mena-gmtdmp

مهارات التواصل الفعال التي يحتاجها الشباب

مهارات التواصل
مهارات التواصل

في عالمٍ يشهد تغيرات متسارعة وتطورات متلاحقة في شتى مجالات الحياة، لم تعد المعرفة الأكاديمية أو المهارات التقنية وحدها كافية لتحقيق النجاح والتأثير، بل أصبحت مهارات التواصل الفعّال من أهم الركائز التي يقوم عليها بناء شخصية الشاب العصري والطموح. فالتواصل هو الأداة التي نُعبر بها عن أنفسنا، ونفهم بها الآخرين، ونعمل من خلالها على بناء علاقات اجتماعية ومهنية متوازنة ومستقرة.

ويُعدّ الشباب في مرحلة عمرية حرجة، حيث تتكوَّن فيها الملامح الأساسية لشخصياتهم، ويواجهون فيها تحديات عديدة تتطلب منهم التفاعل المستمر مع الآخرين في محيط الأسرة، ومقاعد الدراسة، وسوق العمل، والمجتمع الرقمي الذي بات يحتلّ جزءًا كبيرًا من حياتهم اليومية. ومن هنا، تبرز الحاجة الملحّة لتعلّم مهارات التواصل الفعّال، والتي تشمل القدرة على الاستماع، والتعبير، والحوار، والتأثير، وإدارة المواقف المختلفة بعقلانية واحترام.

وجهة نظر مدرب التنمية وتطوير الذات

مدرب التنمية وتطوير الذات أمير بو حمدان

في زمنٍ أصبح فيه التواصل جزءًا لا يتجزأ من كل تفاصيل الحياة، برزت الحاجة إلى تعلّم مهارات تُمكّن الإنسان، وخصوصًا الشباب، من التعبير عن أنفسهم بوضوح، وبناء علاقات قائمة على التفاهم والثقة. ووفقًا لمدرب التنمية وتطوير الذات أمير بو حمدان، هناك أربع ركائز أساسية تُشكّل جوهر التواصل الفعّال، وهي: الكتابة والتعبير، وفن الإصغاء، والذكاء العاطفي، والتواضع.

أولاً: الكتابة والتعبير

الكتابة ليست فقط وسيلة لنقل المعلومات، بل أداة قوية لتنظيم الأفكار وتوضيح الرؤية. حين يُتقن الشاب مهارة التعبير الكتابي، يصبح أكثر قدرة على إيصال أفكاره بوضوح، مما يساعده على تخفيف التشتت الذهني ويمنحه ثقة أكبر عند التواصل مع الآخرين. فالتفكير المنظّم ينتج عنه كلام منطقي ومقنع، سواء في الدراسة أو العمل أو حتى الحياة الاجتماعية.

ثانيًا: فن الإصغاء

كثيرون يظنون أن التواصل يعني الكلام فقط، بينما الحقيقة أن الإصغاء الفعّال هو جوهر التواصل الحقيقي. الإصغاء بحضور ذهني وتركيز يُظهر الاحترام للطرف الآخر، ويُعزز التفاهم المتبادل، ويبني جسور الثقة. فالشاب الذي يُصغي بصدق، غالبًا ما يفهم أكثر، ويحاور أفضل، ويكسب احترام الآخرين.
يمكنك متابعة كيف نتعامل مع الاختلافات فيما بيننا من وِجهة نظر مُختصة

ثالثًا: الذكاء العاطفي

من أهم المهارات التي يحتاجها الشباب اليوم، إذ يُقصد به الوعي بالمشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين، والقدرة على إدارتها بشكل متزن. الذكاء العاطفي يُعلّم الشباب كيف يعبّرون عن مشاعرهم بطريقة ناضجة، بعيدًا عن التسرّع والانفعال، مما يجعل حواراتهم أهدأ وأكثر فعالية. هو مفتاح لفهم الذات والتعامل الصحي مع الاختلافات.

رابعًا: التواضع

التواضع في التواصل لا يعني ضعف الشخصية، بل يُعتبر أحد أهم أسرار القوّة الداخلية. فالشخص المتواضع يملك استعدادًا دائمًا للتعلّم من الآخر، وللإصغاء دون أحكام مسبقة. هذا يُعزز من فرص التفاهم، ويخلق بيئة حوارية قائمة على الاحترام والانفتاح، وهو ما يحتاجه الشباب في تعاملهم مع عالم متنوّع وسريع التغير.

ويختم بو حمدان: "أن مهارات التواصل الفعّال ليست موهبة يولد بها الإنسان، بل هي مهارات تُكتسب بالممارسة والوعي والرغبة في التطوّر". وما طرحه المدرب أمير بو حمدان يُعدّ دليلاً عمليًا لكل شاب يسعى لأن يكون أكثر وعيًا وثقة في تواصله مع محيطه. فحين يتقن الشباب التعبير، ويُجيدون الإصغاء، ويديرون مشاعرهم بذكاء، ويتعاملون بتواضع، فإنهم بذلك يملكون مفاتيح النجاح في علاقاتهم وحياتهم بشكل عام."

أهمية التواصل الفعّال

مهارات التواصل حجر الأساس في بناء العلاقات الإنسانية

تُعد مهارات التواصل حجر الأساس في بناء العلاقات الإنسانية. فالشباب الذين يمتلكون قدرة جيدة على التواصل ينجحون أكثر في العمل ضمن فرق، ويعبّرون عن أفكارهم بثقة، ويكسبون احترام الآخرين. كما تساعد هذه المهارات في تجنّب سوء الفهم، وتُسهِم في حلّ الخلافات بطريقة هادئة ومنطقية.

المزيد مهارات التواصل التي يحتاجها الشباب:

  • الاستماع الفعّال:

لا يعني الاستماع مجرّد الصمت أثناء حديث الآخرين، بل يتطلب تركيزًا حقيقيًا وإظهار الاهتمام بما يقولونه من خلال الإيماءات أو طرح الأسئلة المناسبة.

  • لغة الجسد:

كثيرًا ما تعبر حركات الجسد ونبرة الصوت عن الرسالة أكثر من الكلمات نفسها، لذا من المهم الانتباه للطريقة التي يظهر بها الشاب أثناء الحديث.

  • القدرة على التفاوض والإقناع:

يحتاج الشباب إلى إقناع الآخرين بوجهات نظرهم بطريقة منطقية ومُحترمة، دون فرض أو عدوانية.

  • إدارة الحوار وحلّ النزاعات:

في الحياة اليومية، لا بد من مواجهة الخلافات، وهنا يظهر دور مهارات التواصل في تهدئة المواقف وإيجاد حلول وسط تُرضي الأطراف المختلفة.

  • التعبير القصصي والبرهان المنطقي

استخدام المهارات المنطقية والعرض المقنع يفيد في المناقشات والمناظرات والمحاضرات الأكاديمية ومقابلات العمل.
ما رأيك الاطلاع على كيف تتعامل مع شخص لا يفهمك

  • بناء الثقة والتجربة العملية

المشاركة في ورش مثل التحدث أمام الجمهور، مناظرات، أو تدريبات تواصلية تعزز الثقة وتطور الأداء العملي.