احتلَّت جدة المرتبةَ الـ 74 عالمياً في مؤشِّر جودةِ الحياةِ لعامِ 2025 وفقَ بياناتِ Numbeo، لتكون بذلك أعلى المدنِ السعوديَّةِ على المؤشِّر، والثانيةَ عربياً بعد مسقط، العاصمةِ العُمانيَّة.
ويعكسُ هذا الإنجازُ التحسيناتِ المستمرَّةَ في الأمانِ، والرعايةِ الصحيَّة، وتطويرِ البنيةِ التحتيَّة، وتوفيرِ مرافقَ عامَّةٍ حديثةٍ، فضلاً عن التزامِ المدينةِ بتحويلِ النهضةِ التنمويَّةِ إلى واقعٍ ملموسٍ، يخدمُ السكَّانَ والزوَّار. في هذا الملفِّ، نُسلِّط الضوءَ على مجموعةٍ من المبدعين السعوديين الذين استلهموا من جدة قصصَهم ومسيرتهم، وهم: حنان كمال، التي تُعبِّر بفنِّها عن الصدقِ والجمال، وبيان أبو زنادة، رائدةُ الأعمالِ التي تستلهمُ من المدينةِ روحَ العافيةِ والتوازن، وخالد زاهد، الذي يرى الفنَّ نافذةً للتعبيرِ والوعي، وعمر النهدي، الذي يلتقطُ بعدسته حكاياتِ جدة بين الضوءِ والذاكرة.
المصور السعودي عمر النهدي: من فجر جدة إلى بحرها إلهام لا يهدأ

بفكرٍ فني متجدِّدٍ، وحسٍّ بصري متفرِّدٍ، يواصل الفنَّانُ التشكيلي خالد زاهد رسمَ ملامحِ تجربته بأسلوبٍ، يجمع بين الأصالةِ والحداثة. من جدة، استلهمَ الجمالَ والتفاصيل، ومن تجاربه العالميَّة، اكتسبَ عمقَ الرؤية، ليصبحَ أحدَ الأصوات الفنيَّةِ السعوديَّةِ التي تُعبِّر بالألوانِ عن الإنسانِ والمكان. «سيدتي» كان لها هذا اللقاءُ معه.
يُقدِّم المصوِّرُ الفوتوجرافي السعودي عمر النهدي نفسه بوصفه «عيناً عاشقةً لجدة»، ويحاولُ على الدوامِ التقاطَ ما لا يُقال، بل ما يُشعَر به. في هذا الحوارِ لـ «سيدتي»، نقتربُ من تجربته التي تجمعُ بين التوثيقِ والابتكار، ونكتشفُ كيف أصبحت الكاميرا لغتَه الخاصَّةَ للتعبيرِ عن الإنسانِ، والمكانِ، والذاكرة.
كيف يُعرِّفُ المصوِّرُ عمر النهدي بنفسه لجمهورِ «سيدتي»؟
عمر النهدي، مصوِّرٌ فوتوجرافي سعودي، حاصلٌ على جوائزَ وطنيَّةٍ عدة في التصويرِ الفوتوجرافي، ونظَّم أكثر من 30 معرضاً بين عامَي 2016 و2025، كما ينشطُ في تطويرِ الحركةِ الفوتوجرافيَّةِ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّة، ويبحثُ في الضوءِ عن المعنى، وفي التفاصيلِ عن الذاكرة.
أرى أن الصورةَ، ليست مجرَّد إطارٍ، بل هي مساحةٌ للحوارِ بين الإنسانِ والمكان، وأقدِّمُ نفسي بوصفي «عيناً عاشقةً لجدة»، وشخصاً يحاولُ باستمرارٍ التقاطَ ما لا يُقال، بل ما يُشعَر به.
لمتابعة اللقاء مع المصور السعودي عمر النهدي اضغط هنا
رائدة الأعمال السعودية بيان أبو زنادة: جدة طاقة فريدة تمنح السكينة

في عالمٍ تتسارعُ فيه وتيرةُ الحياة، ويزدادُ البحثُ عن المعنى، تبرزُ بيان أبو زنادة بوصفها شابَّةً سعوديَّةً، جمعت بين العلمِ والروح، لتُعيدَ تعريفَ مفهومِ العافيةِ الشاملة. من تجربتها الشخصيَّةِ في رحلةِ الوعي والشفاء، انطلقت لتُؤسِّس Jazala Wellness، وهي مساحةٌ، تمزجُ بين التكنولوجيا، والطبِّ التكاملي، والاتِّصالِ بالذات. في هذا الحوارِ، نتعرَّفُ على رؤيتها للعافية، ورحلتها في تمكين الآخرين من اكتشافِ أفضل نسخةٍ من أنفسهم.
