mena-gmtdmp

ثورة في علاج السرطان: تقنية جديدة تعيد الخلايا الخبيثة إلى طبيعتها

الدراسات اكتشفت تقنية تعيد الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية- المصدر freepik
الدراسات اكتشفت تقنية تعيد الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية- المصدر freepik

يبدو أن العالم على موعد مع علاج ثوري للسرطان، بعدما اكتشفت دراساتٌ عدةٌ إمكانيةَ تحويل الخلايا السرطانية إلى خلايا طبيعية، ومن ثَم التخلُّص من الورم الخبيث.
وجاءت أحدث هذه الدراسات على يد فريق بحثيّ من كوريا الجنوبية؛ حيث توصل إلى تقنية مبتكرة قادرة على إعادة الخلايا السرطانية إلى حالتها الطبيعية، من دون الحاجة إلى التخلُّص منها، كما هو متبع في البروتوكولات العلاجية للسرطان الحالية.

إعداد: إيمان محمد

ماذا يعني إعادة برمجة الخلية السرطانية؟

بحسب ما ورد في موقع Science Daily؛ فإن العلاجات التقليدية كانت تستهدف تدمير الخلايا السرطانية باستخدام الكيمياء أو الإشعاع، لكن ما تم التوصل إليه حديثاً، هو تقنية جديدة تقوم على مبدأ مختلف تماماً، وهو إعادة الخلية المريضة إلى حالتها الطبيعية عن طريق تعديل سلوكها الجيني.
قاد الدراسة البروفيسور Kwang-Hyun Cho وفريقه في معهد KAIST الكوري؛ حيث استخدموا نموذجاً رقمياً لمحاكاة شبكة الجينات التي تتحكم في سلوك الخلايا، وتحديد اللحظة التي تتحوّل فيها الخلية من طبيعية إلى خبيثة، والتي تُعرف علمياً بـ"نقطة التحوُّل الحرجة" (critical transition).

سر علاج السرطان الجديد

العلاج الجديد للسرطان يعَد ثورة علمية- المصدر freepik

 

ولمزيد من التوضيح، أشار فريق طبي في حديث لـ News Medical، إلى أنه تم اكتشاف ثلاثة جينات رئيسة، من خلالها يتم تحويل الخلية السرطانية وإعادتها إلى حالتها الطبيعية، وتشمل هذه الجينات: FOXA2 ،MYB ،HDAC2.
ويوضح الفريق الطبي أنه عندما تم تعطيل هذه الجينات داخل خلايا سرطان القولون، بدأت الخلايا تعود تدريجياً إلى حالتها الطبيعية، من دون الحاجة لأيّ تدخل دوائي سامّ أو ضارّ.

نتائج اختبارات علاج السرطان الجديد

بعد تطبيق التقنية داخل المعمل على خلايا سرطان القولون، تم زرع هذه الخلايا المعدَّلة في فئران التجارِب. وكانت النتيجة مذهلة: لم تتكوّن أورام جديدة؛ بل حافظت الخلايا على سلوكها الطبيعي داخل جسم الكائن الحي.

فوائد علاج السرطان الجديد

يشير الخبراء إلى أن هذا العلاج يعَد تحوُّلاً جذرياً، وذلك لأنه قد يغيّر بروتوكولات علاج السرطان من خلال:

  • تغيير فكرة العلاج جذرياً؛ فبدلاً عن القضاء على الخلية السرطانية، يتم إصلاحها.
  • تقليل الآثار الجانبية؛ لأنه لا يحتاج إلى علاج كيميائي أو إشعاعي.
  • منح المريض أملاً في علاج أكثر دقة: حيث يعتمد على تحليل الجينات الخاصة بكلّ نوع من السرطان.

هل يمكن تطبيق التقنية الجديدة على أنواع أخرى من السرطان؟

حتى الآن، تم اختبار التقنية على خلايا سرطان القولون فقط. لكن الباحثين يؤكدون أن النموذج الحسابي المستخدَم، قابلٌ للتعديل ليشمل أنواعاً أخرى من السرطان مثل: سرطان الثدي والرئة والكبد. من خلال فهم الخصائص الجينية الخاصة بكلّ نوع.

الفرق بين علاج السرطان التقليدي والعلاج الحديث

إذا أثبتت التقنية فعاليتها على المدى الطويل؛ فقد نشهد عصراً جديداً يشمل الفوائد الآتية على المرضى:

  • لا تساقُط للشعر.
  • غياب الغثيان الدائم.
  • لا إرهاق مزمن ناتجاً عن العلاج.
  • تحقيق الشفاء التام، على عكس العلاجات التقليدية.

تحديات علاج السرطان الجديد

رغم النتائج المبشِّرة التي توصّل إليها العلماء، إلا أن هناك بعض التحديات التي يجب تجاوُزها قبل اعتماد التقنية بشكل رسمي، منها:

  • كيفية إيصال المفاتيح الجزيئية بدقة إلى الخلايا المستهدَفة داخل الجسم.
  • التأكُّد من أن الخلايا المعاد برمجتها، لن تعود إلى الحالة السرطانية لاحقاً.
  • التعامل مع السرطانات المتقدمة التي تحتوي على بيئة خلوية معقدة.

هل علاج السرطان الجديد يمكن أن يُصبح مُتاحاً للمرضى قريباً؟

بحسب تصريحات الفريق البحثي لموقع ecancer، من المتوقّع أن تبدأ مرحلة التجارِب السريرية على البشر خلال السنوات الخمس القادمة. وفي حال نجاح هذه المرحلة، سيتم تطوير العلاج وتوفيره بشكل تدريجي في المراكز الطبية.
يُنصح بالتعرُّف إلى تحديات الشيخوخة والوقاية الممكنة: نصائح وإرشادات علمية
يقول البروفيسور تشو: "نحن لا نحارب الخلية؛ بل نعيد تعليمها كيف تتصرف كجزء طبيعي من الجسم. فيما علّق تقرير News Medical بأن هذا الإنجاز ينقل علم الأورام من مرحلة المواجهة إلى مرحلة المصالحة.
هذا الاكتشاف ليس علاجاً فورياً بعدُ، لكنه خطوة جريئة نحو رؤية مختلفة لعلاج السرطان. فبدلاً عن القضاء على المرض، قد يمكننا ببساطة إصلاحه وجعله يندمج في نسيج الجسد كما كان من قبلُ".

العلاجات المناعية: أمل جديد ضد السرطان

صحيحٌ أن تعديل مسار الخلية يعَد علاجاً ثورياً للسرطان، غير أنه ليس الوحيد، بينما سبقه العلاجات المناعية التي خلقت أملاً جديداً للقضاء على مرض السرطان.
في السنوات الأخيرة، ظهرت العلاجات المناعية كواحدة من أبرز التطورات الطبية في مجال الأورام؛ إذ تعتمد هذه العلاجات على تحفيز الجهاز المناعي للجسم؛ للتعرُّف إلى الخلايا السرطانية ومهاجمتها؛ بدلاً عن استهدافها بالعقاقير السامة أو الإشعاع.
من أبرز هذه العلاجات، ما يُعرف باسم مثبطات نقاط التفتيش المناعية (Checkpoint Inhibitors)، والتي تعمل على إزالة الحواجز التي تستخدمها الخلايا السرطانية لإخفاء نفسها عن الجهاز المناعي؛ مما يسمح لخلايا الدم البيضاء بالتعرُّف إلى الورم وتدميره.
وقد أظهرت بعض العقاقير المستخدَمة في هذه العلاجات، فاعليةً عالية في علاج أنواع متعددة من السرطان، منها: سرطان الجلد والرئة والمثانة، وغالباً ما تُستخدم بعد فشل العلاجات التقليدية.
كما ظهرت تقنية CAR-T، وهي علاج متقدم يتم فيه تعديل خلايا المريض المناعية وراثياً في المختبر؛ لتتحوّل إلى خلايا قاتلة تستهدف الورم بدقة.
ووفقاً لمؤسسة Cancer Research UK؛ فإن العلاج المناعي يُعَد من أكثر المجالات نموّاً في أبحاث السرطان، وقد أدى إلى شفاء بعض المرضى في مراحل متقدمة من المرض، لم تكن قابلة للعلاج سابقاً.

* ملاحظة من «سيّدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.