المجاهرة بالخير.. كيف ينظر إليها الناس؟

بسمة محبت
رحاب نعيم
الإعلامي محمد أبو عبيد
محمد بكر
5 صور

تنتشر أعمال الخير وتكثر في مواسم العبادات كشهر رمضان المبارك، والعشر الأوائل من شهر ذي الحجة من قبل أغلب أفراد وشرائح المجتمع، وذلك سعياً لكسب الأجر من خلال مساعدة الغير، حيث تتمثل أعمال الخير تلك في حملات لإفطار الصائمين، وإقامة موائد يتم من خلالها دعوة المحتاجين لتناول وجبات السحور، وتوزيع السبح، وتجهيز كسوة العيد للأطفال الأيتام والأسر المتعففة، والتصدق بمبالغ ماليَّة، وغيرها.


لكن هناك من يفضل التستر على تلك الأعمال، التي يقوم بها ليجعلها بينه وبين خالقه مخافة الوقوع في الرياء، وهناك آخرون لا يرون حرجاً في إشهار أعمالهم الخيريَّة، حيث يقومون بنشرها على حساباتهم في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، بغرض حث الآخرين وتشجيعهم على المبادرة ومساعدة الآخرين.
«سيدتي» طرحت سؤالا: هل أنت مع فكرة إشهار أعمال الخير، التي تقوم بها أم تفضل عملها في الخفاء؟ على بعض الشباب والشابات فجاءت آراؤهم متفاوتة كالاتي:


الرغبة الحقيقية
بداية قالت طالبة علم الاجتماع، بسمة خالد محبت (23 عاماً): أنَّ رأيها في هذا الموضوع ينقسم إلى قسمين، فهي تؤيد الفكرة بشرط عدم تخطي حدود الله بالإضافة إلى الرغبة الحقيقيَّة في مساعدة الناس، أما في حال كان العمل مسيئاً ولا يفيد الناس، فهي ضد الفكرة. وختمت مستشهدة بقوله تعالى: (لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا، إِن تُبْدُواْ خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُواْ عَن سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا).


النية هي الحكم
أما حسنة يعقوب (20 عاماً)، طالبة العلوم الإداريَّة، فترى أنَّ الأمر يعتمد في الدرجة الأولى على نيَّة الشخص، فقد يكون هدفه تفشي عادة حسنة في المجتمع، وقد يكون هدفه رياء.


لا يعدّ رياء
محمد بكر من مشاهير «السوشيال ميديا» وطالب إدارة عامة بجامعة القصيم قال: التشهير بأعمال الخير يعتبر من باب الحث على الخير لا الرياء، جاء ذلك عندما تم انتقاده لنشره فيديو مصوراً يظهره وهو يقوم بدفع مبلغ معين إلى جهة خيريَّة تعنى بحفظ القرآن الكريم.
أعمال خيرية من اجل الكاميرات
أما إعلامي قناة العربيَّة، محمد أبو عبيد، فانتقد الفكرة على حسابه في «تويتر» بعبارة: بعض ميسوري الحال وكثيري المال يقومون بأعمال خيرية ابتغاء الكاميرات!.


راي الاجتماعي
مؤسسة مجموعة أرتال للمبادرات الاجتماعية والناشطة الاجتماعيَّة، رحاب نعيم، قالت: الشباب عادة يتوجهون إلى تقليد الغير، فلماذا نترك لهم المجال ليقلدوا الخطأ بينما الصحيح موجود؟
كما رأت أنَّ المجاهرة بالخير أفضل بكثير من المجاهرة بالمعصية، وختمت بقصة استفادت منها مجموعة أرتال للمبادرات وقامت بتطبيقها على مدى 3 سنوات، وهي قيام شخص بنشر فيديو له على حسابه على «تويتر» يقوم من خلاله بتوزيع بطاقات إعادة شحن خطوط الاتصالات لعمال النظافة المنتشرين في الشوارع كنوع من المعايدة في أيام الأعياد، لتقرر المجموعة بعدها السير على خطاه وتقليده في ذلك العمل الخيري.