كيف تصفين نفسكِ اليوم، وما العنوانُ الذي تختارينه لتعريفِ بيان أبو زنادة؟
أصفُ نفسي اليوم امرأةً متمكِّنةً، ورائدةَ أعمالٍ، وروحاً حرَّةً محبَّةً للحياة. أؤمنُ بأن الحياةَ رحلةُ تطوُّرٍ مستمرَّةٌ، وأن العافيةَ الحقيقيَّة، تبدأ من الداخل، لكنَّها لا تكتملُ إلا عندما نُحقِّق التوازنَ بين الجسدِ والنفسِ والعقل. العافيةُ بالنسبةِ لي، ليست غيابَ المرض، بل هي أسلوبُ حياةٍ شاملٌ ومدروسٌ، يقومُ على العلمِ، والتكنولوجيا، والعودةِ الصادقةِ إلى الذات. أمَّا العنوانُ الذي أختاره لتعريفي، فهو: رائدةٌ في العافيةِ الشاملة والاختراقِ البيولوجي. رسالتي هي تمكينُ الأفراد، لا سيما النساء، من الوصولِ إلى أفضلِ نسخةٍ من أنفسهم عبر ممارساتٍ متقدِّمةٍ قائمةٍ على العلمِ مثل الاختراقِ البيولوجي، وتقنيَّاتِ الاستشفاءِ المتطوِّرة، والتنفُّسِ الواعي، والصحَّةِ الوقائيَّةِ بهدف بناءِ نمطِ حياةٍ متوازنٍ، ومستدامٍ، ومفعمٍ بالحيويَّة.
متى بدأ اهتمامكِ بالصحَّةِ الشاملةِ والشفاء، وما اللحظةُ التي قرَّرتِ فيها تحويلَ هذا الاهتمامِ إلى رسالةٍ مهنيَّةٍ؟
رحلتي بدأت من نقطةِ احتراقٍ تامٍّ. كنت مرهقةً ذهنياً وجسدياً وعاطفياً، وأدركتُ حينها أنني في حاجةٍ إلى إعادةِ ترتيبِ أولوياتي، والتوقُّفِ عن السعي المستمر. شعرتُ بأنني فقدتُ الاتِّصالَ بذاتي، فبدأتُ أبحثُ عن طرقٍ، تعيدُ لي هذا التوازنَ الداخلي، وهنا كانت بدايةُ رحلتي في الوعي والاستشفاءِ الروحي.
لاحقاً، تعرَّضتُ لإصابةٍ في الركبة، كانت نقطةَ تحوُّلٍ جديدةً، دفعتني لاكتشافِ مجالاتِ الطبِّ التكاملي والاختراقِ البيولوجي، واستخدامِ التكنولوجيا في الوقايةِ والتأهيل. تعلَّمتُ عن أدواتِ الاستشفاءِ العضلي، وتحسينِ الأداء، وتجديدِ الخلايا، ووجدتُ نفسي منجذبةً إلى هذا العالمِ الذي يجمعُ بين العلمِ والوعي.
ومع الوقتِ، لاحظتُ تحوُّلاً كبيراً في صحَّتي، وفي علاقتي بنفسي وأسرتي. هذه النتائجُ الإيجابيَّة، كانت الدافعَ لأن أتفرَّغ تماماً لهذا المجال، وأحوِّله من شغفٍ شخصي إلى رسالةٍ، أعيشها، وأشاركها مع الآخرين.عملي اليوم ينبعُ من تجربتي الخاصَّة، وهي الأساسُ الذي أُقيِّم عليه كلَّ ما أقدِّمه.
لمتابعة اللقاء مع رائدة الأعمال السعودية بيان أبو زنادة اضغط هنا
الفنانة السعودية حنان كمال: علمتني عروس البحر أن أتنفس الفن

حنان كمال فنَّانةٌ سعوديَّةٌ متعدِّدةُ المواهب، فهي تمزجُ بين الفنِّ والموسيقى، لتخلقَ لغةً بصريَّةً وصوتيَّةً، تنبعُ من الصدقِ، والبحثِ عن الجمالِ في الفوضى. ترى أن الفنَّ، ليس مهنةً، وإنما طريقةٌ للبقاء، وتُؤكِّد أن جدة بالنسبةِ لها، لا تقتصرُ على كونها مدينةً فقط، بل هي أيضاً أغنيةٌ جميلةٌ لا تنتهي، ومصدرُ إلهامٍ دائم، يُعلِّمها كيف تُحوِّل الإحساسَ إلى لونٍ، والصوتَ إلى حكايةٍ.. هذا وأكثر ما أفصحت عنه لـ «سيدتي» خلال هذا اللقاء.
