بكاء المولود هو أكثر صوت يهز قلب الأم ، ورغم أنه اللغة الوحيدة التي يتواصل بها مع العالم بداية من الأيام الأولى بعد الولادة، إلا أن كثيراً من الأمهات يشعرن بالحيرة والتقصير أمام هذا الصوت الصغير الذي لا يفهمن معناه: هل يبكي لأنه جائع؟ أم لأنه يشعر بالألم؟ أم أن هذا البكاء طبيعي ولا يستدعي كل هذا القلق؟
الحقيقة أن بكاء المولود ليس نوعًا واحدًا، بل رسائل مختلفة، لكل نغمة وشدة وتوقيت رسالة؛ بعضها طبيعي ومطمئن، وبعضها الآخر قد يكون علامة تحذير مبكرة لمشكلة صحية تحتاج إلى تدخل سريع. اللقاء والدكتور حسام العناني أستاذ طب الأطفال الذي يضع بين يدي كل أم دليلًا شاملًا لفهم أنواع بكاء المولود، وكيف تفرّق الأم بين البكاء الطبيعي والبكاء الذي يستدعي القلق؟ ومتى يجب التوجه إلى الطبيب دون تردد؟
كلمات تطمئن كل أم
بكاء المولود لا يعني أنكِ أم مُقصرة ، ولا أنكِ لا تفهمين طفلك، الأمومة تُتعلم يومًا بعد يوم، والبكاء مرحلة طبيعية في رحلة النمو، والاستماع لطفلك، وملاحظة التغيرات، وعدم تجاهل الإشارات المقلقة، هو كل ما يحتاجه المولود ليشعر بالأمان.
لماذا يبكي المولود؟
قبل أن نفك شفرات البكاء، يجب أن نعرف حقيقة مهمة، وهي أن بكاء المولود ليس دليل ضعف أو مرض دائمًا، بل وسيلة تواصل أساسية.
المولود لا يعرف الكلام، ولا يستطيع التعبير بالإيماءات، لذلك يستخدم البكاء ليقول: أنا جائع، أشعر بالبرد أو الحر أريد النوم، أشعر بالألم.
في المتوسط، يبكي المولود من ساعة إلى ثلاث ساعات يوميًا، وقد يزيد ذلك في بعض الفترات دون أن يكون هناك أي مرض.
أنواع بكاء المولود ومعنى كل نوع
بكاء الجوع الأكثر شيوعًا:
يُعد بكاء الجوع أكثر أنواع البكاء انتشارًا بين حديثي الولادة، علاماته تبدأ بشكل تدريجي وليس مفاجئًا، صوت متقطع يزداد حدة مع الوقت، يصاحبه تحريك الفم أو مص الأصابع، يهدأ فور الرضاعة. هذا النوع طبيعي تمامًا، ولا يدعو للقلق، خاصة في الأسابيع الأولى حيث يحتاج الطفل للرضاعة المتكررة.
بكاء النوم رسالة إرهاق:
بعض الأمهات يعتقدن أن المولود يبكي لأنه نشيط، بينما الحقيقة أنه مرهق جدًا، ومن علاماته: بكاء متواصل مع تثاؤب، فرك العينين أو تحريك الرأس، ويزداد عند الحمل أو اللعب، في هذه الحالة، يحتاج الطفل إلى تهدئة وبيئة هادئة للنوم، وليس مزيدًا من التحفيز.
بكاء الانزعاج بسبب الحفاض أو الحرارة:
أحيانًا يكون سبب البكاء بسيطًا للغاية، ومن أسبابه الشائعة: حفاض مبلل، ملابس ضيقة، شعور بالحر أو البرد، أو هيئة غير مريحة، ويهدأ الطفل غالبًا فور إزالة سبب الانزعاج.
بكاء المغص يسبب القلق الأشهر للأمهات:
مغص الرضع من أكثر الأسباب التي ترهق الأمهات نفسيًا، ومن علاماته:بكاء حاد ومفاجئ، ضم الساقين إلى البطن، احمرار الوجه، ويحدث غالبًا في المساء، ورغم شدته، إلا أن مغص الرضع غالبًا غير خطير ويختفي مع نمو الجهاز الهضمي.
بكاء الألم أخطر الأنواع:
هنا يجب الانتباه جيدًا، ومن علاماته المقلقة: صوت حاد جدًا أو صراخ مفاجئ، لا يهدأ بالرضاعة أو الحمل، يصاحبه تصلب في الجسم، تعبيرات ألم واضحة على الوجه.
هذا النوع قد يدل على:وجود التهابات، مشاكل في الأذن، انسداد معوي، إصابة أو ألم داخلي، ويستوجب استشارة الطبيب فورًا.
لماذا يزداد المغص عند الرضع في الشتاء؟. وماذا عن الأسباب والأعراض؟
نغمة البكاء ترشدك للسبب
الدراسات الطبية تشير إلى أن نغمة صوت البكاء قد تعطي إشارات مهمة:
- البكاء الحاد جدًا قد يدل على ألم.
- البكاء الخافت الضعيف قد يشير إلى إرهاق شديد أو ضعف.
- البكاء المستمر دون توقف يحتاج تقييمًا طبيًا.
- مع الوقت، تكتسب الأم خبرة تُمكّنها من التمييز بين هذه النغمات.
متى يكون بكاء المولود طبيعيًا تمامًا؟
يكون البكاء طبيعيًا إذا:
- كان الطفل يرضع جيدًا.
- يزداد وزنه بشكل طبيعي.
- ينام فترات مناسبة.
- يهدأ عند تلبية احتياجاته.
- لا يصاحبه قيء مستمر أو حرارة.
في هذه الحالة، لا داعي للقلق حتى لو طال البكاء أحيانًا.
علامات في البكاء تستدعي القلق:
- بكاء متواصل لأكثر من 3 ساعات دون سبب واضح.
- بكاء مصحوب بارتفاع درجة الحرارة.
- بكاء مع قيء متكرر أو إسهال.
- بكاء مع ازرقاق الشفاه أو صعوبة التنفس.
- بكاء مع خمول أو ضعف حركة.
- تغير مفاجئ في نمط البكاء.
هذه العلامات قد تشير إلى مشكلة صحية تحتاج فحصًا عاجلًا.
أخطاء شائعة تقع فيها الأمهات عند بكاء المولود
- الإفراط في تبديل نوع اللبن.
- إعطاء أدوية دون استشارة طبيب.
- هز الطفل بعنف لتهدئته.
- تجاهل البكاء لفترات طويلة.
- ربط كل بكاء بالجوع.
هذه الأخطاء قد تزيد المشكلة بدل حلها.
كيف تهدئين بكاء المولود بطريقة صحيحة؟
- الحمل بطريقة آمنة مع دعم الرأس.
- التحدث بصوت هادئ.
- هز خفيف جدًا.
- لف الطفل ببطانية خفيفة.
- تقليل الإضاءة والضوضاء.
- الالتزام بمواعيد رضاعة منتظمة.
أحيانًا، كل ما يحتاجه الطفل هو الشعور بالأمان.
متى ينتهي البكاء المفرط؟
غالبًا يقل بكاء المغص بعد الشهر الثالث، يصبح البكاء أكثر وضوحًا في أسبابه، تزداد قدرة الأم على الفهم والاستجابة.
الصبر في هذه المرحلة مهم جدًا، فكل يوم يمر يُكسبك خبرة أكبر.
*ملاحظة من "سيدتي": قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص
