أول سفيرة سعودية في اليونيسكو "حياة سندي"

حياة.. اسم على مسمى.. مليئة بالحياة، تحب الشعر، والتأمل، اجتماعية من الدرجة الأولى، وتحرص على التقاليد السعودية، تمارس الرياضة، وتشجع النادي الأهلي السعودي، تهوى الطبخ أيضاً.. في الوقت نفسه تم اختيارها ضمن 15 شخصية عالمية ستغير وجه العالم، تحفظ كتاب الله كاملاً، وعالمة في التقنية الحيوية.. لها مشروعها العلمي لخدمة البشرية، حاصلة على درجة الدكتوراه من جامعة كامبريدج، وحالياً باحثة وزائرة بجامعة هارفارد الأمريكية.. تفاصيل أخرى في مشوار العالمة السعودية حياة سندي، خصوصًا بعد اختيارها كأول امرأة سعودية سفيرة في منظمة اليونيسكو.

"سيدتي نت" باركت لحياة سندي وأجرت معها لقاء خاصا:

من أول من أبلغك بنبأ تعيينك كأول سفيرة سعودية في العلوم بمنظمة اليونيسكو؟
سفير المملكة في اليونيسكو الدكتور زياد الدريس.

ومن أول من هنأك بهذا الاختيار؟
أمي، حين رأتني في قناة باريس لايف أثناء إذاعة الخبر، هاتفتني وباركت لي نجاحي، واختيار اليونيسكو لي.

على أي أساس يتم اختيار سفراء اليونيسكو؟
يتم الاختيار وفق الإنجازات التي يقدمها الذي يتم اختياره، فاليونيسكو منظمة تعمل على نشر العلوم والتكنولوجيا ليكون العالم أفضل ويعم السلام والتعليم في الأرض.

ماذا قالوا لك العلماء في اليونيسكو حين تم اختيارك وتكريمك؟
قالوا لي: "أنت جئتِ إلى عائلتك".

كيف كان حفل التكريم وأين؟
كان الحفل أكثر من رائع، كانت القاعة في باريس ممتلئة عن آخرها.

وماذا عن الحضور السعودي للتكريم؟
كان ممتازًا، حضره دبلوماسيون، والأمير بندر بن فيصل، والكثير من المثقفين والعلماء في مختلف المجالات.

الحياة الشخصية
ماذا كان شعورك ساعتها؟
غمرتني السعادة من أول لحظة تم إبلاغي فيها لأرفع اسم بلدي عاليًا، وأضيف إلى إنجازات المرأة السعودية منجزًا جديدًا أفخر به.

أين حياتك الشخصية وسط كل هذا الزحام العلمي، هل هي مؤجلة؟
أبدًا ليست مؤجلة، وإنما تستطيع أن تقول "المرحلة المناسبة في الوقت المناسب"، هذا كل ما في الأمر، فحياة الإنسان عبارة عن مراحل، ولكل مرحلة وقتها المناسب.

لماذا أنتِ بعيدة عن الإعلام؟
الإعلام هو البعيد عني.

كيف هذا؟
أنا لا أظهر في الإعلام إلا عند تحقيق إنجاز يستحق الظهور لأجله، وغير ذلك فلا.

ماذا عن اختيارك ضمن 15 عالماً حول العالم ينتظر أن يغيروا وجه الأرض؟
اختارتني منظمة "بوب تك" Tech Pop الأمريكية، ضمن أفضل 15 عالماً حول العالم ينتظر أن يغيروا من وجه الأرض عن طريق أبحاثهم ومبتكراتهم العلمية في شتى المجالات، وتم اختياري لأصبح أول امرأة عربية سعودية يتم اختيارها ضمن أفضل 15 عالماً من قبل المنظمة، وهي منظمة مستقلة يتكون معظم أعضائها من حملة جائزة نوبل، بعد متابعة دقيقة لأبحاثي العلمية والإنسانية لمدة عشر سنوات.

نشأة محافظة
الدكتورة حياة سندي.. نود إلقاء الضوء على نشأتك السعودية، وكيف أثرت عليك؟
الجو العام الذي نشأت فيه يؤهل لما أنا عليه الآن، ولدت في مكة المكرمة، وانتقلت العائلة إلى الرياض بسبب عمل والدي، وعائلتي سعودية محافظة على الدين والتقاليد، غرست داخلي القيم النبيلة من حب الدين والعلم معاً، وأبي كان يؤمن بأن الدين والعلم هما أساسا الحياة، ومنذ صغري كان يملأني حب للعلماء، عرب وغير عرب، مسلمين وغير مسلمين.

