تفاجأ كثير من الأمهات بعد أيام قليلة من الولادة بأن وزن مولودهن أقل مما كان عليه عند خروجه من المستشفى، وهو ما يثير قلقاً كبيراً وتساؤلات لا تنتهي، مثل: هل طفلي لا يرضع جيداً؟ هل حليب الأم غير كافٍ؟ هل هناك مشكلة صحية خطيرة؟ والحقيقة أن فقدان وزن الطفل بعد الولادة ظاهرة طبيعية يمر بها معظم الأطفال حديثي الولادة، لكن الجهل بهذه الحقيقة الطبية يجعلها مصدر خوف غير مبرر لدى كثير من الأمهات، خاصة في المرة الأولى للأمومة.
في هذا التقرير يكشف الدكتور مروان العجمي أستاذ طب الأطفال بالتفصيل؛ لماذا يقل وزن الطفل بعد الولادة؟ ومتى يكون هذا النقص طبيعياً؟ ومتى يتحول إلى علامة خطر تستدعي القلق والمتابعة الطبية؟
حقيقة وزن الرضيع بعد الولادة

وزن الرضيع الطبيعي عند الولادة يتراوح بين 2.5 و4 كجم، مع ملاحظة أنه يفقد بعض الوزن في الأيام الأولى ثم يستعيده، ثم يزداد بشكل مطرد، حيث يتضاعف وزنه عند عمر 4-6 أشهر ويكسب حوالي 20-30 جراماً يومياً في الأشهر الأولى. تتأثر الأوزان بالعوامل الوراثية، وتُقاس بمخططات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل ينمو بشكل صحي، كما يجب استشارة الطبيب لمراقبة صحة الطفل ونموه.
المعدل الطبيعي للوزن عند الولادة
الطفل الطبيعي بين 2.5 إلى 4 كجم (أو حتى 4.5 كجم)، والأطفال الخدج الذين يولدون قبل الأوان، قد يكون وزنهم أقل من 2.5 كجم، ويحتاجون لرعاية إضافية.
معدل زيادة الوزن
الأيام الأولى يفقد الطفل حوالي 10% من وزنه، ثم يعود للوزن الأصلي خلال أسبوعين (مع الرضاعة الطبيعية)، وفي الأشهر الأولى يكتسب الطفل حوالي 20-30 جراماً يومياً، ويتضاعف وزن الطفل عند الولادة عادةً بحلول الشهر الرابع أو السادس.
أمثلة على الأوزان حسب العمر:
الشهر الأول: حوالي 4.5 كجم.
الشهر الثاني: الذكور حوالي 5.6 كجم، والإناث أقل قليلاً.
الشهر الثالث: المتوسط يتراوح بين 4.6 و6 كجم، ويصل الأكبر لـ7 كجم.
علمياً: وزن الطفل ينقص بعد الولادة

بداية على كل أم مُرضعة أن تدرك أن فقدان وزن الرضيع بعد الولادة ليس فشلاً في الرضاعة، ولا دليلاً على ضعف الأم، إنما هو مرحلة طبيعية يمر بها معظم الأطفال، وما تحتاجه الأم فقط هو: المعرفة، والملاحظة، والمتابعة الصحيحة.
تشير الدراسات الطبية إلى أن 90% من حديثي الولادة يفقدون جزءاً من وزنهم خلال أول أيام بعد الولادة، وهذا النقص الطبيعي في الوزن يتراوح بين 5% إلى 7% من وزن الطفل.
وقد يصل إلى 10% في بعض الحالات، خاصة مع الرضاعة الطبيعية، هذا الفقدان يُعد طبيعياً ولا يدل على مرض أو ضعف في تغذية الطفل.
أسباب فقد الطفل لوزنه بعد الولادة
فقدان السوائل الزائدة
خلال فترة الحمل، يحتفظ جسم الجنين بكميات من السوائل، وبعد الولادة يبدأ الجسم في التخلص من هذه السوائل عن طريق: التبول، التعرق، التنفس، وهو السبب الرئيسي لانخفاض الوزن في الأيام الأولى.
تأخر نزول اللبن الكافي
في الرضاعة الطبيعية يكون اللبن في البداية على هيئة "اللبأ" أو "لبن السرسوب"، كميته قليلة لكنها عالية القيمة الغذائية، وقلة الكمية في الأيام الأولى قد تؤدي إلى نقص بسيط في الوزن، وهو أمر طبيعي ومؤقت.
صِغر حجم معدة المولود
معدة المولود صغيرة جداً؛ في اليوم الأول لا تتعدى حجم حبة الكرز، لذلك يرضع كميات قليلة جداً، ما ينعكس على الوزن في البداية.
إخراج العقي (البراز الأول)
العقي هو البراز الأسود اللزج الذي يخرجه الطفل بعد الولادة، خروجه يساهم أيضاً في فقدان بعض الوزن.
زيادة النشاط بعد الولادة
بعد الخروج من الرحم، يبدأ الطفل في الحركة والبكاء، واستخدام عضلات التنفس، وهو ما يزيد من استهلاك الطاقة مقارنة بالجنين داخل الرحم.
متى يكون نقص الوزن طبيعياً ولا يدعو للقلق؟

