في عالمٍ تتسارعُ فيه وتيرةُ الحياة، ويزدادُ البحثُ عن المعنى، تبرزُ بيان أبو زنادة بوصفها شابَّةً سعوديَّةً، جمعت بين العلمِ والروح، لتُعيدَ تعريفَ مفهومِ العافيةِ الشاملة. من تجربتها الشخصيَّةِ في رحلةِ الوعي والشفاء، انطلقت لتُؤسِّس Jazala Wellness، وهي مساحةٌ، تمزجُ بين التكنولوجيا، والطبِّ التكاملي، والاتِّصالِ بالذات. في هذا الحوارِ، نتعرَّفُ على رؤيتها للعافية، ورحلتها في تمكين الآخرين من اكتشافِ أفضل نسخةٍ من أنفسهم.
بيان أبو زنادة

كيف تصفين نفسكِ اليوم، وما العنوانُ الذي تختارينه لتعريفِ بيان أبو زنادة؟
أصفُ نفسي اليوم امرأةً متمكِّنةً، ورائدةَ أعمالٍ، وروحاً حرَّةً محبَّةً للحياة. أؤمنُ بأن الحياةَ رحلةُ تطوُّرٍ مستمرَّةٌ، وأن العافيةَ الحقيقيَّة، تبدأ من الداخل، لكنَّها لا تكتملُ إلا عندما نُحقِّق التوازنَ بين الجسدِ والنفسِ والعقل. العافيةُ بالنسبةِ لي، ليست غيابَ المرض، بل هي أسلوبُ حياةٍ شاملٌ ومدروسٌ، يقومُ على العلمِ، والتكنولوجيا، والعودةِ الصادقةِ إلى الذات. أمَّا العنوانُ الذي أختاره لتعريفي، فهو: رائدةٌ في العافيةِ الشاملة والاختراقِ البيولوجي. رسالتي هي تمكينُ الأفراد، لا سيما النساء، من الوصولِ إلى أفضلِ نسخةٍ من أنفسهم عبر ممارساتٍ متقدِّمةٍ قائمةٍ على العلمِ مثل الاختراقِ البيولوجي، وتقنيَّاتِ الاستشفاءِ المتطوِّرة، والتنفُّسِ الواعي، والصحَّةِ الوقائيَّةِ بهدف بناءِ نمطِ حياةٍ متوازنٍ، ومستدامٍ، ومفعمٍ بالحيويَّة.
متى بدأ اهتمامكِ بالصحَّةِ الشاملةِ والشفاء، وما اللحظةُ التي قرَّرتِ فيها تحويلَ هذا الاهتمامِ إلى رسالةٍ مهنيَّةٍ؟
رحلتي بدأت من نقطةِ احتراقٍ تامٍّ. كنت مرهقةً ذهنياً وجسدياً وعاطفياً، وأدركتُ حينها أنني في حاجةٍ إلى إعادةِ ترتيبِ أولوياتي، والتوقُّفِ عن السعي المستمر. شعرتُ بأنني فقدتُ الاتِّصالَ بذاتي، فبدأتُ أبحثُ عن طرقٍ، تعيدُ لي هذا التوازنَ الداخلي، وهنا كانت بدايةُ رحلتي في الوعي والاستشفاءِ الروحي.
لاحقاً، تعرَّضتُ لإصابةٍ في الركبة، كانت نقطةَ تحوُّلٍ جديدةً، دفعتني لاكتشافِ مجالاتِ الطبِّ التكاملي والاختراقِ البيولوجي، واستخدامِ التكنولوجيا في الوقايةِ والتأهيل. تعلَّمتُ عن أدواتِ الاستشفاءِ العضلي، وتحسينِ الأداء، وتجديدِ الخلايا، ووجدتُ نفسي منجذبةً إلى هذا العالمِ الذي يجمعُ بين العلمِ والوعي.
ومع الوقتِ، لاحظتُ تحوُّلاً كبيراً في صحَّتي، وفي علاقتي بنفسي وأسرتي. هذه النتائجُ الإيجابيَّة، كانت الدافعَ لأن أتفرَّغ تماماً لهذا المجال، وأحوِّله من شغفٍ شخصي إلى رسالةٍ، أعيشها، وأشاركها مع الآخرين. عملي اليوم ينبعُ من تجربتي الخاصَّة، وهي الأساسُ الذي أُقيِّم عليه كلَّ ما أقدِّمه.
ما رأيك بالتعرف على رائدة الأعمال السعودية روان كتوعة
كيف تأسَّست فكرةُ Jazala Wellness، وما أبرزُ التحدِّيات التي واجهتكِ في بداياتها؟
تأسَّست Jazala Wellness من حلمٍ بإعادةِ تعريفِ مفهومِ اللياقةِ والرفاهيَّةِ في العالم العربي عبر دمجِ العلم، والتكنولوجيا، والوعي الروحي في بيئةٍ واحدةٍ متكاملةٍ. كان التحدِّي الأكبر في البداية، هو كسرُ الصورةِ النمطيَّةِ للنوادي الصحيَّة، وإقناعُ الناسِ بأن الصحَّة، ليست مجرد لياقةٍ جسديَّةٍ، بل هي أيضاً توازنٌ شاملٌ بين الجسدِ والعقلِ والروح.