وكنت أقرأ كثيراً، كنت أجلس أتفكر وأتدبر في الكون، وكان المدرسات في المدرسة يتوقعن لي شأناً كبيراً، لأني كنت أؤلف القصص القصيرة، وأكتب أفكاري بطريقة مرتبة، ورأت إحدى الموجهات أوراقي فقالت إن لي مستقبلاً غير عادي، والمدرسات كن لتفوقي يجعلنني أدرس للبنات.

متى بدأت مرحلة تحديد الأهداف في حياتك؟
كل هذا بدأ بحفظ كتاب الله، وحبي للدين وفخري بإسلامي جعلني حريصة على أن أتلقى العلم من جميع روافده، وكنت أسأل أبي هل العلم أساس النجاح، فكان يجيبني بلغته البسيطة، نعم، فكنت أقول، أتمنى أن أصبح عالمة تخدم البشرية، والحمد لله أن وفقني لذلك.

المحطة الأهم
ما المحطة الأهم في حياتك؟
حين ذهبت إلى بريطانيا، وطلبوا مني عمل الثانوية من جديد، كانت مرحلة صعبة، وأعتبر أن دخولي باب الجامعة للمرة الأولى المحطة الأهم في لندن، ثم محطة الاختراع التي لفتت الأنظار إلى عملي.

نود أن نلقي الضوء على مجال تخصصك بلغة مبسطة؟
"النانو" والتقنية الحيوية، وهي تطبيقات للعلوم، وهي تعدّ مرحلة تطبيقية لكل ما تعلمته، التقنية الحيوية تدرس كدراسات عليا لتطبيق العلم عن طريق اختراع دواء أو تشخيص مرض، تخصصي في مجال تطبيق العلوم على الواقع، فكثير من العلماء اختاروا العلوم، والسؤال هو كيف يتم تفعيلها، وأنا أحب أن أطبق عملي على أرض الواقع لإفادة البشرية.

انتصار علمي
ما آخر اختراع قمت به لإفادة البشرية على حد تعبيرك؟
التشخيص، ومتابعة وكيفية تفاعل الدواء في الجسم، فالإنسان العادي يذهب إلى المعمل لإجراء الفحوصات والتحاليل في البلاد المتحضرة، ويكلفه ذلك الكثير، أما الناس الفقراء فقد حولت لهم هذه المعامل إلى مجموعة من أوراق الاختبار، كل ورقة تقوم بعمل اختبار أو تحليل ما في الجسم، ويسمونها (متنقلة) تكلفتها سنت واحد، هذه الأوراق فيها مواد كيميائية وتدل كل ورقة على تشخيص ما.

قمت بهذا العمل وحدك؟
لا، بل كان معي فريق عمل من العلماء مكون من 17 عالماً، وقد فزنا بالجائزة الأولى من جامعة هارفارد، والجائزة الثانية من جامعة (mit).

ما شعورك بهذا الانتصار العلمي؟
شعرت بالمزيد من المسؤولية، وقلت هذا تحفيز للشباب والشابات بتقديم كل ما لديهم من أجل مجتمعهم، وهذا الفوز فخر لي، وإن شاء الله أعطي أكثر وأكثر.

العقول المهاجرة
كيف يمكن فوزك تحفيز للشباب والشابات؟
في بلادنا الناس متعطشون لمعرفة أخبار العصاميين من الناس، نحتاج إلى هزة في أنفسنا، فأي إنسان قادر على الاختراع، فقط ينقص شبابنا وشاباتنا المزيد من الثقة في النفس، وأعتقد أني أنا وغيري من الذين قدموا اختراعات تخدم البشرية من الممكن أن تحفظ الباقين.

كيف تقيمين التعليم العربي؟
التعليم في أي دولة من المفروض أن يراجع كل عام، لأننا حين نعلم ننتج، والتغيير مطلوب حتى يتماشي مع الإنجازات التي تحدث حولنا، العلم هو طريقنا للمستقبل، في أمريكا وبريطانيا تتم مراجعة المناهج، فلابد أن تتماشي المناهج على أساس المتغيرات العلمية، والتعليم العربي يحتاج لهذه المراجعة من أجل التطور مع الحفاظ على مبادئنا الإسلامية.

