mena-gmtdmp

في اليوم الوطني الإماراتي.. رقى المطوع: المرأة شريك محوري في بناء اقتصاد تنافسي 

خبيرة مالية، حاصلة على درجة الماجستير في التكنولوجيا المالية، لا تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها، تتميز برؤيتها المستقبلية في مجالات الابتكار والقيادة والتنمية الاقتصادية. تسعى إلى الربط بين التمويل التقليدي والتقنيات الحديثة، والمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات نحو اقتصاد قائم على المعرفة والتنافسية العالمية.

اعداد: لينا الحوراني

تُعد ضيفتنا من المشاركات في برنامج دبي للخبراء الماليين (DFEP) التابع لـ مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وبالتعاون مع مركز دبي المالي العالمي للابتكار (DIFC Innovation Hub)، وتمثل جيلاً جديداً من الكفاءات الإماراتية التي تعيد صياغة مفهوم القيادة المالية للمستقبل. تجسد مسيرتها شعار «ربط الرؤية بالممارسة» من خلال تحويل المعرفة والتقنية إلى أثر وطني ملموس، هي رقى راشد المطوّع، التي تتحدث عن عالم المال والأعمال، في اليوم الوطني الإماراتي.

عالم المال والمرأة

تجد رقى أنه لطالما ارتبط عالم المال في أذهان الكثيرين بأنه مجال يغلب عليه الرجال بسبب طبيعته التنافسية واعتماده على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة. تستدرك قائلة: "لكن في الإمارات، هذه الصورة تغيّرت بالكامل. فالدولة استطاعت خلال سنوات قليلة أن تعيد تشكيل النموذج العالمي لدور المرأة، ليس فقط عبر فتح الأبواب أمامها، بل عبر تمكينها الفعلي في مراكز قيادية. رؤية الدولة واضحة: المرأة ليست جزءاً من المنظومة الاقتصادية فقط، بل شريك أساسي في صناعتها.
واختياري لدخول هذا المجال لم يكن قراراً عابراً، بل كان قراراً مبنياً على الشغف وعلى البيئة الداعمة التي نشأت فيها. والدي كان وما زال أكبر داعم لمسيرتي، يؤمن بقدراتي ويشجعني دائماً على خوض التحديات بثقة. كان يردد لي أن حضور المرأة في هذا القطاع سيضيف قيمة حقيقية، وأن الطموح لا يرتبط بنوع أو عمر، بل بالإصرار والعمل. هذا التشجيع المبكر، إلى جانب شغفي بالأرقام والتحليل، شكّل الأساس الذي انطلقت منه في عالم المال، واليوم أشعر بالفخر لكوني جزءاً من هذا الجيل الذي يثبت أن المرأة قادرة على القيادة وتحقيق أثر ملموس في القطاع المالي".

أطمح أن أكون مصدر إلهام للجيل الجديد من الإماراتيات، وأن أسهم في تعزيز حضور المرأة في القطاع المالي كقائدة وصانعة للتغيير

الجرأة في التحليل

الثقة، برأي رقى، لا تُمنح، بل تُبنى عبر المصداقية والمعرفة والاستمرار في التطور. تتابع قائلة: "خلال مشاركتي في برنامج دبي للخبراء الماليين، واجهت تجربة مهمة شكلت نقطة تحول في مسيرتي. قدمت تحليلاً مالياً مرتبطاً بتحولات أسعار الفائدة العالمية وتأثيرها المحتمل على السيولة، وكنت أؤكد أن هذه التحركات تتطلب استباقية في اتخاذ القرار. بعد فترة، تبيّن أن التوقعات التي قدمتها كانت دقيقة بنسبة عالية، مما عزّز ثقة الزملاء والقادة بقدرتي على الربط بين البيانات والتحليل العميق واتخاذ قرارات مدروسة. ما تعلمته من هذه التجربة هو أن النجاح في القطاع المالي يعتمد على القدرة على قراءة الصورة الكبيرة، والجرأة في تقديم رأي مهني يستند إلى تحليل قوي، حتى لو كان مخالفاً للتوقعات السائدة.
5 اماراتيات ضمن الأكثر تأثيراً في القطاع المالي بالشرق الأوسط

الرهبة من تقلبات السوق

تجد رقى أن تطور المرأة الإماراتية في القطاع المالي هو قصة نجاح وطنية بامتياز. وأنها اليوم موجودة في مجالس إدارة، تقود محافظ مالية، تشارك في صياغة السياسات، وتُدرّس وتبحث وتبتكر. مساهمتها أصبحت عنصراً رئيسياً في التحول الاقتصادي الذي تشهده الدولة، خصوصاً مع التركيز على اقتصاد متنوع ومبتكر يتماشى مع رؤية D33.
تستدرك قائلة: "أما التحديات التي تواجه المستثمرات الجديدات، فهي متشابهة مع التحديات التي يواجهها أي مستثمر حديث: محدودية المعرفة المالية، التأثر بالعاطفة في اتخاذ القرار، والرهبة من تقلبات السوق. لكن مع وجود منصات تعليمية، برامج وطنية، وتوعية مالية متزايدة، أصبحت الأدوات اللازمة لاتخاذ قرارات سليمة في متناول الجميع.
إدارة المال ليست معادلة معقدة كما يظن البعض، لكنها تعتمد على الانضباط أكثر من أي شيء آخر. الخطوة الأولى هي امتلاك وعي واضح بالدخل والمصروفات. يحتاج الشباب اليوم إلى بناء علاقة واقعية مع المال، قائمة على الادخار المنتظم، ووضع خطط مالية قصيرة وطويلة المدى، والابتعاد عن القرارات العشوائية".
أجمل كلمات تعبر عن حب الوطن في اليوم الوطني الإماراتي الـ53

نصائح لادخار مستقبلي أفضل

تقدم رقى بعض النصائح المالية، التي توجهها لكل مستثمر ومستثمرة شابة:

  • تخصيص نسبة ثابتة للادخار.
  • تنويع مصادر الدخل.
  • تجنب الالتزامات غير الضرورية.
  • متابعة المؤشرات الاقتصادية لفهم التغيرات المستقبلية.

وليتمكن الأفراد من حماية أنفسهم من التضخم أو الأزمات المالية، عليهم بتبني الأساليب الآتية:

  • تنويع مصادر الدخل.
  • الاستثمار في أصول مرنة.
  • الابتعاد عن الديون عالية الفائدة.
  • بناء احتياطي نقدي للطوارئ.

وتشير إلى أن : "الإمارات اليوم توفر بيئة داعمة لرواد الأعمال، من حاضنات أعمال إلى تمويلات ذكية، مما يجعل الإدارة المالية عنصراً أساسياً في نجاح أي مشروع.. والنصيحة الذهبية: ابدأ الآن، مهما كان المبلغ بسيطاً. الادخار ليس مبلغاً بقدر ما هو عادة مستمرة. حددي هدفاً واضحاً، وتعلمي أساسيات الاستثمار، وابدئي بأدوات منخفضة المخاطر. مع الوقت، ستتكون لديك قاعدة معرفية تساعدك على التوسع بثقة أكبر".
في يوم المرأة الإماراتية: 4 إماراتيات أتقنّ فن الريادة وكسرن القوالب الاعتيادية

قطاعات واعدة

تحدثت رقى عن القطاعات الواعدة للاستثمار في السنوات المقبلة، مستشرفة برؤية D33، حيث يشهد المشهد الاستثماري في الإمارات تحولاً كبيراً نحو قطاعات المستقبل. من أبرز هذه القطاعات:

  •  التكنولوجيا المالية.
  • الذكاء الاصطناعي والتحليلات.
  •  الطاقة المتجددة.
  • الخدمات اللوجستية وسلاسل التوريد.
  •  التعليم الرقمي.

وتعلّق رقى: "هذه القطاعات ليست مجرد فرص استثمارية، بل محركات رئيسية للنمو الاقتصادي. الدولة تستثمر فيها لأنها تدرك أنها ستشكل الاقتصاد العالمي خلال العقد القادم.

تجاوز التحديات يبدأ من الثقة بالذات والتعلم، والقدرة على القيادة واتخاذ القرارات في الظروف الصعبة، والمرأة أثبتت أنها قادرة على ذلك وأكثر

التمويل والتقنية

تربط رقى بين التمويل التقليدي والتقنيات الحديثة. وعن كيفية هذا، وعن رأيها بالعملات الرقمية تقول: "التمويل التقليدي، رغم قوته، لا يستطيع الاستمرار دون تقنيات تدعمه. ومن خلال دراستي في التكنولوجيا المالية ورؤيتي العملية، أرى أن الدمج بين الذكاء الاصطناعي والتمويل التقليدي هو ما سيخلق مستقبلاً جديداً للصناعة. اليوم، تعتمد القرارات المالية على البيانات الضخمة، التحليلات التنبؤية، والقدرة على تحليل المخاطر في وقت قياسي.
أما العملات الرقمية، فرغم الجدل الكبير حولها، إلا أنها أصبحت محور اهتمام عالمي. مستقبلها في المنطقة يعتمد على وضوح التشريعات وبنيتها التنظيمية، وقدرتها على تقديم حلول آمنة وعملية، وليس مجرد تقلبات مضاربية تعتمد على المشاعر والتوقعات.

خططي بذكاء

رقى راشد المطوّع
رقى راشد المطوّع

 

تحدثت رقى عن المرأة الإماراتية اليوم، التي تنال فرصاً غير مسبوقة. ومع ذلك، يبقى التحدي في الجمع بين الأمان المالي والطموح المهني، معتبرة أن "الحل يكمن في التخطيط الذكي: إدارة الدخل بحكمة، بناء صندوق للطوارئ، وتطوير الذات باستمرار. الإمارات وفّرت بيئة تشريعية ومؤسسية داعمة تجعل هذه المعادلة ليست ممكنة فقط، بل واقعية جداً.. التحديات موجودة، لكنها لم تعد عائقاً كما كانت في السابق. بفضل رؤية القيادة الإماراتية، أصبحت المرأة اليوم في الصف الأول لصناعة القرار. تجاوز التحديات يبدأ من الثقة بالذات، والاستمرار في التعلم، والقدرة على قيادة الفرق واتخاذ القرارات في الظروف الصعبة. المرأة أثبتت أنها قادرة على ذلك وأكثر. فقد قدمت الإمارات نموذجاً عالمياً في تمكين المرأة ودعمها للوصول إلى مواقع مؤثرة في الاقتصاد الوطني. ومن خلال المبادرات والبرامج القيادية التي تطلقها مؤسسات رائدة مثل MBRCLD، أصبحت المرأة الإماراتية تتلقى تدريباً نوعياً، وتخوض تجارب عملية تعزز مهاراتها، وتعمل ضمن بيئة تُشجّع حضور المرأة في مواقع صنع القرار. هذا النهج الشامل جعلها اليوم شريكاً محورياً في بناء اقتصاد تنافسي يقوم على الابتكار والمعرفة.

التمويل الأخضر

تطرقت رقى إلى التمويل الأخضر الذي سيكون أحد أهم محركات الاستثمار في المستقبل. الإمارات تقود الجهود في المنطقة والعالم في مجالات الطاقة النظيفة، المشاريع البيئية، والاستدامة. ومع المبادرات الوطنية الرائدة، سيصبح الاستثمار المستدام عنصراً أساسياً في المحافظ الاستثمارية، ليس فقط لأنه مسؤول بيئياً، بل لأنه أيضاً استثمار ذكي طويل المدى.
وبالنسبة لطموحها القادم على الصعيدين المهني والشخصي، تجد أن المهني يتمحور حول الاستمرار في تطوير معرفتها في التكنولوجيا المالية، والمساهمة في مشاريع إستراتيجية تدعم مكانة الإمارات كمركز مالي عالمي رائد. تعلّق قائلة: "أما على الصعيد الشخصي، فأطمح أن أكون مصدر إلهام للجيل الجديد من الإماراتيات، وأن أسهم في تعزيز حضور المرأة في القطاع المالي كقائدة وصانعة للتغيير.
سيدة الأعمال الإماراتية عبير الشعالي: حكاياتي مع البحر لا تنسى