mena-gmtdmp

موظفوك يعملون بجد لكن شركتك لا تحقق النمو.. إليك الأسباب والحلول

شركتك لا تحقق النمو؟ - الصورة من freepik  تصوير  rawpixel.com
شركتك لا تحقق النمو؟ - الصورة من freepik تصوير rawpixel.com

تواجه الشركات أحياناً بعض العثرات رغم سيرها في المسار الطبيعي، وقد يفاجأ رائد الأعمال أنه رغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الموظفون في مختلف الإدارات داخل المؤسسات، إلا أن معدلات النمو لا تسير في مسارها المناسب.
وكثيراً ما يشتكي القادة التنفيذيون من أن هذه الجهود لا تُترجم إلى نمو حقيقي. السبب لا يكمن في نقص الكفاءات أو ضعف الأداء الفردي، بل قد تكون مشكلات أعمق من ذلك.

 

سبب تعثر نمو الشركات الناشئة

على رواد الأعمال التصدي للانقسام الداخلي-المصدرfreepik


حدد الخبراء وفقاً لـHarvard Business Review سبباً رئيسياً قد يحول دون تحقيق النمو المطلوب رغم جهود العاملين، وهو:

الانقسام الداخلي

العمل في جزر منعزلة يُعد من أخطر التحديات التي تواجه أي شركة. عندما تعمل إدارات التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والبحث والتطوير بمعزل عن بعضها البعض، سيؤدي ذلك وفق الخبراء إلى النتائج التالية:

  • هدر في الميزانيات نتيجة تكرار الأدوات والجهود.
  • انخفاض الروح المعنوية بسبب تبادل الاتهامات بين الفرق.
  • تضارب في الأهداف، حيث يسعى كل فريق لتحقيق مؤشرات أداء تخصه حتى لو تعارضت مع الأهداف الكبرى للشركة.

وتشير المجلة إلى أن هذا الانقسام لا يستمر داخلياً، بينما ينعكس لاحقاً على تجربة العميل، فيجد نفسه أمام شركة مشتتة، كل قسم يتعامل معه بمعزل عن الآخر، فيشعر بالارتباك وربما يفقد ثقته في المؤسسة، لا سيما وأن الشركات المنافسة قد تكون أدركت أهمية ذلك وتمكنت من أن تعمل ككتلة واحدة وتكسب ثقة العميل.

 

كيف تبني منظومة متكاملة؟

والحل في هذه المشكلة وفقاً لخبراء Business Insider يتمثل في بناء منظومة متكاملة تعمل في سيمفونية متجانسة، ولتحقيق نمو حقيقي، لا يكفي إعادة هيكلة الفرق إدارياً، بل يجب تبني تحول ذهني وثقافي يقوم على ثلاثة أعمدة رئيسية:

رسالة مشتركة

عندما تجتمع قيادات المبيعات والتسويق والمنتج في غرفة واحدة، سرعان ما يدركون أن أهدافهم الجوهرية واحدة:

  • تكلفة اكتساب العميل.
  • قيمة العميل مدى الحياة.
  • رضا العملاء.

التركيز على هذه المقاييس المشتركة بدلاً من مؤشرات الأداء المنعزلة يجعل الجميع يعمل في اتجاه واحد، وهو جذب عملاء والاحتفاظ بهم.

 

غرس التعاون كثقافة

يجب أن تكون هناك خطة داخلية تقوم على التعاون بين الأقسام-المصدرfreepik


العلاقة القائمة على التعاون بين إدارات الشركة أساس للنجاح، ولكن التعاون لا يجب أن يُفرض بينما من الأفضل غرسه عبر ثقافة تقوم على الفهم المتبادل. يحدث ذلك من خلال:

جلسات مفتوحة لمناقشة أولويات كل فريق وتحدياته.

تبادل المعرفة، مثل أن يتعرف فريق المبيعات إلى منهجية التسويق في تقييم العملاء المحتملين، أو يستمع فريق المنتج مباشرة لشكاوى العملاء من خلال خدمة العملاء.
هذا الفهم يخلق ثقة ويحول العلاقة من مجرد "تسليم واستلام" إلى تعاون حقيقي.
اقرأوا أيضاً: ملاءمة المنتج للسوق مفتاح النمو الحقيقي

رؤية موحدة للعميل

الهدف الرئيسي للشركة هو كسب ولاء العميل لأن هذا المسار يضمن استدامة العلاقة، ويتحقق ذلك عندما تتشارك جميع الفرق في بيانات واحدة ومتكاملة حول رحلة العميل، يتحول منظور الشركة من رد فعل إلى استباقية.
فبدلاً من الاعتماد على بيانات سابقة، يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي للتنبؤ باحتياجات العملاء، ورصد المخاطر، واكتشاف فرص الابتكار. وهنا تتشكل ميزة تنافسية يصعب على الشركات المجزأة اللحاق بها.

 

خطوات عملية لتحقيق النمو

الميزة التنافسية الحقيقية اليوم هي القدرة على العمل كوحدة واحدة -المصدرfreepik


في هذا الصدد يشير الخبراء إلى أن النمو يتحقق عندما تتكامل الرؤى وتتكسر الحواجز بين إدارات الشركة، والتحول لا يحتاج سنوات طويلة أو مشروعات ضخمة، بل يبدأ بخطوات مباشرة يمكن لأي قائد تنفيذها:

البدء من القمة

أجمع قادة التسويق والمبيعات وخدمة العملاء والبحث والتطوير في اجتماع واحد. لا تجعل النقاش تقنياً، بل ابدأ بـ"لماذا نفعل ذلك؟" أي ما الفائدة التي ستعود على العميل والشركة.

رسم الأولويات المشتركة

اطلب من كل قائد عرض أولوياته ومؤشرات الأداء الخاصة بفريقه، ستظهر سريعاً نقاط الالتقاء، هذه الرؤية المشتركة تزيل الوهم بوجود مهمات منفصلة.

بناء خطة موحدة

اختاروا معاً هدفاً رئيسياً واحداً مثل تحسين تحويل العملاء المحتملين أو تقليل معدل فقد العملاء. وضعوا خطة مشتركة بمسؤوليات واضحة ومؤشرات قياس واحدة، هذه البداية الصغيرة كفيلة بتأسيس عادة التعاون المستمر.
بعض المديرين قد يرون أن هذا النهج إضافةً جديدةً تزيد الأعباء، لكن الحقيقة أنه أداة لتحقيق الاستفادة من نفس الموارد في وقت تضيق فيه الميزانيات.
وهنا يمكن القول أن في عالم ريادة الأعمال الحديث، لم يعد امتلاك أفضل منتج أو أقوى فريق مبيعات كافياً، بينما الميزة التنافسية الحقيقية اليوم هي القدرة على العمل كوحدة واحدة.
وهذا موضوع آخر نتوجه به أيضاً لرائد الأعمال: كيف تتقن إدارة أكثر من شركة في آنٍ واحد؟