أزواج ينتظرون حتى فوات الأوان

2 صور

من أخطر الأمور التي قد تعصف بالعلاقة بين الزوجين الإهمال حتى فوات الأوان، والكثير من العلاقات تنهار؛ لأنه قد فات أوان الإصلاح، وتفسد الكثير من الأمور؛ لأن الطرفين لم يستجيبا للمؤشرات حتى فات الأوان.

حول هذه النقطة الحساسة يتحدث لنا المستشار الأسري والمدرب عارف الدوسري من خلال السطور التالية ويوجه النصائح اللازمة لكل زوجين قبل فوات الأوان:
بداية يقول الدوسري: من أكثر الأمور المفجعة التي أجدها في العديد من الاستشارات الزوجية هي مشكلة الانتظار حتى فوات الأوان، فلماذا ينتظر الناس الكارثة تحل ببيوتهم ليظهروا روعتهم؟ لماذا ينتظرون حتى يكره الطرف الآخر نفسه ليلبوا له مطلبه؟ لماذا لا ينتبهون إلى من يحبهم إلا بعد أن يهجرهم؟ لماذا يبذلون جهوداً جبارة لاستعادة ما أضاعوه عندما كان بين أيديهم؟ لماذا ينتظر الناس كل هذا الوقت حتى يذبل الطرف المقابل من الانتظار والتسويف والإهمال أو حتى إنقاذ النفس؟

ويرى الدوسري أن أسباب هذا الانتظار تتلخص في الغفلة أو الغباء، وعدم الوعي بقيمة العلاقة، وقد يكون "الإيجو" المتضخم الذي يمنع الإنسان من رؤية الحقيقة واتخاذ التصرف المناسب للحفاظ على العلاقة الزوجية وإنقاذها حينما تتعرض للخطر.

وينصح الدوسري كلا الطرفين قائلاً: من أراد أن تستقيم حياته، فعليه أن يكون منتبهاً للأمور الصغيرة، فعندما يطلب منك زوجك أن تعبري له عن اهتمامك، فهو يعني ما يقول، وعندما يلمح لك بأنه قد يتزوج عليك، فهذا يعني أن هناك نقصاً يشعر به، فاجلسي معه وانظري إلى ما يحتاج، ولا تنتظري حتى يتعلق قلبه بأخرى؛ لأنه سيكون قد سئم منك وتألم كثيراً، بينما تتحججين أنتِ بمشاغل البيت والأولاد، وكان بإمكانك مساومته بطريقة لطيفة على تحمل بعض المسؤوليات مقابل تفرغك له، لكن "الإيجو" يمنعك.


لماذا لا تسمع زوجتك عندما تقول لك: أنا مرهقة؟ لماذا لا تسمعها عندما تقول لك: نريد أن نخرج للترفيه؟ لماذا دائماً هي التي توافق على رأيك؟ هل تعتقد بعدم وجود رأي لها؟ هل تعلم أن من الحكمة أن تجعلها تفوز عليك وتتفوق عليك أحياناً؟ فلا تكونوا ممن لا يشعرون بقيمة الأشياء والأشخاص إلا عندما يفقدونهم، هل يجب أن تخسر شريك حياتك لتفهم؟


وأضاف: تصرفوا الآن، فإن كنتم تريدون التعبير عن مشاعركم لإنسان، فعبروا عنها الآن، وإن كنتم تريدون أن تسعدوا إنساناً، فأسعدوه الآن، ولا تنتظروا حتى تفقدوه أو يتوفاه الله، ثم تندبون حظكم، الحياة هي الآن، ومن لا يعرف قيمة اللحظة يدفع الثمن مضاعفاً ولا عزاء له.