يُعد نقص الوزن طبيعياً إذا لم يتجاوز 10% من وزن الولادة، أو يحدث خلال أول 3–5 أيام فقط، أو بدأ الطفل في استعادة وزنه بعد ذلك، ثم يعود لوزن الولادة خلال 10 إلى 14 يوماً. في هذه الحالة، لا يوجد أي سبب للقلق.
متى يبدأ الطفل في زيادة وزنه مرة أخرى؟
غالباً يتوقف الوزن عن النزول في اليوم الرابع أو الخامس، ويبدأ الطفل في اكتساب الوزن تدريجياً، ويعود إلى وزن الولادة خلال أسبوعين. بعد ذلك يزداد الوزن بمعدل 150–200 جرام أسبوعياً في المتوسط.
متى يصبح نقص الوزن علامة خطر؟
يصبح فقدان الوزن مقلقاً إذا: تجاوز 10% من وزن الولادة. استمر النزول بعد اليوم الخامس. لم يبدأ الوزن في الزيادة بعد أسبوع. صاحبه ضعف رضاعة أو خمول. قلة عدد الحفاضات المبللة. هذه الحالات تستدعي تقييماً طبياً فورياً.
أسباب مرضية لفقدان الوزن غير الطبيعي:
- ضعف الرضاعة قد يكون السبب.
- عدم التعلق الصحيح بالثدي.
- قلة عدد الرضعات، أو وجود مشاكل في الحلمة.
- الجفاف، قلة السوائل تؤدي إلى نقص وزن شديد، خمول، وجفاف الفم والجلد.
- التهابات أو عدوى قد تظهر في صورة فقدان وزن، ضعف رضاعة، ونوم مفرط.
- مشاكل الجهاز الهضمي مثل: القيء المستمر، الارتجاع الشديد، عدم امتصاص العناصر الغذائية.
علاقة الرضاعة الطبيعية بنقص الوزن

لا توجد علاقة بين الاثنين، بل على العكس، الرضاعة الطبيعية هي الأفضل لصحة الطفل، لكن تحتاج صبراً في الأيام الأولى، وانتظاماً في عدد الرضعات، وتصحيح طريقة الرضاعة، ومع الوقت يزداد اللبن ويبدأ الوزن في التحسن.
أخطاء شائعة تقع فيها الأمهات بسبب القلق
- التسرع في إعطاء اللبن الصناعي دون داعٍ.
- تغيير نوع اللبن باستمرار.
- تقليل عدد الرضعات خوفاً من القيء.
- المقارنة بين طفلها وأطفال آخرين.
هذه التصرفات قد تضر أكثر مما تنفع
طرق تساعد على زيادة الوزن بشكل صحي
- الالتزام بالرضاعة كل 2–3 ساعات.
- التأكد من التعلق الصحيح بالثدي.
- متابعة عدد الحفاضات (6–8 يومياً).
- مراقبة نشاط الطفل.
- المتابعة المنتظمة مع طبيب الأطفال.
متى يجب استشارة الطبيب فوراً؟
- راجعي الطبيب إذا استمر الوزن في النزول.
- لم يبدأ الطفل في استعادة وزنه بعد أسبوعين.
- ظهرت علامات جفاف.
- كان الطفل خاملاً أو ضعيف الرضاعة.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.






