mena-gmtdmp

لماذا يرفض الطفل اللعب بألعابه ويقوم بتكسيرها ورميها باستمرار؟

صورة لطفل بين ألعابه
من الطبيعي أن يرمي الطفل ألعابه ويحطمها

تسرف الأم في شراء الألعاب لطفلها الصغير حتى مع ولادته، فهي تختار له الألعاب الطرية ذات الألوان الزاهية وحين يكبر قليلًا فهي تحتار في شراء المزيد والمزيد من الألعاب؛ لكي تعبر عن حبها للطفل ولأن الألعاب مرتبطة بالأطفال وفرحتهم دائمًا ولكن هناك ملاحظة أو حالة عامة ومنتشرة تحدث مع معظم الأطفال خصوصًا تحت سن العامين وهي أن الطفل يرمي بالألعاب وقد يقوم بتحطيمها وإتلافها وتعتقد الأم أن طفلها سوف يكون عدوانيًا حين يكبر
لا تعرف معظم الأمهات أن سلوك الطفل يكون طبيعيًا عادة ويمكنها أن تقنع طفلها بأن يحافظ على ألعابه وكذلك أن يلعب بها ويترك العبث بالأثاث وأشياء الكبار ومتعلقاتهم وإتلافها، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها بالمرشدة التربوية لميس جبران، حيث أشارت إلى نصائح تربوية فعالة للإجابة على سؤال هام وهو لماذا يرفض الطفل اللعب بألعابه ويقوم بتكسيرها ورميها باستمرار ومتى يكون ذلك التصرف مقلقًا وطرق التعامل مع هذه الحالة في الآتي:

لماذا يرمي طفلك الألعاب ويحطمها؟

رضيع يلعب بألعابه
  1. اعلمي أن التصرف الذي يقوم به طفلك حين يقوم برمي الألعاب من يده فجأة ودون أي سبب حتى لو كنت تلاعبينه ويبدو عليه السعادة فهو حالة طبيعية جداً وتصرف صحي، بل إن هذا التصرف يدل على نمو عقلي وإدراكي جيد عند الطفل، ويجب ألا تقلقي منها لأن الطفل في هذه الحالة يحاول أن يكتشف البيئة الغريبة والجديدة من حوله، فهو مثلاً يريد أن يعرف أثر ونتيجة رمي اللعبة بعيداً على الأرض وماذا سيحدث من صوت أو حركة، فهو يكتشف ويستمتع باكتشافه فقد أصبح قادراً على أن يربط بين السقوط من أعلى وحدوث صوت مدوٍ أو ضجيج ممتع بالنسبة له، بل إنه يعتقد بكل سعادة أن ما يقوم به عمل مؤثر وأنه بطل؛ لأنه تسبب في حدوث هذا الضجيج.
  2. توقعي أن يقوم الطفل برمي الألعاب والأشياء سواء كانت تخصه أو تخص الأم أو ترتبط بمتعلقات للعائلة، مثل مفاتيح البيت للتعبير عن غضبه أو شعوره بالضجر، أي أن القيام برمي أي شيء هو للتعبير عن الغضب أو الرغبة بالاهتمام، فمثلاً لو لم تقومي بتلبية ندائه فهو سيرمي اللعبة التي تركتها بين يديه، ولو لم تستجيبي لبكائه ومد يديه لكي تحمليه فسوف يسحب قلماً أو علبة صغيرة من الطاولة القريبة منه ثم يقوم برميه بأقصى ما يمتلك من قوة ولأبعد مسافه يستطيع أن يصل إليه لكي يعبر عن مشاعره.
  3. توقعي أن يقوم طفلك أيضاً بتحطيم وبعثرة الأشياء والأدوات، وحتى مقتنياته الصغيرة التي يحبها لكي يلفت انتباهك فالطفل قبل سن الثانية يكون لديه حب كبير وتعلق لافت بألعابه وأشيائه الخاصة، ويبكي بشدة حين يستولي أحدهم على فردة حذائه أو جوربه ولو على سبيل المداعبة والمزاح أو حين يمسك أحد الأطفال بلعبته، ولكنه يمكن أن يقوم برمي اللعبة ذاتها بنفسه لأنه يشعر بأنكِ تهملينه أو أنك مشغولة عنه، وبالتالي سيقوم بلفت انتباهك بهذه الطريقة.
  4. اعلمي أن شعور الغيرة عند الأطفال سواء من الأب حين يرى الأم مشغولةً بالحديث معه، أو شعوره بالغيرة من شقيقه الآخر أو شقيقته سوف يؤدي به إلى أن يقوم بهذا السلوك أي التخريب وسيكرره كثيراً لكي تنتبهي له لأن الغيرة عند الأطفال تبدأ معهم مبكراً جداً وعلى عكس مما قد تتخيلين.

