4 صور

بعد أن تمّ عرض الحلقة الـ 23 من مسلسل "لو"، ورغم النجاح الكبير الذي يحققه هذا المسلسل الذي ضمّ نخبة من نجوم الشاشة، لا بد من الإضاءة على بعض الثغرات التي وقع فيها هذا العمل وخصوصاً النص الذي اقتبست الكاتبة نادين جابر فكرته عن الفيلم الاجنبي unfaithful، ومن ثم حاكته وأضافت اليه من بنات أفكارها. فجاءت النتيجة فيها أكثر من "لو"... عمل مطوّل وغير منطقي في أحداثه وتفاصيله خصوصاً وأنه أضاء على موضوع حساس جداً هو موضوع الخيانة.
علاقة الحب الملتبسة بين الزوجة الخائنة "ليلى"( نادين نسيب نجيم) والعشيق "جاد" ( يوسف الخال) لم تعكس وجود غرام كبير بينهما، ولم ينجح كلا النجمين سواء من خلال حوارهما أو أدائهما (بما فيها محاولة جاد الانتحار) في التعبير عن حالة عشق جمعت بينهما ودفعتهما إلى الخيانة.
شكوك استيقظت مجدداً
أما بالنسبة إلى الزوج المخدوع "غيث" (عابد فهد) فلم يكن مقنعاً كيف طارد زوجته إلى المطعم بسبب شكه فيها، وحيث كان من المفترض أن تلتقي عشيقها، وإذا به يتراجع في اللحظة الأخيرة عن فتح الباب، لأنه لم يكن يريد أن يصدق أن زوجته تخونه ولأنه يريد الحفاظ على عائلته، وإذا بكل هذا الشك يتلاشى عندما أخبرته "ليلى" لاحقاً أنها كانت تعدّ له مفاجأة في عيد ميلاده. ولكن شكوك "غيث" استيقظت مجدداً وتخلى عن "مبدأه" ( بالحفاظ على عائلته) لمجرد أن الخادمة أخبرته أن "ليلى" طردتها من البيت لأنها كانت تنظف المشغل وتنقل هاتف ليلى من مكان الى آخر. فكيف يمكن لرجل طارد زوجته وسمعها تواعد رجلاً وشاهدها بأم العين وهي تدخل مطعماً للقائه، أن يتراجع عن كشف خيانتها، ثم لا يلبث أن يتمسك بكشفها لمجرد أنه سمع كلاماً ولم يشاهد شيئاً بعينه كما في المرة الأولى! إلى ذلك كيف يمكن لامرأة خانت زوجها أن تحتفظ بالصور وبالدردشة التي حصلت بينها وبين عشيقها على حاسوبها، بدل ان تمحيها، وكأنها بذلك تعمدت إدانة نفسها بنفسها، هذا عدا عن أنه لا يمكن لعقل أن يتصور ان هناك امرأة تتجرأ على خيانة زوجها وهي داخل بيتها، حتى لو أنها خصصت غرفة في بيتها حوّلتها إلى مشغل لممارسة هوايتها كمصممة أزياء.
أما بالنسبة إلى "جاد" فبدت شخصيته ملتبسة في العمل، فهو من ناحية بدا رجلاً يجيد التخطيط ببراعة، وعرف كيف يستغل شقيقة ليلى لمحاولة استعادتها، ولكنه في الوقت نفسه بدا رجلاً "ساذجاً" في طريقة تصرفه مع ليلى عندما قال لها "بتتزوجيني" مع أنه يعلم أنها متزوجة، وربما أرادت الكاتبة أن تضيء على شخصية المثقفين والطريقة الغريبة التي يتصرفون بها. كما أنه ليس مفهوماً، كيف يمكن لزميل "جاد" أن ينصحه بتغيير معاملته مع "ليلى" لكي لا يخسرها بدل أن يطلب منه الابتعاد عنها وقطع علاقته بها لكونها امرأة متزوجة.
أكثر المشاهد صدقاً
ويمكن القول إن أجمل المشاهد وأكثرها صدقاً في مسلسل "لو" هي تلك التي جمعت "غيث" بوالدته المريضة وغير القادرة على الحركة أو الكلام. فهو عرف كيف يكون الابن الذي يلجأ إلى حضن أمه ويبكي فيه شاكياً إليها همومه وشكّه، وهي كانت الأم الطيبة والحنونة التي تألمت وتفاعلت مع معاناة ابنها من خلال حركة عينيها ويديها.
ويبقى المأخذ الرئيسي على مسلسل "لو" هو البرودة التي طبعت العمل وتحديداً الشق المتعلق بالعلاقة بين "جاد" و"ليلى" ولو كان التبرير أن الأخيرة كانت تعيش حالة صراع داخلي بين "العشق الممنوع" وبين حرصها على عدم التفريط بعائلتها. علماً أن يوسف الخال أجاد ببراعة تأدية دور العاشق في مسلسل "وأشرقت الشمس" وهنا لا بد من السؤال: هل هي مسؤولية يوسف الخال، أم المخرج أم النص أم البطلة التي وقفت أمامه في المسلسل؟ وفي الوقت نفسه لا بد من الإشادة بالإنتاج، وبالأداء الفردي للممثلين النجوم، كما بالإخراج لناحية اختيار مواقع التصوير وتقطيع المشاهد وجمالية الصورة.