مغامرة فلسطينية خالصة، وعشق فلسطيني خالص، عاشقان فرقتهما حدود كبيرة، وجمعتهم فلسطين بأيام قليلة عمراً كاملاً، جمعهم اللجوء والنزوح والتشرد والتاريخ، وكل ما أصاب فلسطين الجميلة الصامدة من تعب.
هذا ما قدمته المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر من خلال فيلمها "ملح هذا البحر"، الذي أنجزته عام 2008، وعرضته بحضورها شخصياً بافتتاح مهرجان "قلنديا" الدولي بدورته لهذا العام 2016، والذي للمرة الأولى منذ تأسيسه يقدم فعالياته بأكثر من مدينة عربية وعالمية هي "حيفا، غزة، لندن، بيروت، عمّان، القدس، رام الله، بيت لحم".
حب بعيداً عن الرصاص..
قدمت المخرجة آن ماري جاسر في عملها السينمائي "ملح هذا البحر"، قصة حب فلسطينية بين الشخصيتين الرئيسيتين في العمل وهما "ثريا" الفتاة الفلسطينية التي عاشت حياتها كاملة خارج أرضها، حيث ولدت بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، و"عماد" ابن رام الله الفقير الذي يكافح لكي يعيش ويحظى بحياة كريمة.
تعود ثريا إلى البلاد لكي تطالب بمال جدها الذي تركه بأحد البنوك قبل "نكبة الـ48"، ولكنها تتفاجئ أن جميع الأموال والممتلكات التي كانت قبل هذه المآساة، قد خسرها أصحابها، وتبذل كل جهدها في محاولة المطالبة بحقها وميراث جدها ولكن بدون فائدة، في تلك الأثناء تتعرف على عماد الذي يعمل نادلاً لأحد المطاعم، وتأخذهما علاقة صداقة قوية، تتحول إلى حب فيما بعد.
تفكر حينها ثريا أن تأخذ حقها بيدها، فتقرر أن تسطو على فرع المصرف الذي كانت فيه تركة جدها بمساعدة عماد وصديقه، وفعلاً وبشكل لا يُصدق تنجح خطتهم وتسرق فقط المبلغ الذي تركه جدها قبل أن يموت، وهنا تبدأ مغامرة فيها من الحب والتعب والمشاعر المتضاربة ما فيها، وتجمع بين عماد وثريا، يتجولان بين عدة مدن فلسطينية بشكل غير شرعي أو قانوني – حسب قوانين الإحتلال -، حتى تنتهي هذه الرحلة بأن تمسك بهم الشرطة لأنهم خالفوا قوانين الإقامة، فيتم تسفير ثريا إلى أميركا، وسجن عماد، لتبقى قصة حبهما ومغامرتهما محفورة لا تُنسى ولا يمكن أن يمحيها الإحتلال.
آن ماري جاسر تتحدث عن الفيلم..
وبتصريح خاص لـ"سيدتي.نت" قالت المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، أنها حاولت من خلال عملها هذا أن تكسر النمطية التي تُقدم بها الأعمال الفلسطينية، وتخرج من إطار "الكلاشيهات" التي شهدتها هذه الأعمال بشكل عام، من خلال تقديم عمل يعرض الحالة الإنسانية للفلسطيني عبر قصة حب ورحلة "غير قانونية" في البلاد، تحمل الكثير من المشاعر.
جوائز ومشاركات...
نال الفيلم جائزة أفضل سيناريو في مهرجان دبي السنيمائي، وأفضل فيلم في مهرجان "ميلانو". كما تم ترشيحه لفئة أفضل فيلم أجنبي في مهرجان "كان" 2009، وتنافس على جائزة الكاميرا الذهبية لأفضل أول فيلم، ورشح في أكاديمية الفنون لأحسن فيلم أجنبي، كما كان افتتاح مهرجان القصبة في رام الله في عام 2008.
فيلم "ملح هذا البحر" هو أول فيلم روائي طويل للمخرجة آن ماري جاسر، بعد سلسلة كبيرة من الأفلام القصيرة والوثائقية، حيث لاقى نجاحاً كبيراً وانتشاراً واسعاً، إضافة إلى آراء النقّاد الذين أشادوا به.
الفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" في مهرجان "قلنديا"
- ثقافة وفنون
- سيدتي - نت
- 06 أكتوبر 2016