المرأة في "دبي السينمائي".. نضج وثائقي وفقر درامي

لقطة من جان دارك مصرية
من العاصفة السوداء
من جان دارك مصرية
من العاصفة السوداء
4 صور

عرض في مهرجان دبي السينمائي الفيلم الوثائقي الإبداعي "جان دارك مصرية" للمخرجة إيمان كامل، المشارك في مسابقة المهر الطويل بعرض أول في العالم.
يتحدث الفيلم عن تجارب 9 نساء مصريات يستعرضن المتغيرات الحياتية التي طرأت على شخصياتهن.
نهلة، ريم، نادية، سارة، سلمى، دينا، ندى، إيمان وإيلينا نساء استطعن تحطيم الحدود التي يفرضها المجتمع بسلطته الذكورية على المرأة، وذلك من خلال كسر المحظور الفكري برأس كل واحدة منهن، والبحث عن ذواتهن بدون أطر أو قيود، لتحاكي المخرجة "كامل" الجسد والفكر والروح من نماذجهن المتنوعة كالراقصة والحرفية والمصورة و المغنية والمخرجة، وذلك بعد الثورة المصرية في 2011 ضمن مقاربة اعتمدتها بعنوان الفيلم "جان دارك مصرية" بالنموذج النسائي الشجاع لجان دارك وهي فلاحة وبطلة قومية فرنسية كان لها دور مهم في حرب المئة عام بين انكلترا وفرنسا لصالح بلدها والتي أعدمها الإنجليز 1431 بتهمة الكفر والزندقة وهي بعمر 19 عاماً ما حولها لرمز ديني.
من هذه المقاربة التي تعمدتها المخرجة بين النساء المصريات والقديسة الفرنسية نلحظ التقاطعات الفكرية التي تود إيصالها للجمهور مثل الإيمان بالنفس والإرادة الحرة والذي بهما يكون التوازن الفعلي للذات والمجتمع
فيلم يمتاز ببساطة التصوير وجمال الصورة ركزت المخرجة فيه على قدرة عدستها محاكاة الحس الكامن داخل المشاهد معتمدة على تقنيات كتثبيت الصورة بلحظة ما واستمرار الصوت المرافق لها كدلالة على أن اللحظة التي تمر لا تنتهي تماماً بل تستمر بخيارات نسائها، فهن بالنهاية أصحاب القرار طالما كان العقل والحس والثورة المرجع الثابت لهن.

بوصلة أخلاقية
أما فيلم "العاصفة السوداء" للمخرج العراقي "حسين حسن" المشارك في مسابقة المهر للأفلام الروائية الطويلة والذي يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فيتحدث عن هجوم ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" على إحدى القرى في العراق حيث يقتل ويأسر ويأخذ النساء سبايا لبيعهن في سوق العبيد.
البطلة في الفيلم كانت قد خطبت لأحد الشبان قبل أيام من الهجوم، والتي كانت من إحدى الأقليات الدينية تؤخذ سبية وتغتصب. يستطيع خطيبها تحريرها ويعيدها لأهلها المستقرين في أحد مخيمات اللجوء في العراق.
هنا يظهر عليها ما قد حصل لها من الرعب والخوف والصمت والدموع، بينما الأهل والخطيب يقفون معها في محنتها على عكس المجتمع المحيط الذي رأى فيها العار والشرف المفقود. يبدأ الصراع بالتصاعد مع معرفة حمل الفتاة ما يطرح السؤال الأخلاقي الأكبر أمام خطيبها الذي لم يستطع التخلي عنها وبقي قلبه هو البوصلة.
حقيقة الفيلم بحكايته وحبكته وبأداء شخوصه لا يرقى للمعاناة التي مازلنا نعيشها،
وكانت الملامسة للمأساة الحقيقية سطحية مرتكزة على الكليشيهات التمثيلية، بعيدة عن الجوهر التراجيدي لما حصل ومازال، خاصة وأن الوقت الذي مر بعد انتاج الفيلم غير كاف نهائياً لتخمير الأفكار وتحليلها وعرضها بمنتج سينمائي يحاول محاكاة أخطر المآسي في عصرنا الحالي.