خطوات التعامل مع ظاهرة رمي وتكسير الألعاب عند الطفل

طفل يشعر بالملل
  1. اعلمي أن ظاهرة رمي الألعاب من أعلى للأسفل غالبًا وأثناء حمل طفلك سوف تنتهي مع اقتراب طفلك من عمر السنتين، ولكن في حال أنها امتدت إلى ما بعد هذا العمر، فيجب أن تتابعي الطفل جيدًا وتحاولي أن تسيطري على هذه الظاهرة التي تبدأ في أن تصبح مقلقة مثل أن تقولي له ما رأيك لو تركنا لعبتك على الأرض بهدوء ودون ضجيج، وراقبي ردة فعل طفلك أمام هذا المقترح في هذه الحالة، ففي حال أنه استجاب لاقتراحك فمعنى ذلك أن نفسية الطفل سليمة وليس لديه ميول عدوانية مكتسبة من ظروف معينة محيطة.
  2. أبعدي الأشياء والأدوات الخاصة بك وبالأب بالتدريج من حوله والتي تكون معرضة للكسر والتلف لكي يتخلى الطفل تدريجيًا عن الرغبة في تكسير وتحطيم الأشياء لأنه يراها قريبًا منه وامنحيه الفرصة لكي يمارس هوايات مفيدة مثل اللعب بألعاب المكعبات المخصصة للفك والتركيب، ولكي يبدأ الطفل في اكتشاف أن الأشياء تكون أفضل وأجمل حين يحولها لأشكال مرتبة بدلاً من تحطيمها ويصعب علينا إعادتها إلى حالتها الأصلية.
  3. لا تمنعي االطفل من رمي الألعاب على الأرض مثل أن تمسكي باللعبة بقوة في آخر لحظة قبل أن يرميها ولا تعتبري أن هذه الخطوة تعد إنجازًا، فالطفل وفي سن معينة بحاجة لكي يقرر أن قدراته ومهاراته جيدة وأنه يحسن التصويب، فعملية رمي الأجسام على الأرض تدل على أن طفلك ينمو عقليًا وحركيًا بشكل جيد وأنه حين يرمي الأشياء نحو هدف معين، وتحديدًا فهذا يعني أن لديه نمواً سليماً ومتناسقًا لعضلاته مع وظائف المخ ومراكز الإدراك، ويمكن اعتبار هذه التجربة أو النشاط إحدى طرق كيفية تقوية عضلات الرضيع من خلال الأنشطة البسيطة وهو نشاط بسيط وطبيعي ومنتشر عند الأطفال الأصحاء.
  4. لا تحرمي طفلك تحت عمر السنتين من عادة رمي الألعاب وضعي بين يديه ألعاباً غير قابلة للكسر والتلف وهي الألعاب المطاطية والقطنية ذات الألوان الزاهية والتي تكون عادة صغيرة الحجم ولكن غير قابلة للبلع، بحيث يستطيع الطفل أن يمسكها بين قبضتيه، وامنحيه هذه التجربة ولا تمنعيه من ممارسة هذه الهواية العادية لأن منعه منها سوف يزيد من عناده وإصراره على القيام بها وسوف تستمر معه لما بعد عمر العامين.

حيلة سحرية لكي يلعب طفلك بألعابه

صندوق الألعاب
  • اعلمي أن مبدأ كل شيء ممنوع مرغوب ينطبق أيضًا على الصغار مثلما ينطبق على الكبار ولذلك يمكنك أن تجعلي طفلك محبًا لألعابه ولديه الرغبة في اللعب بها وذلك بألا تتركي الألعاب حول الطفل فغالبًا ما يشعر الطفل بالملل حين يرى الألعاب حوله طيلة الوقت كما أنه سوف يصاب بشهوة شراء ألعاب جديدة وسوف تعانين من طلبه لشراء لعبة جديدة وتكليفك أموالًا كثيرة كلما خرجت به إلى الأسواق وسوف تتعرضين جراء ذلك لمواقف محرجة في حال أنك لم تلبي طلبه وسوف يبدأ الطفل بالبكاء؛ لأنه يريد أن يجرب لعبة جديدة بعد أن اعتاد على رؤية ألعابه رغم كثرتها حوله على مدار اليوم، بل إنه يتعثر بها وقد تقوم الأم بنقلها لكي تصبح حوله في كل أنحاء المنزل حين ينتقل من غرفته مثلًا إلى غرفة المعيشة.
  • اهتمي بجمع ألعاب الطفل في صندوق مخصص للألعاب وضعي الصندوق في خزانة مغلقة وحين يحين موعد اللعب يمكنك أن تسألي طفلك "ما رأيك لو أحضرنا صندوق الألعاب لكي نلعب" فهنا فقط سوف تمتلكين عنصر التشويق ولصبح لدى الطفل شغف لكي يجرب اللعب وقد يكتشف أن هناك لعبة لم يلعب بها من قبل أو أن هناك لعبة لديها خصائص ومميزات لم يكتشفها، وهكذا فيجب أن يكون إظهار الألعاب تدريجيًا ومفاجئًا للطفل وبذلك يتعلم الأطفال أنه لا يمكن تلبية كل طلباته لأن ما تملكه اليد تزهده النفس فعلًا.

قد يهمك أيضًا: نادراً ما يدركها الآباء.. 9 فوائد للعب التخيلي للأطفال