قصص «التخبيب» في المحاكم.. حديث المجالس

سامي الأنصاري
ريان قربان
3 صور

من بديهيات الحياة الزوجية وجود المشاكل في ثناياها، وفي حالات كثيرة يكون بعضها نكهةً وتزيد العلاقة ترابطاً ومتانة من خلال التفاصيل التي تحويها، وفي حالاتٍ أخرى يكون بعضها مؤدياً إلى أروقة المحاكم لرغبة الانفصال وعدم الاحتمال مع تعدد الأسباب وتنوعها.
ومن القضايا التي أصبحت تملأ أروقة المحاكم السعودية مؤخراً قضايا «التخبيب» بين الزوجين، فبحسب وزارة العدل فإنه خلال ثمانية الشهور الماضية كان هناك 62 قضية تخبيب، سواء زوجة ضد زوجها أو زوج ضد زوجته، 22 قضية منها تصدرت محاكم الرياض، ومنطقة مكة المكرمة 17 قضية، ومحاكم القصيم 7 قضايا، وقضيتان لكل من عسير وتبوك والمدينة وحائل والباحة والجوف، أما جازان ونجران فقضية لكل منطقة.
ولتسليط الضوء أكثر على «التخبيب» توجهت «سيدتي» إلى المحامي ريان قربان، الذي وضح أن إفساد قلب المرأة على زوجها والسعي للإفساد وخروجها عن طاعته ليتم الطلاق وتتزوج بغيره يعد «تخبيباً». ورغم أن النكاح الذي يأتي بعد التخبيب هو زواجٌ صحيح، لكن لا يكون صالحاً ويعد من الذنوب العظيمة. مشيراً أن مثل هذه القضايا صعبة الإثبات، وتختلف القرائن من حالة إلى أخرى بحسب الزمان والمكان، إما عن طريق الرسائل أو المكالمات أو الوعد بالزواج، كإيجاد ورقة بذلك أو هدية ثمينة، أو قد يكون هناك شهود فتقوى القرائن، وفي حال تم إثبات الاتفاق من الطرفين (الزوجة والمخبب) فإن العقوبة المترتبة على كليهما عقوبة تعزيرية يحددها القاضي على حسب الضرر الناتج، والعقوبة ما بين التعهد إلى السجن والجلد والغرامة، وتشديدها عند حدوث الانفصال بينهما، وفي حال استخدم «المخبب» وسائل إلكترونية لإفساد العلاقة، فإنه يتم تطبيق نظام الجرائم المعلوماتية المنصوص عليها في النظام الذي يقضي بالسجن والغرامة.
وفي نفس الشأن صرح الدكتور سامي الأنصاري، مستشار أسري لـ «سيدتي» أن حالات كثيرة تصله إلى العيادة لنساء نادمات بسبب انهيار حياتهن الأسرية لاستجابتهن للتحريض والتخبيب من قبل طرف خارجي، واصفاً المرأة التي تستجيب للتغرير «بالضعيفة». وعن أسباب استجابة المرأة وانصياعها للتخبيب أشار إلى أنها كثيرة، أبرزها عدم تكافؤ الزواج، أو عدم مبادلة الزوج للعواطف والمشاعر معها، فتذهب للبحث عنها مع شخص آخر، وأيضاً إن الكثير من الزوجات تفتقد للاستماع لهمومها وآرائها من قبل زوجها، فعندما تجد من يستمع لها تبدأ في الارتياح إليه.
ومن منطلق خبرته أشار أنه مهما كان واقع المرأة مع زوجها مأساوياً، فسعادتها ملكها وليست مرتبطة به. وخوف النساء من نظرة المجتمع عندما تصبح مطلقة يجعلها تضحي بحياتها، لذلك تقدم التنازلات منذ بداية زواجها وتستسلم، وذلك كفيل بأن يجعل الرجل يتمادى، لذلك على المرأة أن لا تنصاع وراء ظاهر الحديث من أي رجل، وأن تقرر وحدها ما تريده وتحدد سعادتها.