عين على الشاشة الرمضانية: هذان المسلسلان تخطيا الخطوط الحمراء إلى الإبتذال والتكرار

6 صور

عام بعد آخر تزداد حدة المنافسة في ماراثون الدراما الرمضاني. فيحاول كل منتج ومخرج البحث عن توابل مثيرة جديدة تميز عمله عن الأعمال الأخرى السائدة للتفوق في "ريتنج" المشاهدة، ويستقطب إهتمام المشاهد والمعلن، بعضهم نجح في تحقيق نسبة مشاهدة عالية بعمق وجرأة الطرح. والبعض الآخر سقط في فخ التكرار والإبتذال دون أن يحقق أي مكسب فني رفيع المستوى ومن هذا الأعمال:


"صرخة روح" إبتذال وتكرار وضعف في المعالجة الدرامية
مسلسل "صرخة روح" لا يرقى إطلاقاً في طرحه وفي صوره الدرامية إلى المعالجة الدرامية الإجتماعية الراقية لقضية الخيانة ،وذلك لأن مسلسل "صرخة روح" بموسمه الثالث لم يقدم جديداً يذكر لا في النصوص ولا في الأداء ولا في أسماء أبطاله، بل أنه بعد أن حقق موسمه الأول نسبة مشاهدة عالية لكونه تطرق إلى قضية الخيانة الزوجية التي تعدّ من "التابوهات" المحرّمة في العالم العربي،عاد في موسمه الثاني ليستثمر نجاح الأول، وتكرر الأمر في الموسم الثالث. لكنه تجاوز ذلك بتقديم مشاهد وقحة، فيها استعراض لكافة فنون الكذب والخيانة التي يقوم فيها كل من الزوج والزوجة، ومشاهد حميمة في الفراش، وفي خماسية "الخلخال" الأولى التي قام ببطولتها يزن السيد وجيني إسبر ورنا الأبيض يجتمع مثلث الخيانة في فندق واحد حين يحجز الزوج المصور الفوتوغرافي (يزن السيد)غرفة لعشيقته (رنا الأبيض) في نفس الفندق الذي ينزل فيه مع زوجته الدكتورة جيني إسبر،ويفعل شيئاً لا يفعله زوج عاقل حين يجلب ملابس داخلية اشتراها لزوجته لم ترتدها بعد إلى عشيقته لترتديها له ثم يعيدها دون أن تكتشف زوجته أنها استعملت من غيرها. وهذان المشهدين غير المنطقيين في الواقع فيه استخفاف بعقول المشاهدين وذكائهم. وبسام كوسا الذي كان عبقرياً في أداء أصعب الأدوار المركبة بدأ يفقد مهاراته الأدائية باستمراره بأداء أدوار الرجل العاشق للنساء المتزوجات في كافة مواسم "صرخة الروح" الثلاثة كأنه يئس من مجيء هكذا أدوار إليه وهو الفنان الكبير الذي بات لا يجد غضاضة في تكرار نفسه بمثل هذا المسلسل التجاري خاصة في الخماسية الحالية "الرهان" التي يستدرج فيها امرأة متزوجة لخيانة زوجها كعادة أدواره السابقة في المسلسل ذاته.


"حواري بوخاريست" قصة شعبية قديمة أهدرت موهبة وحضور أمير كرارة
أما أمير كرارة الممثل الشاب الموهوب الوسيم فلم يستغل نجاحاته السابقة في تقديم شخصية جديدة شكلاً ومضموناً وبعيدة عن أدوار الأكشن التي قدمها في مسلسله "تحت الأرض". فعاد إلى الإطار البوليسي نفسه في قصة شعبية مكررة سابقاً أهدرت موهبته وحضوره الجذاب بدور سيد بوخاريست الذي يعمل في تهريب المخدرات والبلطجة ويعاني من وجود أعداء يحيطون به ويتربصون به، بدلاً من شخصية الشرطي المنتمي لتنظيم داخلي إرهابي في "تحت الأرض". يعود عبر قصة شعبية في أزقة الحارات الشعبية المليئة بالبلطجية والمهربين والمساكين والفقراء والفتيات الطامحات للحب والثراء.
أمير كرارة في رمضان يسير في ركب من سبقوه إلى درب الأكشن منهم من نجح ومنهم من حقق نجاحاً متوسطاً لم يتميز به. وعلى رأسهم فارس الأكشن الرافض للدوبليرات في أفلامه ومسلسلاته: أحمد السقا في "ذهاب وعودة"، وكريم عبد العزيز في "وش تاني"، ويوسف الشريف في "لعبة إبليس" المختلف عنهم قليلاً باختياره قصصاً محبوكة بذكاء ولا تكشف قفلتها وسرها إلا في الحلقة الأخيرة، وطارق لطفي في أولى بطولاته الدرامية مع المنتجين محمد محمود عبدالعزيز وريمون مقار في "بعد البداية" و وانضم إليهم في قافلة دراما الأكشن حسن الرداد في "حق ميت".
شيئاً فشيئاً الدراما المصرية العابقة برائحة مصر الأصيلة والقديمة بقيم الأجداد والعميقة بفكرها وإنسانيتها وتاريخها التي كان ينقلها إلينا الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة والكاتب محمد جلال عبد القوي تتلاشى في مسلسلات نجوم اليوم الشباب الذين يصورون مجتمع اليوم عشوائياً وضائعاً بإدمان المخدرات والمال والنساء والخمر، والشباب باحثون عن المتعة الآنية بعلاقات غير شرعية وزيجات عرفي، والمجتمع المصري والعربي لا يشبه هذا المجتمع وإنما هذا المجتمع جزء صغير جداً ومعتّم منه ولا يمثّل المجتمع كله حتى تنتج له مسلسلات بالجملة في رمضان 2015.