mena-gmtdmp

الرشاقة المستدامة للمرأة: من منظور اختصاصية تغذية

أهمية الرشاقة المستدامة كمنظور علمي وواقعي
أهمية الرشاقة المستدامة كمنظور علمي وواقعي

ما بين الجمال والصحة، أين تقف المرأة؟ في كل مرحلة من حياة المرأة، تتغيّر معالم جسدها، يتغيّر احتياجها الغذائي، وتتبدّل أولوياتها. من المراهقة، مروراً بالحمل والولادة، وحتى سن اليأس، تظل "الرشاقة" هدفاً مشتركاً للنساء. ولكن للأسف، تُفهم في معظم الأحيان بطريقة سطحية ومضرّة.
النساء يُجبرن على اتباع أنظمة غذائية قاسية، تمارين مرهقة، وطرق اختزال الجسم إلى رقم على الميزان، مما يقودهن إلى دورات مفرغة من إنقاص الوزن واسترجاعه.
هنا تأتي أهمية "الرشاقة المستدامة" كمنظور علمي وواقعي طويل المدى، قائم على الصحة قبل الشكل، وعلى التوازن قبل الحرمان، كما توضح اختصاصية التغذية جنى حرب من خلال هذا المقال لـ"سيّدتي".

اختصاصية التغذية جنى حرب

ما هي الرشاقة المستدامة؟

  1. الرشاقة المستدامة هي القدرة على الوصول إلى وزن صحي والحفاظ عليه دون اللجوء إلى حميات قاسية أو إجراءات مؤقتة، مع التركيز على العادات الغذائية والسلوكية المتوازنة والدائمة.
  2. هي مفهوم شامل لا يعني فقط النحافة، بل يشمل الاستقرار الهرموني، صحة الجهاز الهضمي، الرضا عن صورة الجسد، اللياقة البدنية والعلاقة الإيجابية مع الطعام. بعكس أنظمة "الدايت" التقليدية، الرشاقة المستدامة لا ترتكز على المنع، بل على الفهم العميق لحاجة الجسم وتوفير تغذية ذكية مدروسة.

لماذا تحتاج النساء تحديداً إلى مفهوم الرشاقة المستدامة؟

الرشاقة المستدامة حل جذري طويل الأمد


بصفتي اختصاصية تغذية عملت مع مئات النساء، ألاحظ نمطاً مشتركاً بين كثيرات:

  • الحرمان المزمن: خوف مستمر من السعرات والكربوهيدرات.
  • التأثر بالمجتمع: صور مثالية غير واقعية تفرض شكل جسد معين.
  • الإجهاد الهرموني: الدورة الشهرية، تكيّس المبايض، الحمل، الرضاعة، وسن انقطاع الطمث؛ كلها تؤثر على الوزن.
  • الإرهاق العقلي والنفسي: بسبب أنظمة معقدة لا يمكن الاستمرار بها.

المرأة تحتاج إلى حلول واقعية وقابلة للتطبيق، لا وعود مؤقتة. وهنا يأتي دور الرشاقة المستدامة كحل جذري طويل الأمد.
من المفيد التعرّف إلى كيف يؤثر تنظيم الوجبات اليومية على نتائج الرجيم؟ طبيبة تكشف السرّ.

ما هي ركائز الرشاقة المستدامة من خلال المنهج العلمي المتكامل؟

الرشاقة المستدامة تعتمد على تناول وجبات منتظمة
  • التغذية المتوازنة لا "الدايت": "الغذاء هو معلومات ترسل إشارات إلى خلاياكِ، وليس مجرد سعرات."، نحن لا نأكل فقط لسدّ الجوع، بل لنغذّي أجسامنا لتعمل بفعالية. الرشاقة المستدامة تعتمد على تناول وجبات منتظمة غنية بالبروتين، الألياف والدهون الصحية.
  • احترام آليات الجوع والشبع الداخلية: تطبيق قاعدة 80/20 أي 80% من طعامكِ مغذٍّ، و20% مرن دون تأنيب.
  • الحركة الذكية لا المرهِقة: الرياضة يجب أن تكون مستدامة أيضاً. ليس المطلوب أن تقضي ساعات في النادي، بل أن تتحرّكي بذكاء : اختاري ما تحبينه: مشي، سباحة، يوغا، زومبا وتمارين مقاومة.
  • ثبّتي هدفاً أسبوعياً لا يومياً لتجنّب الضغط: مارسي الرياضة لدعم الصحة النفسية والجسدية، لا فقط لإنقاص الوزن.
  • النوم وإدارة التوتر هما بطلان خفيان للرشاقة. قلة النوم وارتفاع الكورتيزول (هرمون التوتر) يرفعان من الشهية للكربوهيدرات والسكريات، مقاومة الإنسولين والدهون في منطقة البطن.
  • الحلول؟ حدّدي روتيناً للنوم، مارسي التأمّل أو التنفس العميق وقللي من التوتر بتقنيات بسيطة مثل كتابة اليوميات أو قضاء وقت في الطبيعة.

الصحة النفسية وصورة الجسد

أهم مؤشّر للنجاح في الحفاظ على الرشاقة هو حب الجسد وليس كرهه؛ لأن المرأة التي تعتني بجسمها لأنها تحبه، ستكون أكثر التزاماً بعادات صحية طويلة المدى. توقفي عن استخدام عبارات مثل "جسدي مقرف" أو "أنا سمينة جداً"، وابدئي باستخدام لغة رحيمة مثل "جسدي يستحق العناية" أو "أنا أعمل على أن أكون أكثر صحة كل يوم".

نصائح اختصاصية التغذية لكِ

  1. إذا لم تستطيعي رؤية نفسكِ تطبّقين هذا النظام بعد 5 سنوات، فهو ليس مستداماً، لا تسعي للكمال؛ لأن الرشاقة المستدامة لا تعني ألا تخطئي، بل أن تعودي سريعاً إلى توازنكِ. كل وجبة هي فرصة جديدة. كل يوم جديد هو خطوة في الاتجاه الصحيح. امنحي نفسكِ الاحترام، الغذاء، والحب. جسمكِ سيبادلكِ ذلك.
  2. الرشاقة الحقيقية لا تُقاس فقط بالمظهر، بل بما تشعرين به داخلياً مثل الطاقة، الراحة، الثقة والسلام مع ذاتكِ. ابحثي عن نمط حياة تستمتعين به، وليس نظاماً تهربين منه، وتذكري دائماً أن "رشاقتكِ المستدامة هي هديتكِ لنفسكِ، لا عقاب لها".


*ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.