تلعب الصداقة دوراً مهماً في حياة الشباب؛ لأنها قد تكون قنوات التأثير الأقوى، لكن ليس كل صديق هو صديق حقيقي، فهناك علامات وشروط تميز الصداقة الحقيقية.
الصديق الحقيقي لا يعني شخصاً يشبهك في كل شيء، ولا علاقة خالية من الخلافات، بل علاقة تتميز بالاحترام المتبادل حتى في وقت الخلاف، كما أن الصداقة المتينة تمكّن الطرفين من إصلاح وتطوير العلاقة، من ثم تدوم أطول وتتحول مع الوقت لداعم حقيقي.
إعداد: إيمان محمد
علامات تميز الصديق الحقيقي
حدد خبراء علم الاجتماع مجموعة من العلامات المميزة للصداقة الحقيقية، يمكن تمييزها فيما يلي:

اللطف والتعاطف
لابد للصديق الحقيقي أن يكون متعاطفاً، لا يلقي باللوم على صديقه وقت الشدة، هذا ما شدد عليه خبراء تحدثوا إلى Psychology Today بينما يشعر بما وراء الكلمات، ويحترم مشاعر الصديق. كما يتميز بلطف الكلمة، ليس بهدف المجاملة، بينما اللطف بالسلوك، من خلال إبداء الفهم والإنسانية والاحترام. هذا لا يعني أن الصديق الحقيقي يجب أن يوافقك في كل شيء، لكنه لا يجرحك عمداً ولا يقلل منك.
تكون معه على طبيعتك
إذا كان الشباب يختبرون علاقتهم بالأصدقاء، فيجب أن يسأل كل واحد نفسه بعد كل لقاء: هل خرجت أخف أم أثقل؟ الصديق الحقيقي هو الذي يتيح لك أن تكون على طبيعتك دون تمثيل أو قناع. لا يمكن في علاقات الصداقة أن يشعر أحد الأطراف بالثقل بدل من الإضافة والخفة، لذلك الصديق الحقيقي يجعلك تشعر أنك مقبول كما أنت مع عيوبك قبل مميزاتك.
يعترف بالخطأ ويعتذر
القدرة على الاعتذار دليل على نضج الصديق ومتانة الصداقة، الصديق الحقيقي عندما يخطئ لا يكابر ولا يلتف حول الحقيقة، لن تجده أبداً يرمي باللوم عليك، بينما يبادر بالاعتراف بالخطأ والاعتذار، ثم يحاول إصلاح ما أفسده. والأهم أنه يتعلم من الموقف، ولا يكرره حفاظاً على الصداقة.
يعطيك وقتاً حقيقياً
في عصر التواصل الافتراضي تبدو الصداقات هشة، والبعض يكتفي بالحضور الإلكتروني، لكن يشير خبراء NHS Healthier Together إلى أن الصديق الحقيقي لديه وقت مخصص لك، يسأل عليك مباشرة، يوفر مساحة للعلاقة وسط زحام الحياة. ولا تقاس العلاقات الحقيقية هنا بحجم الوقت ولكن بأهميته ومدى فعاليته، ولا يعني هذا التعلق المبالغ فيه، لكن يعني ألا تكون دائماً آخر خيار.
جدير بالثقة
الثقة بين الأصدقاء الحقيقيين يمكن وصفها بأنها السمة الأهم، فالشباب تحديداً يجب أن يجدوا مساحة أمان للتعبير عن الذات. الصديق الحقيقي موثوق يلتزم بما يقول، ويُحاسب نفسه قبل أن يحاسب غيره.

يحترم الاختلاف
التشابه في الصفات ووجهات النظر لا يعني صداقة حقيقية، بينما تقبل الاختلاف واحترام الرأي والاتجاه الآخر هو المعيار الأهم لبقاء الصداقة. ومن الطبيعي أن يختلف الأصدقاء فيما بينهم، لكن الصديق الحقيقي لا يحول اختلاف الرأي إلى معركة كرامة، ولا يستخدم الإهانة أو التقليل. يستمع ويحاول فهم وجهة نظرك، ويعرف أن احترامك لا يتوقف عند لحظة الغضب.
يحترم حدودك
الصديق الحقيقي لا يبتزك عاطفياً بينما يحترم اختياراتك وحدودك، ولا يدفعك لما لا تريده أو لا يناسبك. العلاقة الصحية تمنحك حق أن ترفض ما لا تريده دون خوف من الغضب أو السخرية. ويؤكد الخبراء أنه إذا شعرت أن الصديق لا يحترم حدودك ورغباتك ووجهات نظرك، فأنت أمام صديق زائف؛ لأن الصداقة التي تُدار بالإجبار ليست صداقة حقيقية، بل سيطرة مؤذية.
كيف تختبر الصديق الحقيقي؟
ما سبق يمكن أن يكون اختباراً للصداقة، لذلك عليك أن تفكر جيداً، ما إذا كان صديقك يعاملك بلطف ومتفهم لحدود الاختلاف بينكما، يجعلك على طبيعتك، يعتذر عند الخطأ، يخصص وقتاً لك، تستطيع أن تثق فيه وأن تعتمد عليه، كل هذا هي معايير أساسية للصداقة الحقيقية ولا يمكن التنازل عنها؛ لأن العكس من ذلك هي علاقات مرهقة تؤثر بالسلب على مسار الشباب بدلاً من الدعم والدفع للأمام.
اقرئي أيضاً أسرار لا يخبرك بها أحد عن صداقات أول سنة جامعة





