خذي بعين الاعتبار صغر سنه

تجهل الكثير من الامهات متى يجب تدريب اطفالها على الصوم وكيف تبدا التدريب .... من هنا الممارس المعتمد في العلاج الأسري وتأهيل ضحايا العنف والإيذاء الأخصائي الاجتماعي ومستشار الإرشاد العائلي أحمد أبوشامة يشرح لنا متى يصح تدريب الطفل على الصوم في الحالات التالية:


• عند بلوغ الطفل العاشرة من عمره، إذ يمكن أن يمنع عنه الطعام والشراب لفترة قليلة، وننصح بأن يكون ذلك من بعد العصر حتى الغروب، ويمكن أن يكون ذلك بشكل متقطع طيلة شهر رمضان.
• في العام الذي يليه وعند وصول الطفل إلى سن الحادية عشر، يمكن الاستمرار بهذه الطريقة، أي صيام ثلاث ساعات يومياً طوال شهر رمضان المبارك، وإذا وصل الطفل سن الثانية عشر من عمره، فيمكن زيادة فترة الصيام لتصبح من طلوع الفجر وحتى العصر على أن يكون ذلك يوماً بعد يوم.
• عندما يصل الطفل إلى سن الثالثة عشر يمكن أن يدرب الطفل على صيام ثلاثة أيام من كل أسبوع صوماً صحيحاً منذ الفجر وحتى الغروب.
• عند وصول الأطفال إلى سن الرابعة عشر أو البلوغ يكونون قادرين على صيام أيام هذا الشهر الفضيل كاملة وبشكل تدريجي.
• إذا وجدت الأم عدم قدرة الطفل على إكمال يومه صائماً، فإنها تقدم له وجبة من الطعام والشراب، ثم تطلب منه أن يمسك عن الطعام مع توضيح أجر الصيام له ومراقبة الله عز وجل ورؤيته للصائم إذا أكل أو شرب بالخفاء.

إجبار الطفل على الصوم يعتبر أحد أنواع العنف
فرض الصيام على الطفل بالقوة وإجباره كرهاً على ممارسة سلوكيات لا يرغب بها هو قمع للمشاعر، وهذا يندرج تحت مسمى المعاملة الخشنة والقاسية لعموم الأطفال، وهو نوع من أنواع العنف الأسري، لكن الأكثر إيذاء وألماً عندما تنعكس هذه المعاملة وتبقى في اللاشعور وتنمو مع نمو الطفل البيولوجي والعمري لتتحد مع العوامل الأخرى وتدفع الطفل للانخراط والانزلاق في نفق الجريمة أو الإدمان والعداء للمجتمع والأسرة أو تدني مستواه العلمي والدراسي أو الإصابة بالعديد من الأمراض النفسية والعصبية.

للآباء: رفقاً بالأطفال حتى يبلغوا
مما لاشك فيه أن الأساليب التربوية الأسرية والحالة الصحية للأطفال تتفاعل مع بعضها البعض في ظل إيقاعات الحياة الاجتماعية اليومية، وتلعب دوراً مهماً في تشكيل شخصية مستمرة في نموها مع تقدم عمره، ويمارسها في تفاعله مع أقرانه وأسرته عبر مراحل عمره المتنوعة وفي علاقاته الاجتماعية، وبعضها ترافقه حتى نهاية حياته، من هنا أقول للآباء: عليكم بالرفق واللين والترغيب في توجيه الأطفال وتربيتهم، كما أدعو إلى نبذ العنف والتسلط؛ نظراً لما في ذلك من نتائج سلبية وخيمة على بناء شخصياتهم بناء متوازناً، ولكي لا يترك ذلك انعكاسات قاسية على نمو الطفل وعلى صحته وقدرته على التعلم.