هل تساءلت يومًا لماذا تضيع ساعات عملك في متابعة تصرفات زملائك أو مراقبة ردود أفعالهم؟ لماذا تشعر بقلق دائم تجاه ما قد يقولونه عنك أو كيف يُقيمون أداءك؟ هذا الشعور ليس ضعفًا، لكنه عادة متأصلة في الكثيرين، تُسمّى هوس مراقبة الآخرين، وهي أكثر شيوعًا مما تتخيل في بيئات العمل. لكن هل تعلم أن الإفراط في ذلك يسرق منك وقتك ويشتت تركيزك، بل ويُضعف من قدرتك على اتخاذ قراراتك بثقة؟ لنكتشف معًا كيف يمكنك التحرر من هذه العادة، لتعيش عملك بحرية وراحة نفسية أكبر، وفقًا لنقاط تقدمها الخبيرة في مجال الصحة النفسية، ناديا النصيرات.
وعي العادة السيئة
الخطوة الأولى والأهم هي الاعتراف بأنك تقضي وقتًا أكثر من اللازم في مراقبة الآخرين، وأن هذا السلوك لم يعد يخدم أهدافك، بل يقيد تقدمك. قد تشعر في البداية أن هذا التصرف يمنحك سيطرة أو وعيًا، لكنه في الحقيقة يستهلك طاقتك الذهنية ويبعدك عن العمل الفعلي. عندما تبدأ بالانتباه إلى اللحظات التي تشعر فيها برغبة مراقبة تصرفات الآخرين، ستتمكن من مقاطعة هذا النمط وإعادة تركيزك على مهامك. الوعي بهذه العادة هو المفتاح الأول نحو التحرر، فهو يحولك من متلقٍ سلبي لعاداتك إلى صانع قرار واعٍ.
زميل مزعج؟ 6 استراتيجيات للتعامل مع الشخصيات الصعبة في المكتب
ركز على هدفك
التركيز على أهدافك المهنية والشخصية يعيد توجيه طاقتك إلى ما هو مهم حقًا. عندما تحدد أهدافًا واضحة، سواء كانت إنهاء مشروع معين أو تعلم مهارة جديدة، ستصبح أقل عرضة للتشتت بمراقبة ما يفعله الآخرون. الهدف هو أن تحوّل اهتمامك من الخارج إلى الداخل، من متابعة تصرفات الزملاء إلى تطوير ذاتك. هذا التركيز يخلق إحساسًا بالإنجاز ويعزز ثقتك بنفسك، مما يقلل حاجتك إلى مقارنة نفسك بالآخرين أو القلق بشأن تقييماتهم.
تقبل الاختلاف
في بيئة العمل، ستواجه شخصيات وأساليب مختلفة عنك، وهذا أمر طبيعي. تقبل هذه الاختلافات هو خطوة مهمة في التحرر من مراقبة الآخرين. لا يمكنك أن تتحكم في تصرفات الآخرين أو طريقة عملهم، وبالتالي فإن محاولة فرض وجهة نظرك أو مراقبتهم باستمرار لن تجلب إلا التعب والإحباط. عندما تتقبل أن لكل شخص طريقته الخاصة، تتحرر من عبء التوقعات والتقييم المستمر. بدلاً من ذلك، ركز على تطوير أسلوبك الخاص وتحسين أدائك بما يتناسب مع قدراتك وقيمك.
ضع حدودًا رقمية ونفسية
في عصر التكنولوجيا، بات من السهل مراقبة كل التفاصيل الصغيرة عبر الرسائل أو التطبيقات المختلفة، مما يعزز عادة التحقق المستمر. وضع حدود واضحة في استخدام هذه الوسائل يقلل من الضغط النفسي ويمنحك مساحة للعمل بتركيز. حدد أوقاتًا معينة للاطلاع على البريد الإلكتروني أو الرسائل، وابتعد عن الانخراط في نقاشات أو مجموعات سلبية تسرق طاقتك. كما أن حماية صحتك النفسية تتطلب منك أن تضع حدودًا لعدم السماح للأفكار السلبية أو الشكوك المستمرة بالتسلل إلى ذهنك.
اطلب الدعم والتوجيه
لا تخجل من طلب المساعدة أو النصيحة من أشخاص تثق بهم في العمل. في كثير من الأحيان، يمكن لزميل متمرس أو مدير حكيم أن يمنحك منظورًا مختلفًا يساعدك على رؤية الأمور بشكل أوضح وتخفيف القلق. الدعم الاجتماعي يُعد وسيلة فعالة لمواجهة القلق من مراقبة الآخرين، حيث يمكنك مشاركة مخاوفك والحصول على نصائح عملية تساعدك في تطوير مهارات التعامل مع هذه العادة. الاستثمار في بناء علاقات صحية داخل العمل يعزز ثقتك ويقلل شعورك بالضغط.
اكتشف: 4 أسرار دفينة في مكتبك لم تلاحظها أبداً.. لكنها تؤثر في نجاحك يومياً