سلة رمضان المكتبية الكتب الأكثر مبيعاً تخضع لمزاج القارىء

3 صور
يأتي تصنيف الكتب المعروضة متسقاً مع مزاج القارئ، الذي غالباً ما يحكم منطق البيع والشراء في عالم تجارة الكتب، التي تمر بحالة من الكساد أمام وسائل ترفيه، تحكم سيطرتها بالكامل على مجتمعات اليوم، وهو ما دعا أشرف بكر مدير قسم الكتب العربية بمكتبة تهامة لوضع هذا التصنيف، الذي يضع كتب المعلومات العامة والرواية والقصة القصيرة في جيب الباحثين عن التسلية والترفيه المعرفي.
وهو ما يتسق لحد كبير مع طاولات العرض، التي تستقبلك في الدور العلوي لمكتبة جرير، والتي تُعد بمثابة حل عملي للباحثين عن كتب التراث الإسلامي، وكتب السير التي تتناول شخصيات ذات ثقل ديني، ناهيك عن تلك التي تتناول سيرة رسول الأمة، محمد عليه الصلاة والسلام بمختلف إصدارتها، إلى جانب سيرة الخلفاء الراشدين، والصحابة رضوان الله عليهم.
إلا أن تسويق كتب الشخصيات يتجاوز مجرد توفيرها عند تهامة، ليصبح أكثر ارتباطاً بقائمة المسلسلات المعروضة على المحطات التليفزيونية، خلال شهر رمضان، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابي على بيع الكتب، كما أوضح بكر، مستشهداً بتسويق كتب تحكي سيرة الحجاج بن يوسف الثقفي، الذي تم تناوله من خلال الدراما العربية، ولاقت المؤلفات التي تناولته في فترة عرض المسلسل حينها إقبالاً كبيراً. إلا أن الأمر، حتى في هذه الحالة، لا يخلو من معايير أهمها أن تتفق رؤية الكتب مع الحالة المجتمعية؛ «لن يؤخذ بأي توجه صادم للمجتمع».
كتب معتقة
روحانية رمضان وارتباطه بمناسبات إسلامية، ليس آخرها فتح مكة، بدر المعركة، التي فصلت بين الحق والباطل، ناهيك عن ليلة فيه تساوي ألف شهر، جعلت إقبال مختلف شرائح المجتمع للبحث عن كتب تتعلق برمضان... الأمر الذي حمل جرير على توفير عناوين مثل أحكام الصيام، ورمضانيات، وواحات رمضانية. بالإضافة لكتب تتناول آلية لتنظيم الوقت في رمضان، وكيفية استغلاله بطريقة مثلى تناسب الحضور الشارد للشهر.
وفي الوقت الذي لا تحظى فيه كتب التراث الإسلامي والعربي بنسبة إقبال، يبدو أن ألف ليلة وليلة الذي يُعد واحداً من الكتب التي تم تصنيفها ضمن التراث العربي، والتي ارتبطت بالشهر الكريم، من خلال التناول الدرامي لقصصه... على الرغم من كونه من الكتب المتاحة على مدار العام، إلا أن حظوته في الترويج الإعلاني رغم ضآلتها، لم تمنع عشّاق تلك الليالي الألف من اقتناء الكتاب بقيمته الأدبية والمعرفية، التي لا تتسق مع ثمنه البخس. دون الالتفات لدار النشر أو اسم المؤلف.
أجواء شهر القرآن وتسابق الكثيرين لختم كتاب الله فيه، حملت تهامة على توفير عدد ضخم من المصاحف الشريفة، «تقريباً عشرة أضعاف العدد في باقي السنة، وكلها نافذة»، التي تحتل قائمة الأكثر مبيعاً، في ظل وجود كثافة عددية كبيرة للمعتمرين من الداخل والخارج، ممن يعتبرون «إهداء المصحف نوعاً من البركة»، كما أوضح بكر.
في حين جاء رواج كتب التفاسير متأرجحاً بين الكتب المتخصصة وأخرى أكثر بساطة، في محاولة منها لمساعدة المتدبرين مثل تفسير السعدي وابن كثير، التي لا يكاد بيت يخلو منها باعتبار أن «حركة دوران هذه الكتب أسرع في رمضان»، كما أوضح بكر، مؤكداً أن المعيار في توفير هذه التفاسير أنه تكون من الكتب الموثوق في الجهة الصادرة عنها.
كتب بلا ترويج إعلاني
وعلى الرغم من نجومية بعض الأسماء التي تتصدر مؤلفاتها منصات العروض، والتي لاقت شهرة كبيرة مثل: منال العالم، والشيف رمزي، بالإضافة لمشاهير قناة الطعام الأولى فتافيت... إلا أن زيادة الطلب على كتب تتمحور حول فنون المطبخ المحلي بالدرجة الأولى من باب المثل القائل «أهل مكة أدرى بشعابها»، جاء اهتمام القائمين على مكتبة تهامة؛ للحصول على إصدارات جديدة، تبعاً لزيادة وتيرة مبيعاتها عن باقي شهور السنة في ظل الإقبال عليها قبل دخول الشهر بأسبوعين على الأقل.
الأمر الذي جعل كتب المطبخ تحتل أعلى قائمة الكتب الأكثر مبيعاً في كافة المكتبات ودور النشر، وهو ما يحمل دلالة على ارتباط شهر الصوم عند كثيرين بمعدة فارغة على مدار 16 ساعة؛ هي عمر الصوم في نهار رمضان! وتلقى هذه النوعية من الكتب رواجاً كبيراً عند السواد الأعظم من السيدات، بمختلف الشرائح العمرية.

المؤلفون الأكثر مبيعاً
ولأن عالم الكتب واحد من العوالم النخبوية لم يعد مستغرباً أن يتم تسويق بعض الكتب من خلال أسماء لاقت وهجاً إعلامياً، وهو ما يبدو واضحاً في قائمة التوب تن، التي يتقاسمها كل من الشيخ محمد العريفي وعائض القرني، إلى جانب سلمان العودة، في نسبة الباحثين عن إصدارتهم، حتى قبل دخول الشهر الكريم، فيما سجلت إصدارات الداعية عمرو خالد والشيخ خالد الجندي تراجعاً، إلا أنه لم يخرج الاثنان من قائمة التوب تن العربية، في حين ظل طارق السويدان في واجهة العرض، من دون أن تتأثر مبيعات إصدارته بموسم.
يأتي ذلك في الوقت الذي لاتزال تحتل فيه إصدارات جرير المترجمة، والتي تتعلق بتطوير الذات وتنمية الشخصية قائمة الأكثر مبيعاً، فيما ظلت أسماء ويل كارنجي، وجون ماكسويل وجون جراي، أسماء تزاحم نجومية شيوخ الدعوة الإسلامية، ومدربي الحياة في منطقتنا العربية، من دون أن تُقصيهم.