كيف تكون نفسية مريض الصرع؟.. طبيب اختصاصي يُجيب

مريض الصرع قد يعاني من مشاكل نفسية عديدة
مريض الصرع قد يعاني من مشاكل نفسية عديدة

منذ العصور القديمة، أثارت نوبات الصرع دهشة البشرية، وأثرت في خيال الكثيرين. وكان الصرع مرتبطاً بالسحر والشياطين؛ ما جعل المصابين به يعانون من الإهمال والتمييز الاجتماعي.
ولكن مع تقدم العلم والطب الحديثين، تم كسر حاجز الجهل والخوف المحيط بالصرع، وتم تطوير العديد من الأدوية المضادة للصرع، التي تساعد في السيطرة على النوبات، وتحسين جودة حياة المرضى.
«سيدتي» التقت اختصاصي المخ والأعصاب، الدكتور أحمد شاهين، للحديث عن الصرع وعن نفسية مريض الصرع؛ فكان الموضوع الآتي.

مرض الصرع

بدايةً يعرِّف الدكتور أحمد مرض الصرع بأنه اضطراب عصبي مزمن، يتسبب في وقوع نوبات متكررة وغير متحكم فيها من التشنجات في الدماغ. ويُعتبر الصرع واحداً من أكثر اضطرابات الجهاز العصبي شيوعاً، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به من جميع الأعمار.
‏يحدث الصرع نتيجة اضطراب شحنات كهربائية في الدماغ؛ ما يؤدي إلى تشنجات في الجسم وتغيرات في الوعي والسلوك.

شدة نوبات الصرع

‏تتفاوت نوبات الصرع في شدتها ونوعها، قد تكون النوبات الصرعية جزئية؛ حيث تؤثر في منطقة محدودة في الدماغ، وتتسبب في أعراض محددة. مثل تشنج أو إحساس غريب في أجزاء معينة من الجسم، وقد تكون النوبات الصرعية كبرى؛ حيث تؤثر في الدماغ بشكل كامل، وتتسبب في فقدان الوعي وتشنجات عامة.

أسباب الصرع وطرق التشخيص

‏يمكن أن يكون الصرع ناجماً عن عدة عوامل، منها:
- العوامل الوراثية: يمكن أن يكون الصرع ناجماً عن عوامل وراثية؛ حيث يمكن أن يتم نقل الاضطراب من جيل إلى آخر. قد يكون لدى بعض الأشخاص ميل لتطور نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ؛ ما يزيد من احتمال الإصابة بالصرع.
- التشوهات العصبية: قد تحدث تشوهات عصبية في الدماغ، تؤثر في نشاط الخلايا العصبية، وتزيد من احتمال حدوث التشنجات الصرعية. قد تكون هذه التشوهات موجودة منذ الولادة، أو قد تكون ناجمة عن عوامل خارجية، مثل الإصابات أو العدوى.
- إصابات الرأس: يمكن أن تسبب إصابات الرأس الشديدة تغييرات في النشاط الكهربائي للدماغ، وتزيد من خطر حدوث نوبات صرعية. قد يتعرض بعض الأشخاص لإصابات رأسية نتيجة لحوادث السيارات أو الرياضة القوية أو الصدمات العنيفة الأخرى.
- التهابات الدماغ: بعض الأمراض التي تسبب التهابات في الدماغ، مثل: التهاب الدماغ، والتهاب السحايا، يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في النشاط العصبي، وتزيد من احتمال حدوث نوبات صرع.
- اضطرابات النمو العصبي: يمكن أن تسبب بعض اضطرابات النمو العصبي مثل: التوحد ومتلازمة داون، تغييرات في النشاط العصبي، وتزيد من خطر الصرع.

أما بالنسبة لتشخيص الصرع؛ فيتم عادةً بواسطة فحص الأعراض والتاريخ الطبي للشخص، وقد يتطلب أيضاً إجراء اختبارات إضافية، مثل: التصوير بالرنين المغناطيسي للدماغ، أو التخطيط الكهربائي للدماغ (EEG).

كيف تكون نفسية مريض الصرع؟

مريض الصرع قد يعاني من الاكتئاب
مريض الصرع قد يعاني من الاكتئاب

‏قد يواجه الأشخاص المصابون بالصرع تحديات نفسية متعددة، ومنها:
‏1. القلق والاكتئاب: يمكن أن يشعر المرضى بالقلق والاكتئاب، نتيجة للعبء النفسي المرتبط بالتعامل مع النوبات المتكررة، والتأثير الذي قد يكون للصرع في حياتهم اليومية.
‏2. التوتر والعصبية: قد يشعر المرضى بالتوتر والعصبية، بسبب عدم اليقين المستمر حيال حدوث نوبات الصرع وتأثيرها في حياتهم.
‏3. العزلة الاجتماعية: قد يشعر بعض المرضى بالعزلة الاجتماعية، نتيجة للخوف من حدوث نوبات الصرع في الأماكن العامة، أو القلق من كيفية تفاعل الآخرين مع حالتهم.

علاج الصرع

اختتم الدكتور أحمد مشيراً إلى توافر ‏عدة خيارات لعلاج الصرع، بما في ذلك الأدوية المضادة للتشنجات، التي تساعد في تقليل تكرار النوبات، أو منعها تماماً في بعض الحالات. قد يحتاج بعض الأشخاص إلى اللجوء لعلاج جراحي لإزالة منطقة معينة في الدماغ تسبب نوبات الصرع، مثل: الأورام أو النزيف أو حتى تشوهات. وتكون العلاجات التكميلية والتغييرات في نمط الحياة، مفيدة أيضاً في إدارة الصرع.
‏ويمكن الاستغناء عن أدوية الصرع، بعد مرور سنتين من دون حدوث أي نوبة صرع خلالها.


* ملاحظة من «سيدتي نت»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج تجب استشارة طبيب مختص.