعدم الرضا عن الجسد، وتزيد من القلق الاجتماعي والضغط النفسي، خصوصاً عندما لا يحصل المراهق على نتائج سريعة.
  • عندما يشعر المراهق بالذنب بعد تناول وجبة دسمة في ظل تعاطيه لحقنة تمنعه من الأكل؛ يتحول الأمر من رغبة في الرشاقة إلى حالة من الوسواس القهري المرتبط بالوزن، وهذا بحد ذاته خطر كبير على الاتزان النفسي.

كيفية التعامل مع الوزن في فترة المراهقة: 10 طرق

مراهقة ترفض التغذية السليمة
  1. إدراك أن الوزن في سنوات المراهقة يزداد قليلاً بسبب التغيرات الهرمونية، ومن الطبيعي أيضاً أن يتفاوت شكل الجسم بين الأفراد، وهذا التنوع هو ما يجعل كل شخص مميزاً ومختلفاً.
  2. يجب أن يكون المراهق أو المراهقة بمنتهى الحكمة والرعاية، ليعرف أن التخسيس لن يكون عبر حلول تجارية سريعة، لهذا فدور الآباء يتجلى في: التثقيف الصحي المبكر للمراهق، تعزيز الثقة بالنفس، بعيداً عن فكرة النحافة المفرطة.
  3. أهمية أن يكون الاستخدام تحت إشراف طبي دقيق ومتابعة أسبوعية صارمة، وبعد إجراء جميع التحاليل والفحوصات اللازمة، إضافة إلى أن الأطباء يحذرون بشدة من استخدام هذه الحقن في سن المراهقة، إلا في حالات نادرة جداً.
  4. استخدام الحقن يجب أن يكون مصحوباً بنظام غذائي متوازن، وخطة رياضية مناسبة لحالة المراهق، وليس كوسيلة قائمة بذاتها لتقليل الوزن، هذا رغم كل الاحتياطات.
  5. على الأسر إدراك أن وزن المراهق ليس هو المعيار الوحيد للحكم على صحته أو سعادته، والأهم هو ما يأكله يومياً، وكيف يتعامل مع نفسه وجسده.
  6. توعية المراهقين بخطورة الاعتماد على الحلول السريعة، وتعليمهم أن الجسم السليم لا يُصنع في يوم أو شهر، وإنما عبر نمط حياة مستدام وطويل الأمد.
  7. حقن التخسيس ليست حلاً سحرياً، ولا تصلح لكل الأعمار، وخصوصاً المراهقين، قد يبدو الأمر مغرياً الآن، لكنه قد يكون سبباً في معاناة طويلة لاحقاً.
  8. المراهق يحتاج إلى من يثق به، ويشرح له ببساطة أن جسمه في هذه المرحلة لا يحتاج إلى تدخلات طبية غير ضرورية، بل إلى رعاية ومساندة ودعم نفسي وغذائي.
  9. ينبغي أن تكون الوقاية دوماً خيراً من العلاج، وأن تتحمل الأسرة والمدرسة والإعلام مسؤولية التوعية ضد استخدام هذه الحقن.
  10. وجب على الجهات الصحية مراقبة بيع هذه المنتجات ومنع تداولها بسهولة؛ لأن المراهق كائن في طور التشكل، وأي عبث بجسده أو نفسيته الآن قد يدمره بدنياً ونفسياً.
* ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.