ارتبط اسم رالف لورين Ralph Lauren منذ اليوم الأول بالأناقة المتمحورة حول الفخامة والثراء، لذا من الطبيعي عند تتبع بداياته أن نكتشف أن ربطة العنق الرجالية كانت أول تصاميمه والسبب في إطلاق علامته التجارية في عام 1967، المصمم الأمريكي صاحب الشهرة الأوسع ظل يحلق في رحاب الموضة الرجالية لسنوات طويلة، قبل أن يدفعه حبه لزوجته إلى إطلاق أول خط نسائي في عام 1972، تلبية لطلبها وطلب الكثير من النساء المغرمات بتصاميمه للرجال، وبنجاح يوازي ما حققه في سنواته الأولى حظيت مجموعته الأولى بإعجاب المختصين والعملاء، تحديداً القمصان الـ Tailored التي أعادت صياغة خزانة المرأة العصرية في زمن تصاعدت فيه الأصوات لتمكين المرأة أكثر عقب انخراطها في سوق العمل وإثبات جدارتها في شتى المجالات.
هناك قطع اكتسبت شهرتها من أسماء مبتكريها، لعل أبرزها القميص البولو، فحتى لو لم يكن رالف لورين أول من أطلقه، ستبقى بصمته الخاصة التي وضعها على ذلك التصميم العابر للزمن واضحة، وبخلاف البولو الذي يتربع على عرش الموضة هذا العام، ويشترك في حبه كلا الجنسين، سنحاول أن نعرض لك أبرز القطع الأيقونية التي قدمها رائد الأناقة الكلاسيكية للنساء، وذلك لمناسبة الاحتفال بيوم ميلاده الموافق 14 أكتوبر.
الجاكيت التويد النسائي بنسخة أكثر نعومة
على الرغم من أن إرضاء النساء ليس بالمهمة السهلة، إلا أن رالف لورين اجتاز الاختبار حتى قبل أن يطلق خطه النسائي في السبعينيات، فيبدو أنه لم يكن قراراً اعتباطياً ولكنه جاء كاستجابة لمطالبات زوجات عملائه من الرجال، واللواتي أحببن الجاكيتات التويد التي تحمل توقيعه، لا سيما الموديل الشهير الذي ظهر به في إعلان عطر بولو عام 1979، مما دفع المصمم الأمريكي إلى إطلاق سلسلة من الجاكيتات الرسمية المنفذة من تويد هاريس الأسكتلندي الشهير بنعومته ومتانته، وظل هذا التصميم حاضراً في مجموعاته إلى الآن بنفس ستايله الريفي المستوحى من أزياء الفروسية، فمن منا يمكن أن تنسى إطلالة الطبقات المستوحاة من ستايل رعاة البقر التي ظهرت بها إحدى العارضات في مجموعة خريف 2014، لقد لخصت أسلوب لورين الذي تفرد به عبر السنين.
الجاكيت المهدب علامة فارقة في مشوار لورين
أن تتمسك بقطع معينة في رحلتك التصميمية لا يعني افتقارك للابتكار أو عدم رغبة في التجديد، وإنما انعكاس لنية حقيقية في الحفاظ على هوية العلامة واللعب ضمن حدود ما تتقنه، فإتقان كل الأنماط لا يعبر بالضرورة عن المهارة، كل هذه الأفكار تراودنا عندما نقف للحظة لنتأمل الجاكيت الجملي المزدان بالأهداب المصمم من جلد السويد الناعم المدبوغ، والذي لم يمل المصمم الأمريكي من تكراره في أغلب مجموعاته الخريفية على مر السنين، قطعة أيقونية أخرى أهداها للنساء والرجال، استوحاها من أفلام رعاة البقر الكلاسيكية، وظلت محتفظة بمكانتها في عالم الموضة ومنحصرة في خامات وألوان محددة تلبية لأذواق عملاء الماركة المخلصين، لقد رصدناه مؤخراً في مجموعة ما قبل خريف 2025 خاصة مع تنسيقه مع البلوزة الشيفون الـ Wrap البيضاء والبنطلون الــ Tailored الرمادي والأكسسوارات الجلد الجملي التي أثرت الطلة.
الفستان السفاري المستوحى من رحلات الثلاثينيات
تجسد عشق رالف لورين للمغامرة والرحلات في تصاميمه الأيقونية الخالدة، وتجلى ذلك بوضوح في الفستان السفاري المصمم من قطن الشينو الخفيف الذي أطلقه في أوائل سبعينيات القرن الماضي، وجاء كانعكاس لشغفه برحلات الثلاثينات، لقد حظي هذا التصميم برواج كبير دفع لورين إلى ابتكار مجموعة كاملة لأزياء السفاري للرجال والنساء والأطفال في عام 1984، وقد ضرب هذا الستايل مثالاً للصمود أمام اختبارات الزمن، فأعيد صياغته حديثاً في الألفية الثالثة، فلا تزال الإطلالة الختامية في عرض ربيع 2015 حديث عشاق الدار الأمريكية إلى يومنا هذا بعدما ظهرت العارضة بفستان قميص مصنوع من حرير التفتا الإيطالي، والذي اكتسب شعبية أوسع في 2018 عندما ارتدته لورين بوش زوجة ابن رالف لورين في احتفال الشركة بمرور خمسين عامًا على تأسيسها.
الفساتين الميتاليك لم تغب عنها الصرامة
في عالم رالف لورين يبقى للطابع الذكوري حضوراً ملموساً حتى في أزياء النساء، وهناك سبب وجيه لذلك فالمصمم الذي قضى على الأقل عقداً كاملاً في بداية مشواره متخصصاً فقط في صناعة الأزياء الرجالية، ظلت تصاميمه للنساء تحمل طابعاً عملياً على مر السنين فحتى فساتين السهرة الميتاليك قدمها في مجموعة ربيع وصيف 2019 مصممة على طراز السترة العسكرية التي ارتبطت بمجموعاته منذ سنين، فلفتنا الفستان مستقيم القصة المغطى بالترتر الذهبي المشقوق من الأمام والمزود بحزام معدني عريض.
السترات العسكرية لم تفارق مجموعات لورين
ظلت إطلالة عارضة الأزياء ليندا إيفانجليستا Linda Evangelista في الحملة الإعلانية لإطلاق مجموعة ربيع 1990 عالقة في أذهاننا إلى الآن، فلم ننس تلك السترة العسكرية مرتفعة الياقة التي كانت حديث المهتمين بصناعة الموضة وتصدرت أغلفة المجلات الكبيرة حينذاك، لقد أعاد لورين إنتاج هذه القطعة في مواسم كثيرة لاحقة، حتى أننا صادفناها في مجموعة ربيع وصيف 2024 بتصميمها الأصلي، فأحببنا إطلالة العارضة بالسترة الزرقاء الداكنة المصممة من الصوف المرن وياقة حمراء والأزرار النحاسية تصطف على جهة واحدة منها، لقد دمجها هنا المصمم الأمريكي بزي ذهبي ليقدم فكرة مبتكرة لتنسيق تلك القطعة اليومية في إطلالات السهرة.
قد ترغبين في التعرف إلى تنسيقات عصرية لقميص البولو في صيف 2025
تفاصيل ميزت مجموعات رالف لورين عبر السنين
لطالما كانت الأناقة الكلاسيكية البوصلة الأساسية لأعمال رالف لورين على مدار مشواره خلال أكثر من خمسين عاماً، وفي سبيل الحفاظ على الفخامة التي رافقت عروضه، كانت هناك عناصر كثيرة تضافرت لتنتج تصاميمه العابرة للزمن، وهذه أبرزها:
- جودة الخامات: أظهر رالف لورين منذ اليوم الأول اهتماماً بالغاً بالخامات التي استخدمها في مجموعاته، بدءاً من التويد الهاريس المتين المصنع يدوياً من الصوف البكر، ومروراً بالقطن الشينو والحرير التفتا وانتهاءً بالدنيم الذي طبع عروضه الأخيرة بلمسة عصرية أراد بها المصمم الأمريكي أن يجذب قطاع جديد من الشباب.
- التمسك بالقطع الأيقونية في شكلها الأصلي: قد يسعى كبار المصممين إلى الحفاظ على هوية علاماتهم ولكن مع إجراء بعض التعديلات البسيطة التي تضمن مواكبتها للعصر، ولكن في عالم لورين الفخم ظلت كل قطعة محافظة على خطوطها التي عرفناها منذ سنين، وكان الاختلاف في الألوان أو طرق التنسيق فقط، وهو سلاح ذو حدين، فهو يستهدف هنا عملاءه مباشرة من دون أن ينشغل باكتساب شرائح عمرية أخرى.
- جرأة الألوان رغم الخطوط الرصينة: ظلت مجموعات رالف لورين مرتبطة في الأذهان بالنغمات الدافئة والحيادية والتي ناسبت بشكل كبير القصات العملية الصارمة، ولكنه تمرد على ذلك في مواسم كثيرة، فتخللت مجموعاته النغمات الحيوية والجريئة وكان للألوان المعدنية لا سيما النحاسي والذهبي حضور كبير في عروضه الأخيرة، فتبني الطابع البوهيمي في واحدة من إطلالات ربيع وصيف 2024 حيث خطفت عارضته الأنظار ببلوزتها الحريرية البرتقالية والتنورة الماكسي الزرقاء المطبعة بنقشة Paisely الشهيرة.
قد يهمك التعرف إلى مجموعة رالف لورين لربيع 2026 من أسبوع نيويورك للموضة
