3 شخصيات يردون على الشيخ عبدالكريم الخضير:

أثارت تصريحات الشيخ عبدالكريم الخضير، عضو هيئة كبار العلماء، التي نصح فيها النساء بعدم مشاهدة القنوات الفضائية الدينية خوفًا من الفتنة، ردود فعل متباينة نستعرضها في السطور التالية.

في لقاء مفتوح في جامع عثمان بن عفان بحي حطين بالرياض، فضل الشيخ عبدالكريم الخضير عدم وجود قنوات فضائية توصف بأنها دينية في المنازل؛ مشيرًا إلى أن من تلقى العلم عن طريق تلك القنوات يحصل له خير، لكن لا يسلم من شيء من المخالفة من نظر النساء للرجال.

وقال الخضير ردًا على سؤال عن رأيه في إحدى القنوات الفضائية الدينية، وفي من يرفض دخولها منزله: «ارتكاب أخف الضررين مقرر في الشرع، وأقتني هذه القنوات التي فيها الخير الكثير، ولو أن فيها شيئًا مما يلاحظ». وأضاف: «لا شك أن هذه أمور مستجدة وطارئة على المسلمين، والأمة على مر العصور إلى زمن قريب عاشت من دون هذه الآلات والوسائل، مكتفية بما جاء عن الرسول، صلى الله عليه وسلم، ثم حصلت هذه الأمور وتعلق الناس بها، وصاروا لا يمكنهم الاستغناء عنها في الغالب، أما من استطاع أن يعيش من دونها واستطاع السيطرة على من تحت يده من النساء وأن يختصروا على ما كانت عليه الأمة قبل ذلك فلا شك أن هذه العزيمة والسلامة لا يعدلها شيء».

ولفت إلى أن في هذه القنوات فائدة ومصالح وعلومًا وفتاوى وكتبًا علمية يستفيد منها الناس، لكن من أراد العلم أخذه من كتاب الله وسنة نبيه على ما مضى في عهد هذه الأمة من السلف الصالح، داعيًا النساء في بيوتهن اللاتي يسمعن المحاضرات والخطب والندوات في تلك القنوات إلى «شيء من التأني»؛ لأن ممن يلقي ويتكلم ويخرج في هذه القنوات من قد تفتتن به بعض النساء. وتابع: «إن من يتلقى العلم عن طريق القنوات يحصل له خير، لكن لا يسلم من شيء من المخالفة من نظر النساء للرجال».

 

يجوز للمرأة النظر لعموم الرجال بشرط

الشيخ عبدالمحسن بن ناصر العبيكان، المستشار بالديوان الملكي، قال في تصريح خاص لـ «سيدتي»: المرأة يجوز لها أن تنظر إلى عموم الرجال بشرط ألا تنظر إلى شخص بعينه، وتركز النظر فيه، وتثور شهوتها بسبب ذلك، فإذا نظرت إلى مقدمي البرامج الدينية من دون أن تثور شهوتها، ومن دون أن تركز على شخص معين فلا بأس في ذلك.

فالسيدة عائشة رضي الله عنها كان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يمكنها من النظر إلى الحبشة وهم يلعبون، فمثل هذا ليس فيه بأس. وقال الشيخ العبيكان من الممكن أن تفتن النساء بشخص معين حتى ولو كان من مقدمي البرامج الدينية، مختتمًا بالتأكيد على أهمية وفائدة وجود القنوات الفضائية الدينية في الدعوة الإسلامية، كما أنها تنفع الناس في الأمور التي يحتاجونها.

 

 

أخالف هذا الرأي

أذهب إلى مخالفة هذا الرأي، ولا أتفق معه إطلاقًا، فالمرأة والرجل على حدٍ سواء مطلوب منهما غض البصر، ولا يمكن لأحدٍ أن يمنع امرأة من أن ترسل نظراتها إلى من تريد، فالمنع لا ينفع ولن يفيد، هذا ما أكده الباحث الشرعي نجيب عصام يماني في تصريحه لـ«سيدتي»، وأضاف: وإنما غض الطرف هو الأساس والمطلوب في هذا الدين العظيم.

يسأل العباس رضي الله عنه: يا رسول الله لم لويت عنق ابن عمك؟ قال رأيتُ شابة وشابًا فلم آمن الشيطان عليهما، وذلك في حجة الوداع. من هذه الحادثة نتعلم أن الأمر بغض البصر خشية الفتنة لكلا الطرفين، ومقتضاه أنه إذا أمنت الفتنة لم يمتنع. ثانيًا إن الفتاة لتعجب بشيخ في القنوات الفضائية تقي ورع يخشى الله ويخافه، ويتقي الله في بنت الناس، خيرًا لها من أن تقع في إعجاب فنان أو لاعب كرة يغرر بها، ويضحك عليها. ماذا لو أن المرأة وقعت في حب شيخٍ من شيوخ الفضائيات، وليس شرطًا أن يكون ذلك على الفضائيات، فربما قابلته في الشارع أو الطائرة أو السوق، كلامٌ لا يستقيم ولا يدخل عقل عاقل، والشيء بالشيء يذكر؛ في الجامعات المليئة بآلاف البنات ينتظرن المحاضرات عن طريق الشاشة والدائرة المغلقة، فهل نمنع الطالبة من أن تحضر المحاضرات وتتعلم وتخدم وطنها، ونقول لها حتى لا تقعي في غرام أستاذك ابقي في منزلك، ما قاله الشيخ كلام يجانبه التوفيق، يدل على تشدد لا داعي له، الحياة لا تستقيم إلا بذكر وأنثى، ولو أخذنا برأي الشيخ في هذا الزمن لقسمنا المجتمع إلى اثنين؛ حتى لا تلتقي عيون النساء بعيون الرجال؛ لأننا افترضنا سوء النية مقدمًا، وأن المرأة ضعيفة من الممكن أن تتعلق بأي عابر سبيل.

 

 

الاهتمام بقضايا المرأة

من جهتها، تطالب الدكتورة سهيلة زين العابدين، رجال وعلماء الدين عبر «سيدتي» بالاهتمام بقضايا المرأة المهمة، كالعضل والتعليق وبخس الحقوق في الميراث، وعدم النظر إلى المرأة وكأنها هي السبب في كل المشاكل التي تواجه المجتمع، وأضافت: لماذا يصر البعض على النظر للمرأة بسوء نية؟ لماذا سوء الظن في المرأة؟ كفانا تجريحًا بالمرأة وتشديدًا عليها؟ وقالت: لا أعتقد أن هناك امرأة تفتن بشيخ يلقي محاضرة دينية عبر قناة فضائية، المرأة السعودية ملتزمة وناضجة وليست بهذه السطحية.