في ظل ما يعرف بهجرة العقول، أما آن الأوان لعودة هذه العقول إلى أوطانها؟
العقول المهاجرة تتمنى العودة إلى أوطانها بشرط توفر المناخ المناسب، لكن طالب العلم يطلبه في كل مكان، في الصين، أمريكا، وبريطانيا هيؤوا مراكز الأبحاث للعلماء، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي قام خادم الحرمين الشريفين بافتتاحها مؤخراً هدفها استحداث مستوى عالمي من البيئة والمناخ المناسب للطالب والأستاذ، هدفها أن تكون باب لعودة العلماء المسلمين، فالغربة أمر صعب.

هل واجهت صعوبات بسبب الحجاب؟
حين تدخل المجال العلمي تجد أن معظم العلماء ملحدون، لكن لا أحد كرهني بسبب الحجاب، فقط كانت النظرة الداخلية أني متدينة أي أرجع كل أمور الحياة إلى الله، وليس العقل، لا توجد فرصة للتدبر، المسلم أو المسيحي أو اليهودي المتدين تكون هذه هي النظرة المحيطة به، لكني أرى أن الإسلام هو السبب الذي يحفزني على التدبر والتمعن والشوق للعلم ومعرفة الله، الله خلق كل شيء للتعرف عليه، فالحجاب لم يمنعني أبداً من مواصلة العلم، الله أعطاني الطمأنينة لإيماني به.

من مثلك الأعلى؟
الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهو أعظم الخلق، وفي أوروبا يعرفون ذلك المسلم وغير المسلم، يعرف جيداً قدر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، أنا أحاول أن أقتدي به.

هل تقومين بأي نشاط دعوي إسلامي؟
الحمد لله أنا أؤمن بأن سلوك المسلم هو خير دعوة للإسلام، ولقد أسلم أستاذان بسببي.

هل نقلت بعض العادات السعودية إلى الغرب؟
أنا أواظب على تناول التمر والقهوة واصطحبهما معي إلى العمل، بقهوة الصباح يعرف الزملاء أني حضرت.

ما كلمة السر في نجاحك؟
الإخلاص

صعوبات وليس إحباطاً
متى شعرت بالإحباط؟

الإحباط كلمة كبيرة، هناك صعوبات والحياة كلها صعوبات وتحديات وعلى الإنسان أن يصر على بلوغ أمله مهما كلفه ذلك من مشاق.


هل تعتقدين أنه تم تكريمك عربياً بالصورة المرضية؟
أعتقد أن العلم لم يعط حقه، الشارع فخور بي، لكن العلم له وزن أكثر، أنا أشعر بحب بلدي لي، وأنا أحب الشباب والشابات حين يرسلون لي قائلين: "رفعت رأسنا"، لكن أتمنى أن يتم تقدير العلم، وهناك تقصير في تكريم العلماء.

كيف تقيمين وضع المرأة العربية عموماً، والسعودية خصوصاً؟
المرأة في كل أنحاء العالم لابد أن تساير وتجتهد حتى تثبت وجودها، والبلاد العربية لا تقل المرأة فيها عن أي امرأة أخرى في العالم، لابد أن يكون لديها إيمان بقدراتها، والعمل على تنميتها لخدمة دينها ومجتمعها.

المشاريع المستقبلية
ما الجديد في مشاريعك المستقبلية؟
أعمل على تطوير الأبحاث بأمراض سرطان الثدي، واكتشافه مبكراً فهو خوف أي امرأة، وفي حالة اكتشافه مبكراً يسهل علاجه.

يقولون إن العقل السليم في الجسم السليم، فهل تمارسين الرياضة؟
بالتأكيد، أمارس الرياضة ساعتين يومياً بعد أن أصلى الفجر، وأتناول الفطور ثم أذهب إلى المعمل، وكذلك ألعب اليوجا التي تكسبني نوعاً من التحكم، وتنمي صلة الإنسان بعقله وجسمه.

هل تتابعين كرة القدم؟
أتابع كأس العالم.

ومحلياً؟
أشجع النادي الأهلي السعودي، وأتابع مبارياته.

كيف تتابعين الموضة؟
أتابع الموضة الخلاقة، ففي رأيي أنه لابد أن أظهر بشكل أنيق، يعبر عن هويتي الإسلامي، وفي الوقت نفسه متناسق.