أنت كأم بالغة على دراية تامة بالتوتر وتأثيره على حياتنا بطرق عديدة، ولكن هل تعلمين أن الأطفال يعانون من التوتر أيضاً؟ وذلك بسبب الاضطرابات في الروتين، أو من التغييرات في منزلهم أو عائلتهم، أو من المدرسة أو الواجبات المنزلية، أو من الأصدقاء والمواقف الاجتماعية، وأكثر من ذلك.
إن مساعدة الأطفال على فهم هذه المشاعر وإدارتها والتعامل معها -بالإضافة إلى إيجاد طرق لمساعدة الأطفال على تخفيف التوتر- أمر مهم لمساعدتهم على النجاح في المدرسة والحياة! في البيت والمدرسة، من خلال اللعب، إليك كيف يتوتر الأطفال، والأنشطة المناسبة لتخفيف التوتر عند الأطفال، التي يقترحها الأطباء لتهدئتهم.
كيف يبدو التوتر لدى الأطفال؟

هل تتساءلين إن كان طفلك يعاني من التوتر أو القلق؟ إليك بعض العلامات التي ينصح خبراء الطفولة المبكرة بالبحث عنها، مع الأخذ في الاعتبار أن عمر طفلك وعوامل أخرى قد تؤثر على ردود أفعاله تجاه التوتر.
ردود الفعل الجسدية: في هذه الحالة قد يبكي الأطفال أو يعانون من الصداع نتيجةً للتوتر، كما تُعدّ آلام المعدة ومشاكل النوم من العلامات التي يجب الانتباه إليها.
ردود الفعل العاطفية: يُشير الخبراء أيضاً إلى أن القلق والخجل قد يكونان من ردود الفعل على التوتر، وتشمل ردود الفعل الأخرى صعوبة التركيز، وتغيرات في المزاج أو السلوك، والتبول اللاإرادي، أو صعوبة النوم.
علامات وأعراض أخرى يجب الانتباه لها
قد تشمل عادات جديدة مثل لف الشعر أو مص الإبهام، أو ردود الفعل السلوكية مثل الكذب، أو التنمر، أو تحدي السلطة، أو المبالغة في رد الفعل.
إذا لاحظت علاماتٍ تُقلقك، فحاولي التحدث مع طفلك ومعلميه وطبيبه، أخبري أطفالك أنك تفهمين مشاعرهم وعواطفهم وأنك موجودة لمساعدتهم ودعمهم، بالإضافة إلى ذلك، تحدثي مع طبيب طفلك حول الخطوات التي يمكنك اتخاذها لمساعدته على إدارة توتره وقلقه.
كيف يساعد اللعب الأطفال على تقليل التوتر وإدارته؟
اللعب -خاصةً عندما لا يتضمن جدولاً زمنياً منظماً أو نتائج متوقعة- يساعد الأطفال على التوقف عن التركيز على ما قد يُقلقهم، ويدفعهم بدلاً من ذلك إلى الانخراط في عالمٍ يكونون فيه مسؤولين، كما يُشعرهم اللعب بالسيطرة؛ إذ يُتيح لهم خلق عوالم خاصة بهم، والتعبير عن أنفسهم، وحل المشكلات، والتواصل مع الآخرين وبناء روابط عاطفية معهم.
أثناء لعب الأطفال، يُطلقون العنان لإبداعهم، ويزدادون نشاطاً، ويتطورون عاطفياً بفهمهم لكيفية عمل الأشياء، ومن خلال اللعب، يُخفف الأطفال أيضاً من توترهم، ويتعلمون مهارات تأقلم مهمة تُساعدهم على التعامل مع المواقف العصيبة التي قد يواجهونها مستقبلاً.
6 أنشطة ممتعة لتخفيف التوتر

