mena-gmtdmp

حصرياً لـسيدتي الممثلة الأميركية Jamie Lee Curtis: التزييف أكثر ما يرعبني اليوم 

جيمي لي كرتيس Jamie Lee Curtis (مصدر الصورة:Gareth Cattermole / Getty Images via AFP)
جيمي لي كرتيس Jamie Lee Curtis (مصدر الصورة:Gareth Cattermole / Getty Images via AFP)

في زمنٍ، تتسارعُ فيه الصورُ المصقولةُ، والفلاترُ، والانطباعاتُ المصطنعة، تبدو جيمي لي كرتيس واحدةً من القلائلِ اللاتي يُحافظن على ملامحهن وقيمتهن بصدقٍ نادرٍ. في بدايةِ لقائنا بها، تحدَّثت كرتيس بصراحةٍ عن هذا الشعورِ، قائلةً: إنها مثل الكثيرين، أصبحت تخافُ من حجمِ «التزييفِ» الذي يُحيط بنا اليوم. مؤكِّدةً أن الصدقَ في الفنِّ، وفي الحياةِ، بات عملاً شجاعاً. من هنا، كان الدخولُ إلى عالمِ فيلمها الجديدِ Ella McCay أكثر عمقاً، إذ تُقدِّم شخصيَّةَ «هيلين»، وهي امرأةٌ عمليَّةٌ، وحاضرةٌ، وقويَّةٌ، وصاحبةُ قلبٍ كبيرٍ في عملٍ، كتبه وأخرجه جيمس ل. بروكس James L. Brooks، ويشاركها بطولتَه إيما ماكي Emma Mackey، و وودي هارلسون Woody Harrelson.
وفي هذا الحوارِ الخاصِّ لـ «سيدتي»، تكشفُ جيمي لي كرتيس جوانبَ جديدةً من الشخصيَّةِ والعمل، وتتحدَّثُ عن الصرخةِ التي أصبحت في الفيلمِ رمزاً للتحرُّرِ وتفريغِ الضغط بعيداً عن عالمِ الرعبِ الذي عُرِفَت به طوالَ أعوامٍ.

جيمي لي كرتيس

صورة من 20th Century Studios/20th Century Studios - © 2025


لنتحدَّث عن شخصيَّةِ «هيلين» في البدايةِ، ما الذي جذبكِ أكثر إليها، وجعلكِ ترغبين في تجسيدها؟

الأمرُ الأهمُّ الذي جذبني في «هيلين» أنها امرأةٌ عاملةٌ بكلِّ معنى الكلمة. أنا بطبعي، أحبُّ العمل، وأؤمنُ بأن النجاحَ، يأتي من الجهدِ والعرق، وهي تمتلك هذه الروحَ أيضاً. إنها تديرُ حانةً ومطعماً، وتتحرَّك طوالَ الوقت. تخيَّلتُ أنها نشأت في عائلةٍ لديها مطاعمُ، وأنها بدأت العملَ وهي في الـ 11. هذا الجانبُ العملي قريبٌ جداً مني ومن أخلاقيَّاتِ عملي.

أي جانبٍ، شعرتِ بأنه قريبٌ منك، وأي جزءٍ، احتاجَ إلى جهدٍ لاكتشافه أثناءَ التحضير؟

الأقربُ إليَّ، كان حبَّ العملِ والحركة، أمَّا الأصعبُ، فكان سرعةَ ردِّها الكلاميَّة. «هيلين»، تقولُ ما يخطرُ في بالها فوراً دون تفكيرٍ! بينما أنا، حتى لو بدوتُ سريعةَ البديهة، أفكِّرُ كثيراً قبل أن أتكلَّم. كان عليَّ أن أتعلَّمَ كيف أتركُ الكلماتِ تخرجُ بسرعةٍ وحدَّةٍ أكثر. هذا الجزءُ، شكَّلَ تحدِّياً حقيقياً.

صورة من 20th Century Studios/20th Century Studios - © 2025

 

 

 

 


النصُّ مكتوبٌ بعنايةٍ من جيمس ل. بروكس. كيف ساعدكِ هذا في رسمِ شخصيَّةِ «هيلين»؟

شخصيَّاتُ جيم بروكس، تعيشُ في رأسه فترةً طويلةً قبل أن نقرأها نحن. كلُّ شخصيَّةٍ، كانت مكتملةً تقريباً قبل أن نبدأ. كان يهتمُّ كثيراً بإيقاعِ الجملة، متى نرفعُ الصوت، متى نتوقَّف، وغير ذلك، لذا اشتغلنا معاً على التفاصيلِ الدقيقةِ حتى تبدو «هيلين» كما رآها هو، وكما شعرتُ أنا بأنها حقيقيَّةٌ.

