ما هي توجهات السعوديين في عالم القراءة؟

7 صور

كثيراً ما نجد أن وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي تروج لجملة «أمة اقرأ لا تقرأ»، وفي الوقت نفسه تسجل معارض الكتب والمكتبات حضوراً قوياً للمجتمع السعودي، وتبهرنا الأرقام التي ترصد لمبيعات الكتب، ففي معرض جدة الدولي للكتاب سجلت مبيعات الكتب أكثر من 8 ملايين ريال سعودي، كما سجل حضور المعرض خلال 10 أيام ما يقارب 600 ألف زائر.
لكن يبقى السؤال هل هذه الأرقام تجعلنا نحكم، ونقرر أننا شعب قارئ؟
ربما البعض يأتي للزيارة من باب التنزه، والبعض الآخر يشتري الكتب ليزين بها مكتباته فقط، لذلك قررت «سيدتي» أن تقوم بزيارات لمعرض جدة الدولي للكتاب، ودراسة حقيقة الوضع من جمهوره، وخلال استطلاعات للرأي عن معدل القراءة، والدوافع لاقتناء الكتب ظهرت النتائج الآتية:
معدل القراءة
القراءة اليومية إلى الأسبوعية شكلت 46% من الحضور
القراءة الشهرية 28%
ندرة القراءة من 4 أشهر وأكثر 26%
أسباب ودوافع شراء الكتب لدى المجتمع السعودي
لتنمية الأسرة والطفل 22%
تطوير المهارات العملية والوظيفية 15%
توسع في الفكر والثقافة العامة من خلال كتب الأدب والتاريخ وكتب السير الذاتية والسياسية 51%
للترفيه والتسلية ليس إلّا 12%
النسب واقعية جداً، وإنساننا السعودي لديه إقبال حقيقي على الفكر والاطلاع، ولازال يبحث عن هويته.
هذا ما علق عليه مستشار التنمية البشرية بدر يماني، عندما عرضت عليه سيدتي نتائج الاستطلاعات، حيث قال: «هناك إقبال حقيقي وموجود، نجده في المكتبات ومعارض الكتب؛ لشراء الكتب والرغبة في التنمية والتطوير والتوعية، وهناك إقبال على الفكر بصفة عامة نجده حتى في قاعات التدريب والمحاضرات والمؤتمرات الثقافية، فالإنسان هنا يبحث عن «شيء ما» قد لا نستطيع تحديده في الوقت الحالي، لكن بحسب الاستطلاع فهو مازال يبحث عن هويته من خلال الكتب الأدبية والثقافية التي قد تعيد له الاتزان في زمن الأزمات، فالتعرف على فكر الآخرين من الروايات والسير الذاتية والكتب التاريخية والسياسية وغيرها تعني ماضياً يتعرف عبره الإنسان على نفسه «من يكون وماذا يريد»، لذلك نجد أن نسبة القراء الذين يقتنون الكتب لهذا الدافع هم الأعلى، لتأتي بعد ذلك كتب تطوير المهارات العملية والذاتية لتشكل الحاضر والمستقبل، وهنا يكون الإنسان قد قرر أنه جزء من منظومة اختارها لنفسه بعد تعرفه على هويته وماذا يريد».
مسألة شراء الكتب وعدم قراءتها ليست بمشكلة
عندما عرضت سيدتي على المستشار يماني، فكرة أن هناك من يقتني كميات من الكتب ويزين بها داره ومكتبته ولا يقرأ منها شيئاً قال: «اشترِ الكتب واجمعها حتى لو لم تقرأها فسوف يأتي الله بمن يقرأها» هذا ما قاله الشيخ ابن باز لأحد طلابه يوماً، فأنا لا أرى أن تزيين المكتبات بالكتب وعدم قراءتها تبدو مشكلة، فالكتب والعلم والمراجع هي إرث، فبعض كبار السن أتذكرهم في مكة أيام طفولتي كانوا أميين لا يقرؤون ولا يكتبون لكن كانوا يملكون مكتبات كبيرة يأتون بالصغار ليقرؤوا لهم الكتب، فاقتناء الكتب وتجميعها لا تثريب عليه فسيأتي اليوم الذي ستُقرأ فيه بالتأكيد».
لقاءات خاصة بسيدتي لزوار معرض الكتاب بجدة
أملك 100 كتاب
أسيل جنبي، خريجة جامعية، تقول: «خضت مجال القراءة بعد تخرجي في الجامعة، فقبلها لم يكن لدي الوقت للقراءة إلا في مجال دراستي فقط، ولم أضغط على نفسي في ذلك، فبمجرد تخرجي من الجامعة امتلكت 100 كتاب من كافة المجالات وقرأتها جميعها، وكنت أقرأ تقريباً كل أسبوع».
مكتبة العائلة
تقول أماني فرحات: «القراءة في عائلتي كانت شيئاً مهماً، وشغفاً بالفائدة المتبادلة بين الجميع، فعمي كان يمتلك مكتبة كبيرة جداً تحتوي كتباً من شتى العلوم والآداب، وكان يجول كل بلد في العالم ويقتني منها الكتب أيضاً، وكانت تلك المكتبة مفتوحة لكافة أفراد العائلة من صغار وكبار، وأكثر الأشخاص الذين استفادوا من هذه المكتبة أخي، فعندما كان صغيراً كان من أكثر المرتادين لهذه المكتبة ليظهر أثرها عندما كبر، وأنا شخصياً أغرس هذا المبدأ في أبنائي بتبادل الثقافة والفائدة من الكتب، فلا يشترون كتباُ مكررة، فكل منهم يشتري مجموعة ويتم تبادلها بينهم، فليس هناك إهدار للكتب، بل فائدة تعم الجميع».
امتلك كتابين منذ عام ولم أقرأ أياً منهم
روان عدنان طالبة جامعية تقول: «معدل قراءتي قليل، فأنا اشتريت كتابين منذ سنة تقريباً ولم أقرأ أياً منهم، فالقراءة لا تشدني كثيراً إلا إذا كان هناك موضوع أريد معرفته فقط، «تعلق ضاحكة» اليوم اقتنيت كتاباً واحداً فقط وسأحاول قراءته خلال هذا الأسبوع لكنني لا أضمن ذلك».
أما أختها رازان، وهي طالبة أيضاً، ترى بأن حبها للتعلم هو ما يدفعها لشراء الكتب وتقول: «وقتي مع الدراسة ضيق، لكن وجودنا في معرض الكتاب؛ لتقوية الجانب الثقافي لدينا والتعود على القراءة، فمثلاً اليوم تعمدت أن أقتني كتاباً خاصاً لتقوية اللغة الانجليزية لدي، فالقراءة بالنسبة لي يجب أن ترتبط بهدف وإلا فلن أقرأ».
مدرستي تشجعني على القراءة
جوانا جان، طالبة لم تتجاوز 16 من عمرها، حريصة بأن تقتني كتباً تحب قراءتها وتقول: «أنا جداً أحب القراءة وحتى الآن لدي 4 كتب خاصة بي قرأتها كلها، أما قراءتي الدائمة ففي المدرسة، فمدرستي دائماً تشجع على القراءة، وهي من حببني فيها حقيقةً».