التفكير في العلاقة الحميمة أثناء الصيام

التفكير في الجنس أثناء الصيام
2 صور

من المتعارف عليه، أن «الممنوع مرغوب»؛ فتجد نفسك تضحك في عزاء أو مقابلة شخصية لمجرد أن ذلك ممنوع، ونجد أنفسنا نفكر ونتخيل شكل مائدة الطعام والأطعمة المختلفة في نهار رمضان وقت الصيام؛ لأن الأكل ممنوع، وهكذا أيضاً في العلاقة الحميمة بين الأزواج؛ لأنها ممنوعة ومحرمة طوال فترة الصيام؛ فنجد أن التفكير في كل ما هو مثير حاضر إلى أذهاننا، كما أننا نشعر برغبة قوية لممارسة علاقة حميمة مع الزوجة أو الزوج؛ لذلك سيدي وسيدتي، عليكما معرفة سبب زيادة رغبتكما وتفكيركما بالعلاقة طوال فترة الصيام، وهو أمر نابع من الجهاز المركزي العصبي والحالة النفسية، وهذا ما سيستوفي شرحه الأخصائي النفسي، منتصر نوح فيما يأتي:

إن تلك الأيام هي أيام فضيلة، ويجب علينا استغلالها أفضل استغلال، وألا نضيعها هباء منثوراً، ونخرج منها خاسرين، وذلك أمام لحظات ضعف يمكن أن نكبحها؛ فبداية أحب أن أوضح أن الزوج أو الزوجة نفسياً ينتابهما شعور بالرغبة بقيام علاقة حميمة؛ لأنها ممنوعة وغير متاحة حالياً؛ فتكون مستقبلات الإثارة لديهما عالية جداً، وقد يكون أقل شيء أو أبسط لمسة يقومان بها عادةً قد تثيرهما؛ لذلك فإن اجتناب الاحتكاك المباشر أو غير المباشر مطلوب طوال الصيام، كما أود إعلامكم بأن العلاقة الحميمة تتم من خلال المخ وليس من خلال القلب أو المشاعر الغريزية أو غيرها، بمعنى أن المخ إذا قمنا بتغذيته بخيالات وأحلام وأفكار عن العلاقة، سيرسل بدوره تلك الإشارات إلى الجهاز العصبي على أنها عوامل إثارة، وبالتالي سيثار الشخص الذي جمح بخياله بتلك الأفكار.

فالرغبة تبدأ في الجهاز العصبي المركزي، كما يختلف نقصانها أو زيادتها باختلاف شيئين: أحدهما لا إرادي، وهو استحضار الخيالات وأحلام اليقظة التي توقظ بدورها إلحاح الغريزة، والتي يعتقد البعض فيها ظلماً أنها لا رادع ولا قاهر لها، وإذا حصرنا ترجمة الصيام كعبادة روحانية في الامتناع عن الطعام والشراب حتى أذان المغرب؛ فبالتأكيد لن يتوقّف إلحاح الرغبة؛ خاصة إذا تمت تغذيتها بتلك الخيالات والتصوّرات ذات الملامح عن العلاقة، والتي تثير الرغبة ولا تخمدها؛ بل تشوّه الصوم أيضاً، والذي يجب أن يمتلئ بالترفُّع عن الرغبات الجسدية بين المتزوجين.

أما من الناحية النفسية فيشعر الصائم بإحساس قوي ونفسي بممارسة العلاقة الحميمة، ومجرد تفكيره في خيالات العلاقة الحميمية، يشعر بنشوة وإحساس بالرضا، وبإمكانك أيتها الزوجة وأيها الزوج أثناء صيامكما القيام بالتالي:


- استعينا بالصبر والصلاة؛ فعندما تبدأ خيالاتكما برسم العلاقة، عليكما بالتوضؤ فوراً والصلاة.


- اجعلا فترة صيامكما مشغولة، ولا تتركا أنفسكما للفراغ؛ لأن وقت الفراغ قد يكون سبباً لكثرة الذنوب والمعاصي من خلال التفكير فيما يبطل صومك.


- إذا شعرت بأن ملابس زوجتك قد تثيرك، اطلب منها ارتداء ملابس أطول أو أوسع.


- مارس الرياضة أثناء صومك لمدة تتراوح بين 30 دقيقة و60 دقيقة.


- التزم بالتسبيح الدائم والاستغفار، حتى إذا لاحت في رأسك فكرة العلاقة الحميمة، تجد لسانك رطباً بالاستغفار؛ فترجع عما تفكر فيه.