الصرع هو رابع أكثر الاضطرابات العصبية شيوعاً في العالم. إذا كان الشخص يعاني من الصرع، فقد تُسبب طفرات النشاط الكهربائي في دماغه نوبات متكررة. وهذه النوبات تؤثر على صورته الذاتية وعلى حياته اليومية.
ولعل الخبر السارّ الذي قدّمه الأطباء أخيراً هو البحث عن إشارات الدماغ المبكرة؛ لرصد نوبات الصرع وإيقافها.
ما هو الصرع؟
الصرع هو اضطراب دماغي يُسبب نوبات متكررة غير مُبرَّرة. قد يُشخِّص الطبيب المريض بالصرع إذا أُصِيب بنوبتين غير مُبرَّرتين، مع احتمال كبير للإصابة بنوبات أخرى. علماً بأنه ليست كل النوبات ناتجة عن الصرع. قد ترتبط نوبات الصرع بإصابة دماغية أو سمة وراثية، ولكن غالباً ما يكون السبب مجهولاً تماماً، وفق موقع Epilepsy Foundation.
ما هي نوبات الصرع؟
نوبات الصرع هي طفرات مفاجئة من النشاط الكهربائي غير الطبيعي والمفرط في الدماغ، وقد تؤثر على مظهر المريض أو تصرفاته، في حين يمكن أن يكون لمكان وكيفية ظهور النوبة آثار عميقة.
وقد تؤثر نوبات الصرع على سلامة المصاب، وعلاقاته، وعمله، وقيادته، وغير ذلك الكثير.
لذا، عليه أن يُدرك الأنماط والمواقف التي تزيد فيها احتمالية حدوث النوبات.
الصرع: إشارات مبكرة من الدماغ

يبحث علماء الأعصاب في مايو كلينك، من خلال أساليب التحفيز العميق للدماغ، عن إشارات مبكرة في الدماغ للمساعدة في إيقاف نوبات الصرع. حيث يقيِّم الباحثون، ضمن مبادرتهم لاكتشاف الواسم الحيوي، كيفية تأثير أنماط التحفيز المختلفة في أجزاء مختلفة من الدماغ.
وفي هذا الإطار، يقول جراح الأعصاب الدكتور جوناثان باركر، ومدير مختبر أبحاث الإلكترونيات في مايو كلينك، إن الهدف هو تخصيص إعدادات التحفيز العلاجي للدماغ للمرضى الأفراد المصابين بالصرع وغيره من الاضطرابات العصبية.
مشيراً إلى أنه يتم البحث عن بصمة الإشارة الدماغية، إذا صحّ التعبير، لنقول نعم، هذه هي إعدادات التحفيز الصحيحة التي تدفع الدماغ ناحية حالة تكون فيه احتمالات حدوث النوبات أقل.
الصرع هو أكثر الأسباب شيوعاً للنوبات
تكون النوبة عادة بمثابة عاصفة كهربية في الدماغ. والصرع هو السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالنوبات. هنا يقول الدكتور باركر: "بالنسبة للمرضى الذين تحدث لهم نوبات متعددة، يومياً في بعض الأحيان، إذا تمكنّا من تقليل هذه النوبات بشكل كبير، سيتيح ذلك للمرضى عيش حياتهم على نحو أكثر قابلية للتنبؤ به، ويسهِّل عليهم القيام بالأشياء التي يستمتعون بها، من دون أن يكون عليهم العيش في خوف من هذه النوبات العصبية غير المنضبطة".
هل يمكن السيطرة على نوبات الصرع بالأدوية؟
مع الأسف، لا تسيطر الأدوية على النوبات لما يقرب من ثلث المصابين بمرض الصرع. ولكن يتمكن بعض المرضى من الخضوع لجراحة لاستئصال أنسجة الدماغ، حيث تبدأ النوبات، إذا كان القيام بذلك؛ لن يسبب ضرراً لأجزاء من الدماغ، مثل تلك التي تتحكم في الكلام والحركة.
بعض المرضى ربما تناسبهم أنواع أخرى من العلاجات، بما فيها التحفيز العميق للدماغ. وينطوي التحفيز العميق للدماغ على غرس أقطاب كهربائية في الدماغ؛ تطلق نبضات كهربائية لعلاج حالات مرضية معينة؛ مثل الصرع.
قد تهمك مطالعة كيف تكون نفسية مريض الصرع؟.. طبيب اختصاصي يُجيب
تقليل النوبات
يدرس العلماء، ومن بينهم الدكتور باركر، في إطار بروتوكولي بحثي، كيفية استجابة أجزاء مختلفة من الدماغ لأنماط تحفيز مختلفة لتقليل نوبات المرضى وإيقافها. يقول الدكتور باركر: "ما نودّ القيام به هو التواصل مع المرضى، وفهم الحالة الفردية لكل منهم المتعلقة بالدماغ وطبيعة الصرع لديهم، وأفضل المعايير وأفضل الإعدادات بالنسبة لهم".
يضم الفريق البحثي مهندسين واختصاصيي رعاية سريرية وعلماء أعصاب؛ يحللون إشارات الدماغ الكهربية، ويستخلصون معناها؛ لمعرفة الإعدادات الصحيحة لجهاز التحفيز العميق للدماغ لكل منهم.
والهدف هو استخدام التحفيز العلاجي لإيقاف النوبات نهائياً.
* ملاحظة من "سيّدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، تجب استشارة طبيب مختص.