ما رأيك بالاطلاع على كلوديا كاردينالي عملاقة السينما في سطور.. من تونس إلى العالمية

علاقةُ «هيلين» و«إيلا»، إيما ماكي، بدت طبيعيَّةً جداً على الشاشةِ، كيف بُنِيَت هذه الكيمياءُ بينكما؟

تعرَّفنا على بعضنا أكثر مع الوقت، والكيمياءُ نمت بشكلٍ طبيعي. إيما ممثِّلةٌ ذكيَّةٌ جداً، وتتفاعلُ مع شريكها أمام الكاميرا بطريقةٍ مفتوحةٍ ومريحةٍ. أيضاً النصُّ كان واضحاً في رسمِ العلاقةِ بينهما، لذا لم نبدأ من الصفر، بل بنينا على شيءٍ موجودٍ بالفعل.

تظهران في أحدِ المَشاهِد وأنتما تصرخان معاً لتفريغِ التوتُّر، كيف كانت تجربتُكِ مع «الصرخةِ» هذه المرَّة بعيداً عن الرعب، وأنتِ التي يُلقِّبها الجمهورُ بـ «ملكةِ الصراخ»؟

كان ذلك ممتعاً للغاية. في أفلامِ الرعبِ الصرخةُ مرتبطةٌ بالهروبِ من الخطر. هنا، هي وسيلةُ تحريرٍ، وطريقةٌ لإفراغِ التوتُّرِ والقلقِ اللذين نحملهما معنا. كنت أحاولُ أن أستخرجَ الصرخةَ من «إيلا»، وأن أُرِيها أن هذا سيجعلها تشعرُ بتحسُّنٍ. كانت لحظةً جميلةً جداً.

قلتِ سابقاً إن الجمهورَ نفسه، يحتاجُ إلى تلك الصرخة. لماذا يلامسُ هذا المشهدُ الناسَ بهذه القوَّة؟

لأننا جميعاً نعيشُ توتُّراً كبيراً. الأخبارُ، والسياسةُ، والعملُ، والسفرُ، والإنترنت، كلُّ شيءٍ يتحرَّك بسرعةٍ. هناك كتابٌ أحبُّه، عنوانه The Body Keeps the Score، يتحدَّثُ عن كيف يُخزِّن الجسدُ مشاعرنا إن لم نُخرجها. الصرخةُ هنا، تُشبه النسخةَ «الراشدةَ» من Let It Go. هي دعوةٌ لنتوقَّفَ عن كبتِ كلِّ شيءٍ، لذا أشعرُ بأننا صرخنا في الفيلمِ نيابةً عن الجمهورِ أيضاً.

الفيلمُ، يُلقي الضوءَ على امرأةٍ شابَّةٍ وسطَ مسؤوليَّاتٍ سياسيَّةٍ كبيرةٍ، كيف قرأتِ الرسالةَ الإنسانيَّةَ خلفَ القِصَّة؟

أحببتُ أن الفيلمَ لا يتعاملُ مع السياسةِ بوصفها شعاراتٍ فقط، بل وبوصفها علاقاتٍ بشريَّةً أيضاً. هناك جيلٌ صغيرٌ، يقودُ كثيراً من العملِ الحقيقي خلفَ الكواليس سواء في السياسةِ، أو أي مهنةٍ أخرى. الفيلمُ يعطيهم مساحةً، ويعترفُ بدورهم الفعلي، وهذا جزءٌ مهمٌّ جداً من رسالته.

يمكنك أيضًا الاطلاع على نجوم عالميون صنعوا المجد والشهرة بأسماءٍ مستعارة.. تعرفوا إلى أسمائهم الحقيقية


أحتاجُ إلى «صرخةٍ صغيرة»

 

صورة من 20th Century Studios/20th Century Studios - © 2025



بعيداً عن الفيلمِ، كيف تتعاملين أنتِ مع التوتُّر؟

أمشي كثيراً، وأتنفَّسُ بعمقٍ، وأحاولُ الابتعادَ عن هاتفي. أحياناً، نعم، أحتاجُ إلى «صرخةٍ صغيرة». المهمُّ ألَّا نكبت كلَّ شيءٍ داخلنا.

ما الرسالةُ التي تتمنِّين أن تصلَ للمُشاهِد بعد متابعته «Ella McCay»؟

أتمنَّى أن يشعرَ كلُّ الناسِ أن هناك مساحةً لهم في العالمِ، وفي قراراتهم، وفي حياتهم. الفيلمُ عن التحدِّياتِ، والضغطِ، والعائلة، وعن الجيلِ الذي يحاولُ أن يفعلَ الصوابَ على الرغمِ من الفوضى. إذا خرجَ شخصٌ واحدٌ وهو يُفكِّر: «يمكنني أن أكون صادقاً أكثر مع نفسي»، فسنكون قد نجحنا.

يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط