mena-gmtdmp

منذ سن مبكرة.. طرق مُجربة لتعليم طفلكِ مهارة حل المشكلات

صورة لطفلة
تعليم الأطفال مهارة حل المشكلات منذ سن مبكرة - الصورة من موقع Freepik

يُعدّ تعليم طفلك لمهارات حل المشكلات من المسؤوليات الأساسية؛ خاصة وأنه من المتوقع أن يواجه العديد من المشاكل والتحديات اليومية، سواءً كانت صراعات على الألعاب، أو خلافات مع أقرانه، أو تحديات دراسية؛ لذلك يعد من الضروري أن تُعلّميه كيفية حل مشاكله بمفرده، وإليكِ وفقاً لموقع "Raisingchildren" فوائد مهارات حل المشكلات لدى طفلك وكيفية تدريبه على حلها.

فوائد مهارات حل المشكلات لدى الأطفال

التفكير بوضوح عند مواجهة المواقف الصعبة -الصورة من موقع AdobeStock

تعد مهارة حل المشكلات مهارة تتضمن تحديد المشكلة وتحليلها، ومحاولة إيجاد الحلول، ويمكن لهذه المهارة أن تُقدم لطفلك فوائد عديدة، منها:

  • الحفاظ على الهدوء، ربما لاحظتِ أن طفلكِ يشعر بالتوتر والضغط النفسي عند مواجهة المواقف الصعبة، أليس كذلك؟ حسناً، تطوير مهارات حل المشكلات يُساعد طفلكِ على الحفاظ على هدوئه والتفكير بوضوح عند مواجهة المواقف الصعبة في المستقبل.
  • التعلم من أخطائه، قد لا يتخذ الأطفال القرارات الصائبة في محاولتهم الأولى، أو حتى الثانية إلا أنه في المقابل، ستتيح هذه التجارب لطفلكِ التعلم من أخطائه السابقة والاستعداد بشكل أفضل لتقديم حلول أفضل في المستقبل.
  • التفكير الإبداعي، سيواجه طفلك مواقف متنوعة في حياته، ويتطلب كل موقف حلاً مختلفاً. باستخدام مهارات حل المشكلات، سيتعلم التفكير الإبداعي والانفتاح على حلول متعددة.

تعرفي إلى المزيد حول أبرز مشاكل الأطفال في المدرسة الابتدائية

كيفية تدريب الأطفال على حل المشكلات

على الجانب الآخر بعد التعرف إلى الفوائد، إليكِ بعض الطرق لتدريب طفلك على مهارة حل المشكلات:

التعرف إلى المشاعر وتحديدها

تعد الخطوة الأولى هي مساعدة طفلك على إدراك وتحديد مشاعره ومشاعر الآخرين المتورطين في المشكلة التي يواجهها، يمكنك طرح أسئلة مثل: "كيف شعرت عندما أخذ صديقك لعبتك؟" أو "برأيك، ما هو شعور صديقك عندما حدثت تلك المشكلة بينكما؟". بإدراك مشاعر طفلك، يمكّنك أنت وطفلك من فهم جذور المشكلة بشكل أفضل.

عند التعرّف إلى مشاعر طفلك وتحديدها، يُفضّل استخدام لغة بسيطة وسهلة الفهم والتدرب على التعرّف إلى المشاعر والتعبير عنها باستمرار في مواقف الحياة اليومية.

مهارات التواصل الفعال

للتواصل دور أساسي لحل الخلافات، ويمكنك تعليم طفلك التعبير عن احتياجاته ومشاعره بحزم، فبعيداً عن العدوانية يمكنك تعليمه استخدام عبارات "أنا"، مثل: "أشعر بالحزن عندما تأخذ قلمي دون استئذان"، بدلاً من "أنت دائماً تأخذ قلمي!" فيمكن للأمهات ممارسة لعب الأدوار مع الطفل لتنمية مهارات التواصل الفعال.

مثال: بدلاً من الصراخ: "أنت أخذت كرتي!"، يمكنك توجيه طفلك ليقول: "أشعر بالضيق لأنك أخذت كرتي. هل يمكنني استعارتها للحظة؟"

إيجاد الحلول معاً

بمجرد أن يتمكن الطفل من تحديد مشاعره والتواصل بفعالية، فإن الخطوة التالية هي إيجاد حلول معاً. يمكن توجيه طفلك في التفاوض، وإيجاد حلول ترضي جميع الأطراف. وهذا يُعلّمه أهمية التنازل والتعاون؛ لذا فعليك منحه خيارات؛ ليشعر بالتقدير والمشاركة في حل المشكلات.

على سبيل المثال: إذا كان طفلان يتشاجران على لعبة ما، فيمكنكِ مساعدتهما في إيجاد حل، مثل مشاركة وقت اللعب باللعبة أو إيجاد بديل آخر.

