تعرّفي إلى التمرينات الذهنية المعزّزة لاستراتيجيات إنقاص الوزن

توضح دراسة أشرفت عليها جامعة كاليفورنيا الأميركية تتمحور حول "التحدّث مع الذات" أن أكثر من 80% من الأشخاص ممّن شملتهم يتحدّثون مع ذاتهم بطريقة سلبية تعمل ضد مصلحتهم وتؤثر سلباً على أهدافهم نحو إنقاص أوزانهم! وتفيد نتائجها أن التحدث السلبي مع الذات قد يتسبّب في أكثر من 75% من الأمراض المزمنة (السمنة وضغط الدم وأمراض القلب والمفاصل وبعض أنواع السرطان). وتخلص إلى أن ما يرسله العقل الواعي من أفكار، سواء كانت إيجابية أو سلبية، يستقبله اللاوعي ويتعامل معه على أنه حقيقة مؤكّدة!

 

يبرهن خبراء إنقاص الوزن دراسة جامعة كاليفورنيا عبر تجربة سلبيّة للتحدّث مع الذات، مضمونها: "أنا امرؤ بدين ولا أستطيع ممارسة الرياضة أو التحكّم في تناول الطعام"، فيستنتجون أن العقل اللاواعي يستقبل هذه الرسالة ويتعامل معها على أنها واقع ثابت لا يمكن تغييره، الأمر الذي يفسّر فشل غالبية الحميات الغذائية الهادفة إلى إنقاص الوزن.

"سيدتي" تطلع من المعالج المعتمد من الإتحاد التطويري لتقنيات مسارات الطاقة في الولايات المتحدة الأميركية والاستشاري النفسي الدكتور شريف محمد الأسلمي على أهم التمرينات الذهنية المعزّزة لاستراتيجيات إنقاص الوزن:

 

بناء صورة ذاتية إيجابية


ينصح الخبراء بضرورة البعد عن ذكر كلمات سلبية بعد لفظ "أنا" لدورها السلبي على طاقة الجسم، كما يدعون إلى البعد عن استخدام لفظ "لكن" لأنها تلغي ما قبلها من أمور إيجابية، وغالباً يكون ما يتبعها سلبياً، على غرار عبارة "أريد إنقاص وزني، ولكن لا أستطيع ممارسة الرياضة!". ولعلّ ما يزيد الأمر سوءاً يتمثّل في الاستمرار في تكرار تلك العبارات السلبية، ما يجعلها تتحوّل إلى اعتقاد يزداد قوّة مع مرور الوقت ويرسخ في مكان عميق جداً في العقل اللاواعي، وبالتالي يكون تغييره صعباً للغاية.

لذا، ينصح الخبراء بممارسة التمرينات الذهنية الهادفة إلى استبدال تلك الصور الذاتية السلبية بأخرى إيجابية وإعادة برمجتها من جديد في العقل اللاواعي، من خلال القيام بالخطوات التالية:

–        اختيار مكان هادئ ومنعزل من المنزل والجلوس في وضع استرخاء فيه لمدّة 20 دقيقة على الأقل.

–        التنفّس بعمق من خلال القيام بتمرين التنفس "4 _ 2 _ 8" والذي يقوم على أخذ نفس عميق في صورة شهيق بمعدّل 4 مرّات، والاحتفاظ بزوج منها داخل الرئتين لفترة أطول، ثم إخراجها في صورة زفير بمعدّل مضاعف وأطول من الشهيق. وفي هذا الإطار، تشير دراسة صادرة حديثاً عن مركز الوقاية والتحكّم في الأمراض في الولايات المتحدة الأميركية أن احتراق الخلايا الدهنية بالجسم والتخلّص منها مرتبط  بشكل مباشر بنشاط الرئتين، إذ يجد الباحثون أن انكماش حجم الرئتين يؤدي إلى زيادة كميات الدهون التي تختزن على أنسجة الجسم بسبب عدم أيضها بالكامل نتيجةً لنقص الأوكسجين في الجسم.

–        إغماض العينين لمدّة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق، والبدء في تخيّل شكل الجسم بعد التخلّص من الوزن الزائد وارتداء الملابس الأصغر في مقاسها.

–        التفكير في انطباعات الأشخاص المحيطين سواء من الأسرة أو العمل وإعجابهم بتلك النتائج الإيجابية على الوزن.

–        العودة إلى الواقع تدريجياً، وقد طبعت صورة ذاتية جديدة في العقل اللاواعي.

–        البدء في إعداد لائحة بالأدوات والوسائل التي تمكّن من الوصول إلى الوزن المثالي (استشارة خبير في إنقاص الوزن وتحديد برنامج رياضي)، مع إقصاء العادات السيّئة التي تؤثر سلباً على الوزن وطلب الدعم من المحيطين.

–        لتعزيز الصورة الإيجابية للذات، يجب الاحتفاظ بدفتر يومي حيث يتمّ تدوين التغييرات التي تطرأ على الوزن نتيجة ممارسة هذه التمرينات الذهنية.

 

 

 

 

التخلّص من العادات السيّئة


يتّفق الخبراء أن العادات، بصورة عامّة، تبدأ بأفكار يقوم العقل البشري بتخيّلها وربطها بأحاسيس معيّنة من خلال تكرار التحدّث عنها مع الذات، ليتم بعد ذلك تخزينها في المخ وتحويلها إلى معتقدات راسخة وتلقائية في نظام الحياة اليومية. وينصحون، في هذا الإطار، بممارسة خطوات ذهنية تعزّز اكتساب السلوكيات الإيجابية والتخلّص من العادات السيئة، هي:

1-  تحديد السلوك غير المرغوب فيه والمراد التخلّص منه (الإفراط في تناول المشروبات الغازية والحلوى، على سبيل المثال).

2-  البحث عن أشياء خمسة سلبية على الأقل قد تنتج عن ممارسة هذا السلوك السيّئ (زيادة الوزن وسوء الحالة المزاجية والخجل من شكل الجسم والعزلة وزيادة الشعور بالكآبة، نتيجة للإفراط في المشروبات الغازية والحلوى).

3-  تخيّل شكل الجسم عند القيام بهذا السلوك (تخيّل تناول قطعة من الحلوى أو احتساء مشروب غازي والتوقّف بالعقل عند هذه الصورة).

4-  القيام بتكبير هذه الصورة وجعلها واضحة تماماً أمام العقل الواعي، مع تذكّر كل الأحاسيس السلبية المرتبطة بها.

5-  تركيز الانتباه على استبعاد السلوك السلبي وتقريب السلوك الإيجابي ثم لفظ "بدل" بصوت مرتفع.

6-  يكرّر هذا التمرين لمرّات عدّة بغية الوصول إلى مرحلة عميقة من الاستياء والألم ترتبط بالعقل اللاواعي، فلا يحدث هذا السلوك السلبي مرّة أخرى.

7-  يجب أن تتم عملية الاستبدال بسرعة كبيرة وليس ببطء، كما قد يكون من الأفضل أن تقوم بمساعدة شخص آخر يلعب دور الداعم النفسي عن طريق استخدام بعض العبارات المشجّعة التي تساعد على انتقال الأحاسيس إلى مرحلة رفض العادات السيئة والتوقف عنها تماماً.