أمسية مفعمة بالأناقة والرقي، قدّمت فيها المصممة السعودية ريم الكنهل عرضاً استثنائياً خلال اليوم الثالث من أسبوع الأزياء في الرياض 2025؛ لتعيد تعريف مفهوم الفخامة السعودية برؤية عصرية، تُحاكي روح المرأة الحديثة، دون أن تتخلى عن إرثها الغني وهويتها المتجذّرة.
حضر العرض عدد من مدوّنات الموضة والإعلاميين وشخصيات بارزة من عالم التصميم، الذين أشادوا بجمال التفاصيل ودقة الحرفية، التي تميّزت بها المجموعة منذ إطلالتها الأولى على المنصة.
يأتي هذا العرض ضمن النسخة الثالثة من أسبوع الأزياء في الرياض، المُقام خلال الفترة من 16 إلى 21 أكتوبر 2025، بمشاركة نخبة من المصممين المحليين والعالميين. ويهدف هذا الحدث إلى تحويل العاصمة السعودية إلى عاصمة إقليمية للموضة، تسلّط الضوء على الإبداع والابتكار وتمكين المصممين السعوديين من تقديم رؤيتهم الخاصة في عالم الأزياء الراقية.
تعزيز إرث الدار السعودية بتصاميم مستوحاة من التراث

تُعرف ريم الكنهل بقدرتها على المزج بين الهوية السعودية الأصيلة والحداثة العالمية، وهو ما جسّدته بوضوح في مجموعتها الجديدة، التي استوحت فيها عناصر من العباية السعودية التقليدية، وأعادت صياغتها في إطار عصري ينبض بالأنوثة والفخامة، خلال عرضها في أسبوع الأزياء في الرياض.
برزت في المجموعة البلوزات والفساتين المصنوعة من التول المنفوش، التي أضفت حضوراً ملكياً على الإطلالات، وتزيّنت بـأكسسوارات ذهبية فاخرة مستوحاة من السلاسل العربية التقليدية التي تشتهر بها المنطقة.

كما لفت الأنظار استخدامها الدقيق للأقمشة السوداء اللامعة والمطفية في الوقت ذاته، ما منح القطع عمقاً بصرياً وملمساً راقياً؛ ليبدو كل تصميم كأنه قطعة فنية تستحضر التاريخ بأسلوب معاصر.
أما المفاجأة فكانت في الفساتين المصنوعة من التول والأورغانزا الشفافة بنقشة البولكا دوت، التي قدّمتها بطريقة جديدة مستوحاة من الجلاليب التراثية، التي كانت ترتديها نساء البلدات القديمة في المدينة، وجمعت هذه القطع بين الطابع التراثي السعودي والتفاصيل الأوروبية الحديثة في القصّات؛ لتخلق مزيجاً فريداً يبرز هوية المصممة الخاصة.
تصاميم محتشمة تُعزز هوية الدار

حرصت ريم الكنهل في هذه المجموعة على تقديم رؤية متكاملة عن الأناقة المحتشمة؛ حيث ركّزت على الفساتين الطويلة التي تُنسّق مع البناطيل الواسعة، في إشارة واضحة إلى رغبتها في جعل التصميم أكثر عملية دون المساس بفخامته.

كما برزت البلوزات ذات الكشكش الناعم والأكمام المنتفخة، التي اقترنت بتنانير مستقيمة، مانحة silhouette أنثوياً متوازناً يجمع بين البساطة والانسيابية، بينما الألوان تراوحت بين الأسود الملكي، والذهبي الترابي، والأبيض الناصع، ما أضفى دفئاً أنثوياً يعكس روح المجموعة، ويؤكد الهوية الشرقية التي تتبنّاها الدار.
تنسيقات بلمسة غربية تُواكب العصر

رغم تمسّك ريم الكنهل بجذورها الشرقية، إلا أنها لم تتردّد في كسر القواعد بأسلوب ذكي، من خلال إدخال عناصر غربية مبتكرة في بعض الإطلالات، فقد شاهدنا الجمبسوت اللامع بكتف واحدة، الذي جمع بين الجرأة والنعومة في آنٍ واحد، إلى جانب الفساتين القصيرة المزيّنة بالجوارب الطويلة، ما أضفى حيوية شبابية على العرض، كما جاءت الفساتين المنفوشة الطويلة المزينة بالكشكش على الأكتاف؛ لتمنح حضوراً درامياً طاغياً على المنصة، يعكس التنوّع الذي تتعامل به المصممة مع الأقمشة والأشكال.
وهذا التوازن بين الشرق والغرب، بين الحشمة والجرأة، جعل المجموعة تُترجم رؤية الكنهل في بناء جسر من الجمال يجمع بين الماضي والمستقبل.
قد يعجبكِ متابعة كيف بدت مدونات الموضة خلال اليوم الثاني من أسبوع الأزياء في الرياض؟