تجار البخور والعطور يهددون النمر العربي!

النمر العربي مهدد بالانقراض
سلطت مجلة «نيو ساينتست» العلمية مؤخراً الضوء على النمر العربي المهدد بالانقراض؛ بسبب شغف تجار البخور والعطور باجتثاث شجر البان الذي يتخذه نحو 200 نمر وهم ما تبقى في سلطنة عمان مأوى لهم.
وحسب المجلة، فإن محافظة «ظفار» العمانية، وتحديدًا جبل سمحان؛ أحد الجبال الشاهقة في شبه الجزيرة العربية، هي موطن النمر العربي المنتمي إلى فصيلة القطط البرية، وإنه على الرغم من أن محمية جبل سمحان الطبيعية تعد من أكبر محميات الحيوانات النادرة في سلطنة عمان؛ فإن هذا كله لم يَحْمِ النمر العربي من تطفل تجار العطور والبخور.
ونقلت المجلة عن أحد المتخصصين بالحياة البرية في مكتب حماية البيئة قوله إنه لا أحد يستطيع أن ينكر أن عمان تحتفظ بالنصيب الأكبر من الـ200 نمر العربية المتبقية على كوكب الأرض، إلا أن جماعات الفهود العربية المقيمة بجبل السمحان شهدت العديد من المضايقات خلال الفترة الأخيرة دفعتها إلى الانكماش جهة الجنوب بعيدًا عن تطفل البشر.
وأوضح أن رعاة الجمال وتجار العطور هم أبرز من يعمل على مضايقة النمر العربي؛ إذ يتوافد العديد من الأشخاص المهتمين بالبحث عن شجرة البان الشهيرة المستخدمة في صناعة العطور والعقاقير؛ لأن هؤلاء الأشخاص وضعوا خيامًا شبه دائمة لهم فوق الجبل، كما صاروا يشاركون النمر العربي في مأكله ومشربه؛ ما أدى إلى نقص كبير في الماء وفي حيوانات الغزال والوعال التي كانت مصدر غذائه.
يذكر أن شجرة اللبان، منذ القدم كان لها حضور تاريخي هائل جعل منها جسراً للتواصل بين حضارات العالم القديم قبل أكثر من 7 آلاف سنة. ولأجلها تحركت القوافل التجارية، في رحلات شاقة من ظفار جنوبي عمان، إلى شواطئ جنوب العراق، واالشام ومصر القديمة، وحتى غزة الفلسطينية الساحلية، التي حملت منها السفن ثمار الشجرة الظفارية إلى البلدان الأوروبية، وخاصة روما القديمة.