بدايةً، كيف تُقدِّمين نفسكِ لجمهورِ «سيدتي»؟
أقدِّمُ نفسي بوصفي صوتاً، يبحثُ عن الصدقِ أكثر من الكمال. بوصفي شخصاً يحاولُ أن يُحوِّل الفوضى التي في داخله إلى شيءٍ جميلٍ، يمكن للعالمِ أن يراه، أو يسمعه. أحاولُ أن أكون صادقةً في إحساسي، وفي اختلافِ موضوعاتي التي تستمدُّ من تجاربي وتجاربِ الآخرين، وأطمحُ إلى أن أكون صوتَ الجمهور، وصوتَ نفسي في الوقتِ نفسه. الفنُّ بالنسبةِ لي، ليس مهنةً، إنه طريقةٌ للبقاء، ووسيلةٌ لفهمِ ما لا يمكن تفسيره بالكلمات.
ما الشرارةُ الأولى التي جمعت بين الفنِّ والموسيقى في مسيرتكِ؟
لم تكن لحظةً واحدةً، بل كانت رحلةَ وعي. منذ طفولتي، وأنا أرى اللونَ، وأسمعُ الصوتَ بالإحساسِ ذاته، ثم إن هناك انسجاماً طبيعياً بين ما أراه وما أسمعه. ومع مرورِ الوقت، أدركتُ أن كلَّ ما أفعله، هو محاولةٌ لترجمةِ هذه العلاقةِ بين السمعِ والبصرِ إلى عملٍ، يمكن للآخرين رؤيته، أو سماعه.
لمتابعة اللقاء مع الفنانة السعودية حنان كمال اضغط هنا
الفنان السعودي خالد زاهد: مدينة تروي قصصها ورؤيتي البصرية

بفكرٍ فني متجدِّدٍ، وحسٍّ بصري متفرِّدٍ، يواصل الفنَّانُ التشكيلي خالد زاهد رسمَ ملامحِ تجربته بأسلوبٍ، يجمع بين الأصالةِ والحداثة. من جدة، استلهمَ الجمالَ والتفاصيل، ومن تجاربه العالميَّة، اكتسبَ عمقَ الرؤية، ليصبحَ أحدَ الأصوات الفنيَّةِ السعوديَّةِ التي تُعبِّر بالألوانِ عن الإنسانِ والمكان. «سيدتي» كان لها هذا اللقاءُ معه.
كيف بدأت رحلتك مع الفنِّ التشكيلي، وما اللحظةُ التي شعرتَ فيها بأنك وجدتَ نفسك بوصفك فنَّاناً؟
رحلتي مع الفنِّ بدأت في الطفولة، تحديداً في مرحلةِ “التمهيدي”. كنت أجدُ متعةً كبيرةً في الرسم، وأغتنمُ أي مساحةٍ لأعبِّر فيها عن نفسي. كنت أرسمُ على الطاولاتِ، وداخلَ كتبي الدراسيَّة، وكأنَّ الرسمَ كان لغتي الخاصَّة لفهمِ العالم. مع مرورِ الوقت، خَفت هذا الشغفُ، لكنَّه عاد حين شعرتُ بفراغٍ داخلي، جعلني أبحثُ عن نفسي من جديدٍ، إذ وجدتُ أن الفنَّ، هو مكاني الطبيعي، وهو الشيءُ الذي يُعيد لي الحياة.
ما الفكرةُ التي تحاولُ إيصالها من خلال أعمالك، وهل ترى أن للفنِّ رسالةً اجتماعيَّةً، أو إنسانيَّةً، يجبُ أن يحملها؟
الفنُّ بالنسبةِ لي لغةٌ، تتحدَّثُ عندما تصمتُ الكلمات. دائماً أقولُ: A painting is worth a thousand words. فلوحةٌ واحدةٌ، يمكن أن تقولَ ما تعجزُ عنه الصفحات. أسعى من خلال فنِّي إلى إيصالِ رسالةٍ إنسانيَّةٍ قبل أن تكون جماليَّةً، وأن أحرِّك إحساسَ المتلقِّي، وأن أجعله يرى نفسه في العمل. أؤمنُ بأن للفنِّ رسالةً اجتماعيَّةً ودينيَّةً وإنسانيَّةً، فهو وسيلةٌ للحوارِ مع الآخر، وتعبيرٌ عن قيمنا ومشاعرنا العميقة.
لمتابعة اللقاء مع الفنان السعودي خالد زاهد اضغط هنا
يمكنك متابعة الموضوع كاملاً على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط





