سيِّدةٌ، تؤمنُ بأن التعريفَ بالذاتِ لا يكون بالكلماتِ بقدرِ ما يكون بالأثرِ الذي نتركه من حولنا. هي شخصيَّةٌ ناجحةٌ، تعلَّمت من التجاربِ التي مرَّت بها في القطاعَين الحكومي وشبه الحكومي، وأيقنت من خلالها أن القيادةَ الحقيقيَّة، تكمنُ في القدرةِ على الإصغاء، وعلى تحويلِ التحدِّياتِ إلى فرصٍ، يستفيدُ منها الآخرون، فيما الأثرُ الذي تطمحُ إلى صناعته، لا يقتصرُ على الأفرادِ فقط، بل ويمتدُّ أيضاً ليكون إسهاماتٍ في خدمةِ وطنها الإمارات عبر تمكينِ الطاقاتِ الشابَّة، وصناعةِ بيئةٍ حاضنةٍ للأفكار، تُترجَم بدورها إلى مشروعاتٍ وإنجازاتٍ، تُعزِّز مسيرته، وتدعمُ مستقبله. سارة النعيمي، المديرةُ التنفيذيَّةُ لمركزِ الشارقةِ لريادة الأعمال «شراع»، في حوارٍ خاصٍّ مع «سيدتي».
حوار: لينا الحوراني Lina Alhorani
مكياج: لينا قادر Lina Qader
تصوير: غيث طنجور Ghaith Tanjour
موقع التصوير: مطعم الليوال في الشارقة
سارة النعيمي

منذ طفولتها، وهي تجدُ نفسها مشدودةً إلى الموسيقى والقراءة، إذ تُشكِّلان لديها مساحةً خاصَّةً للتأمُّلِ والتعبير، فالقراءةُ، تمنحها فضاءً لا محدوداً للتخيُّلِ والمعرفة، والموسيقى تُعطيها الإلهامَ والانسجام. تتابعُ قائلةً: «في الوقتِ نفسه، ولكوني الابنةَ الكبرى في العائلة، جعلني ذلك أتعلَّمُ أن أعتمدَ على نفسي منذ سنٍّ صغيرةٍ، وأن أبادرَ في مواجهةِ المواقف. هذا المزيجُ بين شغفي بالثقافةِ والفنونِ من جهةٍ، وبين تنميةِ روحِ الاستقلاليَّةِ من جهةِ أخرى، هو ما رسمَ لي الطريقَ الذي أسيرُ فيه اليوم، وهذا كلّه ساعدني في صقلِ شخصيَّتي، وبناءِ رؤيةٍ أوضح لدوري في خدمةِ مجتمعي، ودعمِ الآخرين في رحلتهم».
الأسرة مستقبل الوطن
قبل انضمامِ سارة إلى «شراع»، عملت مديرةً للريادةِ الاستراتيجيَّةِ في هيئةِ أبو ظبي للطفولةِ المبكِّرة، وركَّز عملها على الإسهامِ في إطلاقِ مبادراتٍ، تُعزِّز جودةَ حياةِ الأسرِ والأطفال من خلال دعمِ مفهومِ التصميمِ الحضري الموجَّه للأسرة، وتطويرِ مساحاتٍ عامَّةٍ وخارجيَّةٍ، تُشجِّع على قضاءِ الوقت العائلي، وتُوفِّر للأطفالِ بيئاتٍ آمنةً وغنيَّةً بالتجارب. تستطردُ: «انطلاقاً من هذه الرؤيةِ، جاءت المبادراتُ التي عملتُ عليها لتكون انعكاساً لنهجِ الدولةِ عبر تمكينِ الأسرة، وتوفيرِ كلِّ ما يُعزِّز تماسكها واستقرارها. أنا أؤمنُ بأن الاستثمارَ في الأسرة، يعني الاستثمارَ في مستقبلِ الوطن بأكمله، لذا حرصتُ على أن يكون دوري مُسهماً في تعزيزِ هذا التوجُّه من خلال مبادراتٍ عمليَّةٍ، تُرسِّخ قيمَ الترابطِ الأسري، وتدعمُ الأطفالَ في مراحلِ نموِّهم الأولى، بما يُؤهِّلهم ليكونوا أفراداً فاعلين وقادرين على الإبداعِ والعطاء».
تابعي معنا تفاصيل لقاء سابق مع رائدة الأعمال الإماراتية مها خميس المزينة
أطمح إلى تطوير منظومةٍ متكاملةٍ لريادة الأعمال في الشارقة تتيح للشباب الوصول إلى الشركاء الاستراتيجيين بسهولةٍ أكبر
مبادرات لا حدود لها

في رأي سارة، التي تعملُ اليوم في «شراع»، أن رائدَ الأعمال، هو شخصٌ، يتحلَّى بالشجاعةِ والرؤيةِ معاً: شجاعةُ خوضِ التجربة على الرغمِ مما تحمله من تحدِّياتٍ، ورؤيةُ البحثِ عن حلولٍ، تضيفُ قيمةً حقيقيَّةً للمجتمعِ والاقتصاد. تذكرُ: «دوري في شراع، هو أن أكون شريكةً في هذه الرحلةِ أكثر من كوني جهةً داعمةً من الخارج. أتفاعلُ مع روَّادِ الأعمال، لأنني أؤمنُ بأن العلاقة، هي تبادلٌ حقيقي، وهذا يمنحنا جميعاً مساحةً لإعادةِ اكتشافِ إمكاناتنا، والتأكُّدِ من أن الأثرَ الإيجابي، يمكن أن يصنعه كلُّ فردٍ حين تتوفَّرُ له البيئةُ الصحيحة».
وقد عملت سارة ضمن فريقِ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على مبادراتٍ إنسانيَّةٍ ومعرفيَّةٍ عالميَّةٍ، منها حملةُ ووقفُ «مليار وجبة» لمكافحةِ الجوع، ومبادرةُ «تحدِّي القراءة العربي» التي شجَّعت ملايين الطلابِ في أكثر من 40 دولةً على القراءة. تُعلِّق: «ما يُميِّز هذه المبادراتِ أن أثرها لا يقتصرُ على حدودِ الدولةِ فقط، بل ويمتدُّ أيضاً، ليصلَ إلى ملايين البشرِ حول العالم. من أكثر المواقفِ التي تركت أثراً عميقاً في نفسي مقابلتي طلاباً، أكَّدوا لي أن مشاركتهم في التحدِّي، غيَّرت حياتهم، وجعلتهم أكثر شغفاً بالعلم، بل إن حلمَ بعضهم، أصبح زيارةَ الإمارات التي يرونها رمزاً للأملِ، وفرصةً لتحقيقِ أحلامهم. مثل هذه اللحظاتِ، تجعلني أفتخرُ بأنني عملتُ على مبادراتٍ إنسانيَّةٍ ومعرفيَّةٍ، تُلهِم الملايين، وتُؤكِّد أن رسالةَ الإمارات رسالةٌ عالميَّةٌ، تتجاوزُ الحدود».
مشروعات مستدامة
«شبابنا لا ينقصهم الطموحُ، أو الأفكار»، وفق تعبير سارة، «فهي موجودةٌ، بل ما يحتاجون إليه اليوم هو مزيدٌ من التمكينِ بالمعرفةِ، والمهاراتِ العمليَّةِ التي تُساعدهم في تحويل أحلامهم إلى مشروعاتٍ مستدامةٍ». تستدركُ: «لكنْ، العمقُ الحقيقي، يكمنُ في أن عناصرَ الدعمِ لا تُبنى بين ليلةٍ وضحاها، بل تحتاجُ إلى عملٍ مشتركٍ بين الحكوماتِ، والقطاعِ الخاصِّ، والمؤسَّساتِ الداعمةِ لريادةِ الأعمال في بيئةٍ تشريعيَّةٍ مرنةٍ، تعدُّ الفشلَ جزءاً طبيعياً من مسارِ التعلُّم. الشبابُ لديهم الطاقةُ والجرأة، وما علينا نحن في المؤسَّسات، هو أن نفتحَ أمامهم المساراتِ الصحيحة، وأن نمنحهم الثقةَ بأن أفكارهم قادرةٌ على أن تتحوَّلَ إلى حلولٍ واقعيَّةٍ».
وأوَّلُ ما تنصحُ به سارة، أن ينظرَ الشبابُ إلى التغيُّراتِ التقنيَّةِ بوصفها فرصاً أكثر من كونها تحدِّياتٍ، والناجحُ، هو مَن يمتلك القدرةَ على التعلُّمِ المستمرِّ والمرونةِ في التكيُّف. تتابعُ: «عليهم بالفضولِ المعرفي، خاصَّةً في المجالاتِ المرتبطةِ بالتحوُّلِ الرقمي، والذكاءِ الاصطناعي، والاقتصادِ المعرفي، مع الحفاظِ على القيمِ الإنسانيَّة، فالتقنيَّةُ وحدها لا تصنعُ الفارق، بل وأيضاً طريقةُ توظيفها لخدمةِ المجتمع، وأن يكون الشابُّ والشابَّةُ قادراً على قيادةِ المرحلةِ المقبلة، وليس التأثُّرَ بها فقط».
وما يشغلُ سارة دائماً، كما تقولُ، هو كيف يمكننا أن نجعلَ رحلةَ رائدِ الأعمالِ أكثر سهولةً وسلاسةً من لحظةِ ولادةِ الفكرةِ إلى لحظةِ الانطلاقِ والنموِّ والتوسُّع. تُعلِّق: «هذا بالضبط، هو جوهرُ وجودِ شراع أي بأن نكون الجسرَ الذي يختصرُ المسافة، ويُوفِّر الدعمُ الذي يحتاجون إليه. أمَّا على صعيدِ المشروعاتِ المستقبليَّة، فأطمحُ إلى تطويرِ منظومةٍ متكاملةٍ لريادةِ الأعمال في الشارقة، تتيحُ للشبابِ الوصولَ إلى المواردِ، والمعرفةِ، والشركاءِ الاستراتيجيين بسهولةٍ أكبر، بما يضمنُ أن تظلَّ الشارقةُ حاضنةً للابتكار، ومركزاً يُطلِقُ قصصَ نجاحٍ، تُلهم المنطقةَ والعالم».
يمكنك أيضًا الاطلاع على لقاء مع سيدة الأعمال الإماراتية سارة المدني
للمرأة حضورها
تحدَّثت سارة عن دورِ المرأةِ الإماراتيَّةِ في حمايةِ الهويَّةِ الوطنيَّة، مبينةً أنها لم تكتفِ بنقلِ التراثِ فقط، بل وأسهمت أيضاً في ترسيخِ قيمه، وتجديدِ حضوره في حياةِ المجتمع. تقولُ: «الهويَّةُ، ليست مجرَّد إرثٍ من الماضي، إنها أيضاً منظومةٌ متكاملةٌ من اللغةِ، والقيمِ، والعاداتِ، والرؤيةِ للمستقبل، والمرأةُ، بوصفها ربَّةَ الأسرة وأقربَ شخصٍ يُؤثِّر في الأجيال، تلعبُ الدورَ الأساسَ في نقلِ التراثِ، واللغةِ، والقصص، وضمانِ استمرارها من جيلٍ إلى جيلٍ، لتبقى الهويَّةُ حاضرةً وفاعلةً. إنها تُمثِّل الإمارات في المحافلِ الدوليَّةِ بمختلفِ المجالات من السياسةِ، والدبلوماسيَّةِ إلى الاقتصادِ، والعلومِ، والابتكارِ، والرياضة. حضورها في هذه الميادين، يعكسُ الثقةَ الكبيرةَ التي أولتها القيادةُ لها، ويبرهنُ على قدرتها على أن تكون صوتاً، يُعبِّر عن وطنها وإنجازاته».
والوطنُ بالنسبةِ إلى سارة، هو مصدرُ الأمانِ والانتماء، وهو المكانُ الذي منحها القوَّةَ، والدعم، لتمضي في طريقها، وتُحقِّق طموحاتها، تستطردُ: «الإمارات، هي قِصَّةُ الإيمانِ بالإنسان، وأنا محظوظةٌ بأن أكون جزءاً من هذه القِصَّة. كلُّ فرصةٍ أُتيحت لي من التعليمِ إلى بيئاتِ العملِ الداعمة، كانت دروساً في المسؤوليَّةِ والانتماء، وعزَّزت روح العطاءِ لدي. لقد علَّمتني الإمارات أن الطموح، لا يعرفُ سقفاً، وأن النجاح، لا يُقاسُ فقط بما نُحقِّقه بمفردنا، وإنما بما نمنحه للآخرين من أثرٍ ودعمٍ أيضاً. اليوم، وأنا أستفيدُ من كلِّ ما وفَّره لي وطني من تمكينٍ وثقةٍ، أشعرُ بأن واجبي أن أُترجِم هذا العرفانَ إلى التزامٍ عملي من خلال المشاركةِ في بناءِ مستقبلٍ أكثر إشراقاً لأجيالنا القادمة، والإسهامِ في تعزيزِ مكانةِ الإمارات بوصفها وجهةً رائدةً في التنميةِ والابتكار».
شبابنا لا ينقصهم الطموح أو الأفكار بل يحتاجون إلى المعرفة التي تساعدهم في تحويل أحلامهم إلى مشروعاتٍ مستدامةٍ
أبسط النعم

أفكارُ سارة غالباً ما تُولَدُ عندما تبتعدُ عن الروتينِ اليومي، وتمنحُ نفسها مساحةً خاليةً من الضغوطِ والمُشتِّتات، فهي في لحظاتِ الهدوءِ والانفصالِ عن ضجيجِ العملِ والحياة، يصبحُ ذهنها أكثر صفاءً، وتبدأ الأفكارُ بالتدفُّقِ إليها بشكلٍ طبيعي. أحياناً، تجدُ هذا الصفاءَ في المشي بين أجواءِ الطبيعة، وفي التعرُّفِ على ثقافاتٍ وتجاربَ جديدةٍ، وأحياناً أخرى في لحظاتٍ بسيطةٍ من التأمُّلِ والقراءة. تضيفُ: «للسفرِ أثرٌ كبيرٌ في تشكيلِ شخصيَّتي ورؤيتي لعملي، فهو ليس مجرَّد انتقالٍ من مكانٍ إلى آخرَ، وإنما تجربةٌ، تفتحُ آفاقاً جديدةً، وتُعلِّمنا الكثير عن أنفسنا وعن العالمِ من حولنا. من أهمِّ الرحلاتِ الشخصيَّةِ بالنسبةِ لي رحلتي في الصعودِ إلى معسكرِ قاعدةِ جبل إيفرست. لقد كانت تجربةً رائعةً، علَّمتني قيمةَ المثابرة، وذكَّرتني بمدى جمالِ أبسطِ النعمِ التي تُحيط بنا في حياتنا اليوميَّة».
أمَّا على صعيدِ العمل، فقد زارت مخيَّم اللاجئين في الزعتري، كما عايشت عن قربٍ معاناةَ المتضرِّرين من الفيضاناتِ في باكستان، وقد جعلتها هذه التجاربُ تُدرك حجمَ المسؤوليَّةِ التي نحملها تُجاههم، فرؤيةُ الأثرِ الإنساني عن قربٍ، منحتها دافعاً أكبرَ للاستمرارِ في العملِ على مبادراتٍ، تُسهم في صنعِ فَرقٍ حقيقي في حياةِ الآخرين. تُعلِّق: «بين السفرِ الشخصي والإنساني، وجدتُ أن كلَّ رحلةٍ، تُضيف بُعداً جديداً إلى تجربتي، وتُغني رؤيتي، لتنعكسَ في النهايةِ على عملي وشغفي بصناعةِ أثرٍ إيجابي».
يمكنك أيضًا التعرف على سيدة الأعمال الإماراتية عبير الشعالي
كتاب تنصح بقراءته
كتابُ «ابدأ بلماذا» Start with why : How Great Leaders Inspire Everyone to Take Action للمؤلِّفِ سايمون سينك Simon Sinek، ومن دارِ النشر Portfolio، هو ما تنصحُ سارة بقراءته. ويتناول الكتابُ فكرةً جوهريَّةً، وهي أن القادةَ والأشخاصَ الأكثر تأثيراً، يبدؤون دائماً من سؤال: «لماذا؟»، أي من الغايةِ، أو الدافعِ العميقِ وراءَ ما يقومون به قبل أن يُحدِّدوا «كيف» سينجزون أعمالهم، و«ماذا» سيُقدِّمون. ويعرضُ المؤلِّفُ من خلال نموذجِ «الدائرة الذهبيَّة» كيف أن وضوحَ الهدفِ والمعنى، يُلهِم الآخرين، ويُحفِّزهم على التغييرِ والعملِ باندفاعٍ حقيقي. تتابعُ: «اخترتُ هذا الكتاب، لأنه يُسلِّط الضوءَ على أهميَّةِ القيادةِ الملهمةِ القائمة على القيمِ والرؤية لا على النتائجِ الماديَّةِ وحدها».
وتجدُ سارة متعتها في القراءةِ والرياضة، فالقراءةُ تمنحها مساحةً للتأمُّلِ، والانفتاحِ على أفكارٍ جديدةٍ، بينما تمنحها الرياضةُ طاقةً متجدِّدةً، تساعدها في الحفاظِ على التوازنِ وسطَ مشاغلِ الحياةِ والعمل. تذكرُ: «الهواياتُ، لا نجدُ لها وقتاً، بل نصنعه، لذا أحرصُ على تخصيصِ أوقاتٍ محدَّدةٍ خلال الأسبوع لممارسةِ الرياضة، كما أستغلُّ الأوقاتَ القصيرةَ مثل السفرِ، وفتراتِ الانتظارِ للقراءة».
فيما القيمُ بالنسبةِ إلى سارة، ليست إطاراً نظرياً، بل هي أسلوبُ حياةٍ، ينعكسُ على عملها وعلاقاتها ومبادراتها، وتحرصُ دائماً على أن يكون ما تقومُ به مبنياً على التزامٍ حقيقي، وشعورٍ بالمسؤوليَّة، وأن تكون الثقةُ والشفافيَّةُ حاضرتَين في كلِّ تواصلٍ وعملٍ جماعي. تُعلِّق: «أؤمنُ بأن النجاحَ لا يكتملُ إلا إذا ارتبطَ بقدرتنا على إحداثِ أثرٍ إيجابي، يتجاوزُ الفردَ إلى المجتمع بأسره عبر شراكاتٍ، تجعلُ من كلِّ إنجازٍ خطوةً في رحلةٍ أوسعَ لبناءِ مستقبلٍ أفضل للأجيالِ القادمة».