تعليم التعاطف

يعد التعاطف هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين والشعور بها، ويمكن للأمهات مساعدة أطفالهن على تنمية هذا التعاطف من خلال طرح بعض الأسئلة مثل: "كيف تعتقد بأن صديقك سيشعر لو فعلت ذلك؟" وبفهم مشاعر الآخرين، يسهل على الأطفال حل المنزاعات أسرع.

على سبيل المثال: إذا دفع طفلك صديقاً، يمكنك سؤال الطفل: "كيف ستشعر لو دفعك أحدهم؟ سيكون الأمر مؤلماً، أليس كذلك؟ من المرجح أن يشعر صديقك بالألم أيضاً."

ربما تودين التعرف إلى طرق بسيطة لتنمية الشعور بالتعاطف لدى الأطفال منذ سن مبكرة

كونِي قدوة

يتعلم الأطفال من خلال التقليد، فعليك أن تكوني قدوة حسنة في حل النزاعات ومساعدته على التعامل معها في حياته اليومية وذلك بهدوء وحكمة. فقد يساعد التحدث بصراحة عن كيفية تعاملك مع النزاعات والمشاعر التي تشعرين بها في مساعدة طفلك أيضاً على تعلم إدارة النزاعات منذ الصغر.

على الجانب الآخر عندما ينجح طفلكِ في التعامل مع الخلافات، امدحي جهوده سيحفزه ذلك على مواصلة التعلم مثال: "كان ذلك رائعاً، لقد نجحتَ في حلّ الخلاف مع صديقك بطريقة جيدة. أنا فخور بك!

اتركي طفلك يجرب

من أفضل طرق تعلم طفلك منذ الصغر هي تعليمه القيام بالكثير من الأمور بنفسه من خلال التجربة والخطأ. لذا، إذا كان طفلكِ يجد صعوبة في القيام بالأشياء بمفرده، فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب خوفه من الفشل أو ضعف ثقته بنفسه.

لذلك، كآباء، عليكم تحفيز أطفالكم ومدحهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتشجيعهم على تجربة أشياء جديدة. إذا أخطأ طفلكم، فلا توبخوه فوراً. من الأفضل الاستماع إلى شرحه أولاً ثم توجيهه لحل المشكلة بنفسه.

لا تعطي إجابات دائماً

من الصعب أن تشاهدي طفلك الصغير وهو يحاول العثور على إجابات، ولكن محاولته بنفسه للعثور على إجابة يمكن أن يساعده على الاستعداد بشكل أفضل، عندما يواجه تحديات مماثلة في المستقبل، فإن السماح لطفلك بالمحاولة وحتى الفشل يمكن أن يؤدي إلى أن يساعده على تعلم أفضل ومهارات أقوى في حل المشكلات.

طرح الأسئلة

حاولي تشجيع طفلك على تجربة حل المشكلة -الصورة من موقع AdobeStock

عندما يطلب صغيرك المساعدة، حاولي تشجيعه على تجربة حلها بنفسه أولاً إلا أنه في المقابل، إذا لم يكن متأكداً من كيفية حل مشكلة ما، فحاولي طرح أسئلة مفتوحة لمساعدته على تحديد العقبات وتصوّر الحلول.

على سبيل المثال، إذا كان طفلك يواجه صعوبة في حل مسألة حسابية، فيمكنك سؤاله عن المسائل المشابهة التي قد قام بمحاولة حلها سابقاً. فمراجعة كيفية حلها تساعده على فهمها بعمق.

تعليم خطوات حل المشكلات الأساسية

تعد الخطوة التالية هي تعليم طفلكِ الخطوات الأساسية لحل المشكلات، ويمكن لطفلك بهذه الطريقة، الشعور بمزيد من الثقة في قدراته.

فيما يلي خطوات حل المشكلات التي يجب تعليمها لطفلك:

  • تحديد المشكلة: ساعدي طفلك على شرح المشكلة التي يريد حلها والنتيجة التي يريدها.
  • افهمي العقبات: اطلبي من طفلك أن يذكر المشاكل أو العقبات التي يواجهها، ويحدد حلولاً لها، وعليكِ تأمل كل مشكلة على حدة، ومحاولة تحديد الجوانب الإيجابية والسلبية للحل الذي اختاره.
  • تحديد الحل: بمجرد أن يفهم طفلك النتائج الإيجابية والسلبية المحتملة، حاولي تشجيعه على اختيار الحل الأفضل، واطلبي من طفلك تجربة الحل ورؤية النتيجة. إذا لم ينجح، فأخبريه أنه لا بأس؛ إذ يمكنه دائماً تجربة الحل الآخر الذي ابتكره في الخطوة الثانية.