شجّعي طفلك على اللعب: دون أي جداول زمنية أو نتائج متوقعة، خصصي وقتاً منتظماً للعب الحر، حيث يُطلق طفلك العنان لخياله وإبداعه دون أي نتائج محددة، يُعدّ طريقة رائعة لمساعدة الأطفال على تخفيف التوتر والتعامل معه، لمساعدة طفلك على البدء، وفكّري في منحه بعض الخيارات ليختار منها، على سبيل المثال، ضعي أمامه الأزياء والمكعبات والحيوانات المحشوة، وشاهدي ما يُمكنه أن يحلم به ويفعله!
شاركيه التمارين الرياضية: يُعدّ النشاط البدني واللعب النشط من الأنشطة الرائعة لمساعدة الأطفال (والبالغين) على تخفيف التوتر، قضاء وقت في الجري في الهواء الطلق، أو ممارسة الرياضة، أو ممارسة جلسة يوغا قصيرة مع الوالدين والطفل، يُساعد الأطفال على ممارسة النشاط وتفريغ طاقتهم والشعور بمزيد من الاسترخاء، تعرّفي إلى تحدي الحركة هذا من خبراء اللعب في بورت ديسكفري لتجربة نشاط واحد!
اجعلي القراءة وتدوين المذكرات، وكأنها لعب ومرح: إن قراءة كتب تتناول شخصيات تمر بمواقف عصيبة، وفهم كيفية استجابتها وتعاملها معها، والتحدث عنها، يُمكن أن يُساعد الأطفال على إدراك أنهم ليسوا وحيدين، كما يُساعدهم على تطوير مهاراتهم الخاصة في التأقلم، كما يُمكن أن يكون تدوين الأفكار والمشاعر ورسم الصور أداةً مفيدةً لمساعدة الأطفال على استكشاف مشاعرهم بشكل مرح، استكشفي بعض الكتب المُقترحة لمساعدة الأطفال على التأقلم مع التوتر، وتحققي من هذا النشاط المفيد لصنع مذكرات يدوية.
اجعلي الموسيقى محببة إلى قلوبهم: الاستماع والرقص وممارسة الرياضة وتأليف الموسيقى يمكن أن يكون أيضاً وسيلة ممتعة ومرحة للأطفال للاسترخاء والتغلب على التوتر، جرّبي الموسيقى والحركة لمعرفة ما قد يستمتع به طفلك ويتفاعل معه، استكشفي مجموعة متنوعة من أفكار الموسيقى والحركة المنزلية.
مارسوا الفن: بالنسبة للأطفال الصغار، اللعب الإبداعي ليس مجرد متعة، بل يشجعهم أيضاً على الإبداع والتعبير عن أنفسهم بحرية، والاستكشاف من خلال أشكال فنية متنوعة، كما أن قضاء الوقت في اللعب والإبداع بالفن يساعد الأطفال على الاسترخاء والتخلص من التوتر الذي قد يشعرون به، استكشفوا مجموعة متنوعة من الأنشطة الفنية لتجربوها في مكتبة بورت ديسكفري بلاي آت هوم!
لا تستهيني بالأنشطة الحسية: يمكن للأدوات والأنشطة الإدراكية الحسية، مثل اللعب بكرة الضغط المطاطية، أو عصر معجون اللعب، أو اللعب بالرمل الحركي، أن تُهدئ الأطفال، فبينما تساعدين طفلك على تحفيز حواسه كاللمس والحركة وغيرها، فإنك تُساعدينه أيضاً على الهدوء، وتنظيم مشاعره، وتخفيف التوتر.
شروط لتقليل التوتر في الفصل الدراسي من خلال اللعب

- اجعلي الطلاب يختارون أنشطة جماعية للأطفال هادفة وواعية قائمة على اللعب، ساعديهم على فهم سبب إعجابهم بنشاط معين، وساعديهم على تحديد الهدف من القيام به.
- شاركيهم اللعب بحماس كبير، وكوني فعالة أثناء النشاط، من حيث طريقة اللعب ورأيك الإيجابي بالأطفال اللاعبين.
- ركّزي على اللعب والتواصل، بذلك تعلمين الأطفال كيف يُمارسون المهارات الاجتماعية والتواصلية، ويُطوّرون الإبداع ويُحسّنون التجارب الحسية الإيجابية، ويعززون ثقتهم بأنفسهم.
- افهمي حدودك ووضحي للأطفال حدودهم، إذا كانت كثرة الكلام تُثير غضبك، فأبلغي طلابك بهذه الحدود.
- تحققي من دقائق التأمل واللعب مع الأطفال في صفك؛ فهي تُساهم في بناء التماسك، مما يُتيح للطلاب الشعور بالدعم والتواصل.
- كوني قدوة، حيث يتعلم الأطفال تمييز إشارات التوتر من أجسامهم، ويُزودون بأدوات لممارسة أساليب صحية لتخفيف هذا التوتر.
- أظهري لطلابك تقديرك على جهودهم، من خلال دعم الصحة النفسية والاجتماعية والعاطفية والجسدية لصفك، فهي تُسهم في تحقيق الرسالة السامية المتمثلة في بناء عالم صحي عاطفياً.
أفكار أنشطة ممتعة لتخفيف التوتر في المدرسة

لعبة أشعر بالمطر
يتدرب الطلاب على إصدار صوت المطر بأيديهم وأقدامهم، قد يعم المكان بعض الفوضى، لكن صوت المطر الوهمي قد يريح نفوسهم، ويعزز الإبداع لدى الأطفال، وجّهيهم لتغيير شدة الصوت.
لعبة انطلق
ينقسم الطلاب إلى أزواج ويواجهون بعضهم البعض، يرفعون أيديهم وتتلامس الأصابع المقابلة وهم يهمسون: "واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة، (يبدّلون الاتجاهات) خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان واحد... انطلق!" وبينما لا تزال أصابعهم متلامسة، ينطلقون في السماء، ويُكرّر ذلك باليد الأخرى، ثم بكلتا اليدين في الوقت نفسه.
لعبة كورال التغني
دربي الطلاب على ثلاث أغانٍ يعرفون كلماتها جميعاً، ثم قوموا بالغناء بالتناغم للأغاني الثلاث، الغناء مفيد للأطفال لأنه يقوي الرابطة العاطفية، ويعزز مهارات التواصل واللغة، ويساهم في التنمية الحركية والاجتماعية، كما يخفف التوتر، ويعزز الاسترخاء والنوم، ويعلمهم الإيقاع والقافية، ويرفع من ثقتهم بأنفسهم.
لعبة قلوب نابضة
علّمي الطلاب طرقاً مختلفة للعثور على نبضات قلوبهم، بمجرد العثور على نبضات قلوبهم، يمكنهم النقر عليها، قومي بابتكار تحدي الطلاب لمزامنة النبضات مع طالب آخر.
لعبة حركة هادئة معي
عيّني إشارات مختلفة لحركات معينة، إذا لمس القائد أنفه، يقفز الطلاب للأعلى مرة واحدة، إذا أشار إلى قدمه، يدورون، وهكذا. بعد ثلاث حركات، يختار القائد قائداً آخر.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص