mena-gmtdmp

"سيدتي" تواكب اليوم العالمي للصوت

منذ العام 2002، يحتفل العالم في 16 أبريل (نيسان) بـ «اليوم العالمي للصوت» والذي يهدف إلى توعية الإناث والذكور من الأعمار كافة إلى إدراك أهمية صحة الصوت واتّباع عادات يومية لحمايته، كما التشديد على التواصل الشفهي والتفكير بالأشخاص الذين فقدوا أصواتهم إثر تعرّضهم لمرض أو لحادث. وقد حمل هذا «اليوم» عنوان «أحبّ صوتك» هذا العام. والصوت هو صديق الإنسان وأداة تواصله مع الآخرين أو التعبير عن مشاعره الداخلية.

«سيدتي» شاركت في الندوة التي عقدت لهذه المناسبة، وحاضر فيها رئيس قسم جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى «أوتيل ديو» الدكتور أمين حداد بالتعاون مع مختبرات «سانوفي ـ افنتيس»، وتمحورت حول كيفية حماية الحبال الصوتية والحنجرة من الأمراض.

- ما هي أبرز الأمراض التي يمكن أن تصيب الحبال الصوتية؟

كل تبدّل أو بحّة في الصوت تدوم لما يزيد عن ثلاثة أسابيع تستلزم استشارة الطبيب المتخصّص، علماً أنّ هذه الحالة قد تتفاوت بين بداية ورم سرطاني وظهور عقدة لدى الأشخاص الذين يسيئون استعمال أصواتهم ونشوء ورم في الغشاء المخاطي لدى المدخّنين أو من لا يراعوا طرق استخدام الصوت السليمة أو يعانون أصلاً من نزيف وشلل في الحبال الصوتية بسبب إصابة أحد الأعصاب.

وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن الشفاء من عدد كبير من هذه الأمراض إذا تمّت معالجتها في وقت مبكر، فالسرطان الذي يصيب الحبال الصوتية والذي يعود سبب الإصابة به إلى التدخين، يمكن الشفاء منه بنسبة 90% من الحالات. أما في المراحل المتقدّمة، فإن استعادة الصوت الطبيعي يصبح أمراً شبه مستحيل، وقد يضطرّ الطبيب إلى استئصال الحنجرة كلياً. أما العقدة في الحبال الصوتية Nodule، فيمكن معالجتها أيضاً بدون جراحة من خلال الإستعانة باختصاصي في النطق، فيما تستدعي 10% من الحالات الجراحة.

 

- ماذا نعني بالصوت، تحديداً؟

ثمة أنواع ثلاثة من الصوت، هي: صوت الكلام الذي ينطق به ويستخدم للتواصل مع الآخرين، صوت العرض أو الإلقاء والذي يستخدم في التواصل المهني في مجالات عدّة كالتعليم والبيع والمحاماة والخطابة والتمثيل... وصوت الغناء والذي يشكّل ذروة الصوت المهني ويستعمل لإطراب الجمهور.

 

- هل بلغ التطوّر الطبّي مرحلةً تمكّن من زرع حنجرة جديدة لمن فقد حنجرته نتيجةً لمرض أو حادث؟

تغيب إمكانية زرع حنجرة جديدة لمن استؤصلت حنجرته نتيجةً لإصابته بورم سرطاني، نظراً إلى أن حالته تحتاج إلى أدوية معيّنة خاصّة بزرع الأعضاء تتنافى مع الأدوية التي تعطى لمرضى السرطان. ولكن، عملية ترميم الحنجرة يمكن إجراؤها، إذا كانت المشكلة ناجمة عن حادث اصطدام أدّى إلى تحطّم الحنجرة، فيما يبقى من الصعب للغاية إعادة الصوت إلى ما كان عليه.

 

- هل يجدر بأي شخص أن يقوم بفحص دوري لدى الطبيب للإطمئنان على صحة حباله الصوتية وحنجرته؟

إذا لم يكن مدخّناً فلا ضرورة للفحص الدوري، ولكن إذا كان مدخّناً فيجب أن يقوم بفحص صوته كلّ ستّة أشهر. أما إذا كان صوته يشكّل أساس مهنته على غرار المغنين والمذيعين... فيجدر به القيام بهذا الفحص بشكل دوري. وينسحب هذا الأمر على الأشخاص الذين يعانون من بحّة صوت وراثية، إذ يجدر بهم فحص صوتهم مرّة واحدة في الحياة للتأكّد من غياب المشكلة.

 

- هل يمكن التحكّم بعضلات الصوت؟

تجدر معرفة كيفيّة ضبط هذا المجهود الصوتي بشكل دائم من أجل التحكّم بعضلات الحنجرة، وذلك للحؤول دون تعبها وتعب الحبال الصوتية، فطريقة الكلام الخاطئة سوف تؤدّي حكماً إلى ظهور العقد الصغيرة Nodules، والإنفعال يؤدّي إلى حصول ورم في الغشاء المخاطي للحبال الصوتية Polype.

وفي هذا الإطار، أنصح باتّباع الخطوات التالية:

بالنسبة لقوّة الصوت: يجب تجنّب الصراخ وإيجاد وسائل أخرى للتعبير عن الغضب أو الفرح، مع الحفاظ على قوة طبيعية ومقبولة للصوت خلال المحادثة وتجنّب الحديث في الأماكن الصاخبة لعدم الإضطرار إلى رفع الصوت، فضلاً عن عدم الإعتياد على الهمس لأنه مسيء للصوت أيضاً وتجنّب التحدّث مع أي شخص إذا لم يكن على مقربة منكم.

بالنسبة للوقت: يجب عدم التكلّم لوقت طويل وتعلّم فن الإصغاء، مع محاولة الصمت من 5 إلى 10 دقائق يومياً ولمرّات عدّة.

 

- كيف نحمي حنجرتنا؟

بما أن الصوت يصدر عن الحنجرة التي تعتبر عضواً كسائر أعضاء الجسم، فهي تحتاج إلى العناية بها، وغالباً ما يكون سوء استعمال الصوت نقطة البداية التي تؤدّي إلى حصول اختلالات. وعندما يتمّ الحديث عن سوء استعمال الصوت، فهذا يعني الشدّ على الصوت أو الصراخ أو جرح الحنجرة. لكن، قد يتعلّق سوء استعمال الصوت أيضاً بأسلوب الحياة المتّبع عموماً من قبل بعض الأشخاص، كالسهر المستمر والإستهلاك المفرط لجميع أنواع التبغ واتّباع أنظمة غذائية سيّئة والتواجد في أماكن تعبق بالدخان وتنشّق الغبار. ويساهم الإسترخاء إيجاباً في هذا المجال، لأن الإجهاد والضغط النفسي يؤثّران سلباً على الصوت.