في عملكِ بوصفكِ معالجةً بالصوتِ والتنفُّسِ واليوغا، ما القاسمُ المشترك بين هذه الأدواتِ في رؤيتكِ للتوازنِ الشامل؟
القاسمُ المشترك، هو «العودةُ إلى الذات». هذه الأدواتُ، تُمكِّن الإنسانَ من التناغمِ مع جسده وعقله وروحه، وتفتحُ مساحاتٍ للهدوءِ الداخلي، والتوازنِ، والتحرُّرِ من الضغوط. هي ليست مجرَّد أدواتٍ علاجيَّةٍ، إنها أبوابٌ للاستشفاءِ العميق، وإعادةِ الاتِّصالِ بالحياة من منظورٍ أعمق.
«العافية بالنسبة لي ليست غياب المرض إنه أسلوب حياة شامل ومدروس»

كيف تُوفِّقين بين الجانبِ الروحي والعلاجي من جهةٍ، والجانبِ العملي والتجاري من جهةٍ أخرى؟
أؤمنُ بأن الروحانيَّةَ، لا تتعارضُ مع العملِ المهني، بل تمنحه عمقاً ووضوحاً. الجانبُ الروحي، يمدُّني بالنيَّةِ الصافية، والصدقِ في كلِّ ما أفعله، أمَّا الجانبُ العملي، فيمنحني الأدواتِ لترجمةِ تلك النيَّاتِ إلى واقعٍ ملموسٍ. أسعى دائماً لأن تنطلقَ قراراتي التجاريَّةُ من نيَّةٍ خالصةٍ لخدمةِ مجتمعي وبلدي، وهذا هو ما يجعلُ Jazala مختلفةً.
حدِّثينا عن رحلةِ الشفاءِ، أو التحوُّلِ التي مررتِ بها، وهل هناك قِصَّةٌ شخصيَّةٌ، غيَّرت نظرتكِ لنفسكِ والعالم؟
بدأت رحلتي من بحثٍ داخلي لفهمِ ذاتي، والتعاملِ مع ضغوطِ الحياة. لم أكن أبحثُ عن «مهنةٍ»، بل عن «معنى». مع مرورِ الوقتِ، والتجربةِ، تغيَّرت نظرتي للحياة، وأصبحتُ أكثر تعاطفاً مع نفسي والآخرين. أدركتُ أن الشفاءَ الحقيقي، يبدأ حين نكون صادقين مع أنفسنا. كلُّ ما تعلَّمته، واختبرته في هذه الرحلةِ، حوَّلته إلى منهجٍ، أشارك به مَن حولي، ليكون مصدرَ إلهامٍ وتمكينٍ.
ومن عالم الأعمال يمكنك أيضًا التعرف على رائدة الأعمال هند الثروه
كيف تختارين الأدواتِ، أو الطقوسَ التي تستخدمينها مثل العلاجِ بالصوت، أو التنفُّسِ؟
اختياري للأدواتِ يبدأ دائماً من التجربةِ الشخصيَّة، ثم الدراسةِ العلميَّة. ما ينجحُ معي، وما ألمسُ أثرَه العميقَ على نفسي، أنقله إلى الآخرين. لكلِّ أداةٍ تردُّدُها الخاصُّ، وأختارُ ما يتناغمُ مع نيَّةِ الجلسة، واحتياجِ الشخص، فلكلِّ تجربةٍ طاقتُها ورسالتُها الخاصَّة.
أي مشروعٍ، أو مبادرةٍ الأقرب إلى قلبكِ الآن، ولماذا؟
Jazala Wellness، هو المشروعُ الأقربُ إلى قلبي، لأنه يُجسِّد كلَّ مراحلِ رحلتي من الشفاءِ إلى التمكين. هو أكثر من نادٍ، إنه مساحةٌ للعودةِ إلى الذات، وتعزيزِ الوعي الجماعي، وإعادةِ تعريفِ الصحَّةِ بمعناها الشاملِ والعميق.
كيف أثَّرت مدينةُ جدة في رحلتكِ نحو التوازنِ والشفاء، وهل تشعرين بأن طاقتها لعبت دوراً في مسيرتكِ؟
جدة مدينةٌ جميلةٌ، تحملُ طاقةً فريدةً، تجمعُ بين الأصالةِ، والانفتاحِ الثقافي والفنِّي. قربُها من البحر، يمنحني شعوراً بالسكينةِ والإلهام، وبيئتُها المتنوِّعة، كانت دائماً مصدرَ إلهامٍ في رحلتي. أعدُّها مدينةً حاضنةً لكلِّ مَن يسعى إلى التجديدِ والتطوُّرِ والابتكار.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط





