عندما يقترب موعد الولادة، وهو الموعد المرتقب الذي تشعر فيه الحامل بالخوف، فهي تسمع بعض الأقاويل وأن الطبيب سوف يتخذ قرار الولادة عن طريق العملية القيصرية، والسبب في ذلك هو طول قامة الحامل؛ حيث تعتقد الكثير من النساء بأن طول قامة المرأة الحامل يلعب دوراً كبيراً في تحديد طريقة ولادتها، وأن المرأة الحامل قصيرة القامة تتعسر ولادتها غالباً.
تهتم النساء الحوامل عموماً بأن يلدن ولادة طبيعية بسبب مزايا الولادة الطبيعية الكثيرة، وخصوصاً سرعة التعافي للتفرغ للمولود الجديد، ولذلك يجب أن يعرفن حقيقة ما يُشاع حول طول الحامل وطريقة ولادتها، ولهذا فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشارية النساء والولادة الدكتورة جيهان عليان؛ حيث أشارت إلى الإجابة عن سؤال مقلق يراودك مع اقتراب موعد الولادة، وهو عن العلاقة بين طول الحامل واحتمالات ولادتها الطبيعية أو القيصرية، والعوامل الحقيقية التي تؤدي إلى اتخاذ خيار الولادة القيصرية في الآتي:
العلاقة بين طول الحامل وطريقة الولادة المتوقعة

- اعلمي أن هناك دراسات علمية كثيرة ومتلاحقة توصلت إلى أن الحامل التي يقل طولها عن 157 سنتيمتراً ترتفع لديها احتمالات الولادة القيصرية، ولكن هذه ليست قاعدة ويجب عدم الاعتماد عليها؛ لأن يؤدي إلى تضرر الحالة النفسية للمرأة التي تستعد للولادة، ولكن ذلك في حال النساء اللواتي يقل طولهن عن 150 سنتيمتراً لأن الولادة الطبيعية قد تشكل خطراً على حياتهن، ولذلك يجب أن يلدن ولادة قيصرية.
- لاحظي أن طول قامة الأم لا يلعب دوراً في طريقة الولادة، وذلك لأن الأم الحامل يجب أن يراعي الطبيب شكل الحوض من الأساس، فمن الممكن ألا يكون هناك تناسب بين حجم الحوض ورأس الجنين، وبالتالي فقد تكون الأم طويلة القامة ولكن حجم الحوض لا يتسع إلى رأس الجنين، ولذلك فالطبيب يحصل على قياسات ترتبط بحجم رأس الجنين وارتفاعها أو انخفاضها؛ لكي يحدد طريقة الولادة، وقد تختلف طريقة الولادة في كل مرة وفق ظروف ترتبط بالجنين وليس بطول الأم، فقد تلد الأم الطويلة القامة ولادة طبيعية ثم تلي ذلك ولادة قيصرية ثانية بسبب كبر حجم رأس الجنين الثاني.. وهكذا.
- احرصي في حال كنتِ من النساء المصنفات بقِصر القامة أن تقومي بتمارين الحوض والتنفس في شهرك الأخير، وكذلك المتابعة بالسونار في الثلث الأخير وإدارة وزن الحامل وطريقة تغذيتها وفي حال ظهور أي مشكلة لدى الحامل من خلال تصوير السونار للجنين يمكن تحديد طريقة الولادة المتوقعة.
ما العلاقة بين ضيق الحوض وخيار الولادة القيصرية؟

- اعلمي أن مرحلة الطلق وبدء الاستعداد لنزول الجنين ومروره من مجرى أو ممر الولادة إلى خارج الرحم هي المرحلة التي تحدد إذا ما كان هذا الجنين سوف يخرج إلى الحياة عن طريق الولادة الطبيعية أو عن طريق الولادة القيصرية، فلا يمكن تحديد نوع أو طريقة ولادتك قبل ذلك الوقت مهما يُشاع من معتقدات.
- لاحظي أن العلماء قد قسموا أشكال الحوض الذي يتسم بالضيق عند الحامل أو ما يُعرف بتضييق الرحم إلى أربعة أشكال وذلك منذ العام 1933، حيث قام أحد أطباء الأشعة الأمريكيين بتقسيم أشكال الحوض عند المرأة، ومن بين هذه الأشكال أن شكل الحوض الضيق لا تزيد نسبته عند النساء في العالم عن نحو 5%، ولذلك فخيار اللجوء إلى طريقة الولادة القيصرية مرتبط بقرار من المرأة الحامل فيما لو كانت لم تدخل بعد في مرحلة الطلق وظهور أعراض ومراحل الولادة عليها.
- احرصي على الحصول على نوع فحص يتم اجراؤه للحامل خلال مرحلة الولادة النشطة، ويقوم به الطبيب وفق تقنيات الطب الحديث ويُعرف بفحص "patrogram" ويتم هذا الفحص في حال توسع عنق الرحم لمحيط 4 سنتيميترات، حيث يبدأ طبيب الولادة في إجراء عدة قياسات منها محيط توسع عنق الرحم باستمرار ونزول رأس الجنين في منطقة الحوض، وبعد مرور نحو 4 إلى 6 ساعات من الطلق النشط أي التقلصات الرحمية يبدأ الطبيب أيضاً في قياس درجة توسع الرحم ومقدار زيادتها بالسنتميتر، وكذلك درجة نزول رأس الجنين نحو مجرى الولادة، فيقوم الطبيب وقتها بتحديد إذا ما كانت هناك مشكلة في حوض الأم أم أن القياسات التي يحصل عليها وكذلك معدل توسع الرحم ليست في حدود المعدل العام، وفي حال كانت تلك القياسات تسير نحو المعدلات الطبيعية يتم إكمال خطوات عملية الولادة الطبيعية، والعكس يكون صحيحاً في حال مرور وقت أكثر وعدم حصول الطبيب على قياسات تتزامن مع وقت الطلق ومدى توسع عنق الرحم.
- توقفي تماماً عن الاعتقاد مثلاً أن لديك حوضاً ضيقاً؛ لأنك قصيرة القامة ما لم يحدد ذلك مقياس رأس الجنين، وتناسبه هذا المقياس مع توسع عنق الرحم خلال مرحلة الطلق، ولذلك يجب أن تكون الأم التي تستعد للمخاض في حالة نفسية جيدة، وعدم التعرض للقلق والتوتر قبل موعد ولادتها بفترة طويلة.
أسباب طارئة تؤدي إلى اتخاذ خيار الولادة القيصرية

- اعلمي أن اللجوء إلى الولادة القيصرية والتي تعرف بأنها حالة خروج المولود والمشيمة من شق عرضي في قاع البطن، فقد تتم الولادة القيصرية في حالات وظروف معينة، وتكون الخيار الثاني بعد الولادة الطبيعية مثل عندما يكون حجم ووزن المولود كبيراً، وعند حمل الأم بتوائم، فهناك حالات الحمل المتعدد التي يحبذ فيها الولادة الطبيعية.
- لاحظي أنه في حال كانت المرأة الحامل قد مرت بحالة ولادة قيصرية سابقة؛ فيفضل بعض الأطباء إجراء العملية القيصرية للمرة الثانية، كما أن الشكل الذي يتخذه الجنين قد يكون غير طبيعي، فالطبيعي أن ينزل الجنين برأسه إلى الأسفل مثل المجيء بالمقعدة، فيكون هذا السبب مثلاً هو الذي يؤدي إلى خيار الولادة القيصرية، وكذلك في حالة حمل الأم في سن متقدمة أي حدوث الحمل بعد الخامسة والثلاثين، وفي حال معاناة الأم الحامل من حالة من السمنة؛ وكذلك في حال كانت الأم معرضة إلى حدوث تمزقات في الحوض، وكذلك العضلات المحيطة به، مما يؤدي إلى أن تُلازم الأم آلام مبرحة مدى الحياة.
- توقعي أن يتم اتخاذ إجراء الولادة القيصرية في حال حدوث حالات طارئة خلال مراحل الولادة الطبيعية مثل الخوف من تعرض الجنين لنقص في الأكسجين؛ حيث قد يضغط الحبل السري على رأس الجنين؛ مما يؤدي إلى أن تنقص التروية الدموية في حال عدم سحب الجنين بواسطة الطبيب أو القابلة بسرعة، وبالتالي يتم اللجوء إلى إجراء العملية القيصرية.
قد يهمك أيضاً: هل يعد ضيق الحوض عند الحامل من أسباب اللجوء إلى الولادة القيصرية؟
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.