عالجي ارتجاع المريء

يتبادر إلى الكثير من الأمهات معرفة أسباب ارتجاع المريء، التي تؤرقهن في تربية الطفل الصحية، وهنا ستجدين الإجابات التي ترضيك من خبيرات «ماذر أند بايبي».

تستمر طفلتي بالتقيؤ بعد الرضاعة، فما المشكلة؟
ترجح الطبيبة كاثرين هوود، خبيرة صحة المرأة، أن الطفلة تعاني من القلس المعدي المريئي، المعروف بارتجاع المريء، أي عودة الطعام أو الحليب من معدتها عبر المريء وخروجه من فمها؛ إذ تغلق العضلة في آخر المريء عادة لمنع خروج الطعام، ولكن هذه العضلة تكون مرتخية جداً لدى الأطفال الرضع مما يسهل الارتجاع، وقد يحدث الطفل أحياناً صوت التقيؤ، ولكنه على الأرجح قلس خفيف.
مع إفراز المعدة أحماضاً لهضم الطعام، يسبب الارتجاع المريئي ألماً أو إحساساً بالحرقة، لهذا نجد أن الكثير من الأطفال يبكون.
يعاني 50% تقريباً من الأطفال من ارتجاع المريء، وهو أمر شائع يتخلص منه معظم الأطفال ببلوغهم 18 شهراً. ومن الشائع ظهوره لدى الأطفال المولودين مبكراً، أو ذوي الوزن المنخفض لدى الولادة بالإضافة إلى من يعانون من مشاكل في التناسق العصبي والحركي كالشلل الدماغي.
لدى حصول الارتجاع ستلاحظين خروج مادة كريمية بيضاء بعد الرضاعة، وقد تكره طفلتك التمدد مع بكائها غير المبرر، والانزعاج وعدم اكتساب الوزن.

في حالة التقيؤ المستمر ماذا أفعل؟
عندما تبدأ بتناول الأطعمة الصلبة، جربي تقليل كميات الحليب والإكثار من مرات الإرضاع، كما أن رفع الرأس عدة إنشات في المهد سيساعد، وتجنبي تمديدها مباشرة بعد الرضاعة.
إن لم يفد ذلك واستمرت بالتقيؤ والشعور بالانزعاج فتحدثي مع طبيبك؛ إذ قد يقترح عليك جعل الحليب أكثف، أو قد يصف حليباً بصيغة مضادة للقلس.
كما قد توصف أدوية مثل H2 receptor blockers وproton pump inhibitors التي تخفف الحمض في المعدة، وبالتالي الشعور بالحرقة.
لدى بعض الأطفال قد يكون سبب الارتجاع حساسية من الحليب البقري؛ لذا استشيري طبيبك حول الامتناع عن منتجاته لفترة؛ لتري إن كان هناك فرق.

قصة أم عانت
سوزانا، 33 عاماً، وأم زاكي، عامين، ولد طفلها في الأسبوع 34، وقد أمضى أسبوعين في الحاضنة، وكان وزنه أكثر من 4 أوقيات بقليل، وقد لاحظت المشكلة بعدما أخذته إلى المنزل، حيث بدأ التقيؤ فوراً بعد الرضاعة، كانت تضخ حليبها وترضعه كل ساعتين، ولكن الحليب كان يعود على الفور إلى فمه ويخرج.

في إحدى المرات كان التقيؤ عنيفاً، وفي جميع أنحاء الغرفة، وأخذته إلى الطبيب لإصابتها بالقلق، حيث أخبرها الطبيب بأنها ترضعه أكثر من اللازم، فقللت الرضاعة ولكن ذلك لم يفد، وبعدها وصف لها أدوية ضد الارتجاع، ولكنها لم تخفف أعراضه كذلك، وساء الوضع حتى وصل عدد مرات الإقياء إلى 6 مرات يومياً. تتابع سوزانا: «بعد عدة أشهر زرت طبيباً خاصاً طلب صور أشعة لزاكي، وشخص حالته بالارتجاع المريئي الشديد، ووصف له دواء Omeprazole، الذي شهد عليه تحسناً فورياً.

بعد سنتين لا يزال زاكي يعاني قليلاً لمنع الطعام من الخروج، ولكنه بدأ الآن بتناول الطعام الصلب، وتوقف عن التقيؤ بعد كل وجبة، وهو الآن طفل سعيد بصحة وشهية جيدة.