mena-gmtdmp

هل نوم الرضيع على بطنه عادة خطيرة أم هي طريقة مريحة؟

صورة لرضيع ينام على بطنه
خطأ كبير لترك الطفل الرضيع ينام على بطنه!
نوم الرضيع على بطنه مشكلة لازالت تؤرق الكثير من الأمهات الجدد -تحديداً- رغم تكرار نشرها واهتمام المساجلات الطبية بها، ويرجع السبب في ذلك، إلى أن بعض الأمهات يستمعن لكلام الجدات، ويلاحظن -أيضاً- أن نوم الرضيع على بطنه يساعده على الراحة والنوم العميق، بل إن كثيرين منهم يفضلون هذه النومة، خاصة بعد الشهر الرابع والقدرة على التقلب، بينما يرى الأطباء أن هذه الهيئة قد تخفي وراءها خطراً صامتاً يهدد حياة الصغير.
وفي ظل تضارب النصائح بين الجدات والأمهات والأطباء، تجد الأم نفسها حائرة بين ما هو مريح لمولودها وما هو آمن لصحة قلبه وتنفسه! في هذا التقرير يحسم الدكتور محمد عبد العال أستاذ طب الأطفال الجدل العلمي والطبي، فيوضح أسباب رغبة الرضيع في النوم على بطنه، ومدى أضراره، ومتى يمكن اعتماد هذه الهيئة بأمان... وتفاصيل أخرى تهمك.

الراحة لا تعني الأمان

نوم الرضيع على بطنه ليس آمناً

تقول بعض الأمهات إن أطفالهن لا ينامون إلا على بطونهم؛ إذ يشعرون بالهدوء والاستقرار في هذه الهيئة، ولا يستيقظون كثيراً أثناء الليل، هذه الملاحظة قد تكون صحيحة من الناحية السلوكية، لكن من الناحية الطبية ليست بالضرورة آمنة.
هنا يوضح أطباء الأطفال أن نوم الرضيع على بطنه قد يعيق التنفس الطبيعي؛ بسبب ضغط وزن الجسم على الصدر والرئتين، ما يؤدي في بعض الحالات إلى اختناق غير ملحوظ أثناء النوم، كما أن هذه الهيئة ترتبط بزيادة احتمال متلازمة موت الرضع المفاجئ، وهي الحالة التي يفقد فيها الطفل حياته أثناء النوم دون سبب واضح.

ما هي متلازمة موت الرضع المفاجئ؟

  • يُطلق الأطباء على هذه الحالة اسم الموت الصامت أو المفاجئ للرضع، وتحدث غالباً بين عمر شهرين وستة أشهر، وتكون في الغالب أثناء النوم، ووفقاً للتقارير الطبية لطب الأطفال، فإن نوم الطفل على بطنه يعد أحد أبرز العوامل المرتبطة بهذه الظاهرة.
  • ورغم أن الأسباب الدقيقة لا تزال غير مفهومة تماماً، فإن الدراسات ترجّح أن الهيئة غير السليمة للرأس والعنق قد تؤدي إلى انسداد مجرى الهواء أو ضعف استجابة الدماغ لانخفاض الأكسجين، ما يسبب توقف التنفس أثناء النوم.
  • من ناحية أخرى، يرى الخبراء أن السبب وراء ارتياح الرضيع أثناء نومه على بطنه، يعود إلى عدة عوامل فيزيولوجية؛
  • فالضغط الخفيف على البطن يقلل الغازات ويساعد على تهدئة المغص، كما يشعر الطفل بالدفء والاحتواء وهي مشاعر تشبه إحساسه داخل رحم أمه.
  • لكن هذا الارتياح المؤقت لا يجب أن يطغى على جانب الأمان، فبعض الأمهات يعتقدن أن بكاء الطفل حين يوضع على ظهره دليل على عدم راحته، بينما هو في الواقع وضع طبيعي، وآمن يعتاد عليه مع الوقت.

علاج الغازات عند الرضع في الشهر الأول هل تودين التعرف إلى طرق التعامل معه؟

نظرة العلم: ما الهيئة الآمنة للنوم؟

الهيئة الآمنة: نوم الطفل على ظهره

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال وجميع منظمات الصحة العالمية بنوم الطفل الرضيع على ظهره دائماً، سواء في الليل أو أثناء القيلولة، وتشير الدراسات إلى أن هذه الهيئة تقلل خطر الموت المفاجئ بنسبة تتجاوز 50 بالمائة.
كما يُنصح بوضع الطفل على سطح نوم صلب ومستوٍ مثل المهد أو السرير المخصص له، مع تجنّب الوسائد والبطانيات السميكة التي قد تعيق تنفسه أو تسبب اختناقه.
أما نوم الطفل على أحد الجانبين، فليس خياراً آمناً أيضاً، لأن الرضيع قد ينقلب بسهولة إلى النوم على البطن دون أن يتمكن من العودة.

متى يمكن السماح بالنوم على البطن؟

النوم على البطن تحت المراقبة... لتقوية عضلات الرقبة

يسمح بعض الأطباء بوضع الطفل على بطنه أثناء ساعات اليقظة فقط، وتحت مراقبة الأم المباشرة، وهي ما يُعرف بتمارين وقت البطن أو Tummy Time.
تُعد هذه التمارين مفيدة لتقوية عضلات الرقبة والكتفين والظهر، وتساعد على تطوير قدرته على رفع رأسه والزحف لاحقاً، لكن يجب أن تكون في أوقات محددة من اليوم لا تتجاوز بضع دقائق، ومع متابعة دقيقة لضمان سلامة التنفس.
أما النوم الليلي، فيُفضَّل تأجيل هيئة النوم على البطن، حتى يتمكن الطفل من التقلب بحرية بنفسه، وعادة يكون ذلك بعد الشهر الرابع أو الخامس.

أخطاء شائعة بين الأمهات

يُفضل إزالة اللعب من السرير

رغم التحذيرات الطبية، لا تزال بعض العادات الخاطئة منتشرة بين الأمهات الجدد، أبرزها:
  • ترك الطفل ينام على بطنه بعد الرضاعة مباشرة لتجنب القيء، بينما هذا يزيد خطر ارتجاع الحليب إلى مجرى التنفس.
  • استخدام الوسائد الصغيرة لرفع رأس الطفل أثناء النوم، ما قد يسبب انحناء العنق وانسداد مجرى الهواء.
  • تغطية الطفل بالكامل بالبطانية أو الوسائد لتدفئته، وهو خطأ شائع قد يؤدي إلى اختناق غير مقصود.
  • وضع الألعاب القماشية إلى جوار الرضيع في الفراش، ما يعيق حركة الهواء حول وجهه.

الوقاية تبدأ من الوعي

النوم على الظهر أفضل
الوقاية من خطر نوم الرضيع على بطنه تبدأ من وعي الأم وثقافتها الصحية، فمعرفة الهيئات الآمنة للنوم لا تحمي الطفل فقط من الاختناق، بل تمنحه نوماً أكثر انتظاماً وجودة. وينصح الأطباء بتطبيق القواعد التالية لضمان نوم آمن:
  1. وضع الطفل على ظهره دائماً.
  2. استخدام مرتبة ثابتة بدون وسائد.
  3. إبقاء رأس الطفل مكشوفاً دون بطانية ثقيلة.
  4. الحفاظ على درجة حرارة الغرفة معتدلة.
  5. تجنب التدخين في مكان نوم الطفل.
  6. مشاركة الغرفة مع الطفل دون مشاركة الفراش.
تابع طرق الوقاية:
  1. الأم يمكنها الموازنة بين راحة الطفل وسلامته من خلال تعديل البيئة المحيطة بدلاً من تغيير هيئة النوم.
  2. الإضاءة الهادئة وملابس النوم القطنية ووجود ضوء أبيض خفيف في الخلفية، يساعد على نوم أعمق.
  3. اتباع روتين ثابت للنوم، مثل وقت محدد للرضاعة ثم الاستحمام ثم النوم، يمنح الرضيع إحساساً بالأمان ويقلل من اضطرابات النوم.

ماذا تفعلين إذا انقلب الطفل أثناء النوم؟

في عمر معين، يبدأ الرضيع في التقلب من تلقاء نفسه، وهنا يجب عدم تقييده أو منعه من الحركة، بل توفير بيئة آمنة تحميه من الخطر، يُفضل إزالة الوسائد والألعاب من السرير وترك مساحة كافية ليعود إلى وضعه المريح، وإذا كان الطفل قادراً على رفع رأسه والتنفس بسهولة، فليس هناك داعٍ للقلق الشديد. المهم أن تكون بداية النوم دائماً على الظهر.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.