تالا الشهري .. سر الجريمة

«عادت الأم وبناتها إلى المنزل ليجدن الأبواب مغلقة من الداخل، حاولن فتحها مراراً دون جدوى. اتصلت الأم بالأب والدفاع المدني معاً، فحضر رجال الدفاع المدني وكسروا الأبواب. بقيت الأم في الفناء فيما سبقتهم الابنة الكبرى إلى داخل المنزل لتجد الخادمة مستلقية في الصالة أمام التلفزيون، وحين دخلت الغرفة وجدت رأس شقيقتها مفصولاً عن جسدها، والدماء أغرقت السرير».

يحكي عبدالسلام الشهري ابن عم الضحية تالا الشهري عن تفاصيل اكتشاف الجريمة التي هزت المجتمع السعودي، ويقول: «الخادمة تعمل لدى عمي منذ سبع سنوات، ولم يجد أهل المنزل منها سوى الأخلاق والتعامل الجيد، ودائماً تجد الثناء من الضيوف والجيران».

وكان من المقرر سفر الخادمة الأسبوع المقبل إلى بلادها، حسب مصادر، وكان من الواضح تعلقها بالطفلة تالا، وتعلق تالا بها.

الأب المكلوم
يقول والد الطفلة المكلوم خالد الشهري: «إن الخادمة اعتادت الجلوس في المنزل مع ابنتي الصغيرة «تالا» بشكل يومي بسبب ظروف عمل والدتها المعلمة، وابنتي رحمها الله لديها ذكاء ونباهة، فلو كان هناك أي تغير، فبالتأكيد كانت سوف تخبرنا، سواء كان عن إساءة من الخادمة أو غيره، وتخبرنا به عندما نعود من العمل، لكن لم يحدث أي شيء من هذا إطلاقاً».

الفاجعة الأخرى حصلت حين قامت الأم بالاتصال بالأب لتخبره بالنبأ؛ ما دعاه للقدوم مسرعاً حتى اصطدم بسيارة أخرى فيها مواطن بصحبة ابنته ذات الثماني السنوات، في حين توفي المواطن في مكان الحادث، ولاتزال الابنة «فرح» في المستشفى في حالة «موت دماغي»، وحالتها حرجة حسب إفادة المستشفى الموجودة فيه في ينبع.

المجتمع يتحدث
أثارت الفاجعة حفيظة المجتمع التويتري؛ حيثُ تم إنشاء هاشتاق لمناقشة القضية وتقديم التعازي للمغدورة تحت اسم #تالا_الشهري، حيثُ غردت بعض الشخصيات العامة والأفراد بالمجمل؛ لتقديمهم العزاء وضرورة عقاب الجانية على جريمتها غير المبررة. ومن الشخصيات العامة الشيخ عائض القرني الذي قدم عزاءه لأسر الضحايا.

وحيث إن موضوعاً بهذا الحجم لابد أن تتخلله بعض الإشاعات، فقد عبر البعض عن استنكارهم لتداول الإشاعات وفند آخرون بعضها. ولم تخل بعض المشاركات من محاولة إيجاد حلول عملية للمشكلة الكبرى في الاعتماد على الخادمات وشدة الحاجة إليهن؛ فشدد الدكتور سامي الحمود على المطالبة بتنفيذ حكم القصاص في قاتلة الطفلة.

تضارب أنباء
من ناحية أخرى تضاربت الأنباء حول حالة الطفلة «فرح قنديل» التي وقعت ضحية حادث الاصطدام، ففي حين تعلن بعض الجهات نبأ وفاتها فإن جهات أخرى تنفيه، وتم إنشاء هاشتاق #فرحو#فرح_قنديل للنقاش في القضية.

بداية صرح الإعلامي داوود الشريان في حسابه يوم الجمعة الماضي بنبأ وفاة الطفلة فرح، وقامت المغردة رحاب القحطاني بوضع صورة تقول: إنها لفرح في العناية المركزة مؤكدة لخبر وفاتها. ثم بعد أقل من ساعة تم نفي الخبر من أحد أقارب تالا الشهري، ومن حساب أخبار السعودية.

سر الجريمة
ذكرت صحيفة المرصد الإلكترونية في حوار أجرته مع الدكتور عبدالحي التركستاني الاستشاري النفسي بالهيئة الملكية بينبع، وعن رأيه في قضية قتل الخادمة الإندونيسية للطفلة تالا الشهري قال: إن هناك بعض المعتقدات في بعض الناس خاصة في شرق آسيا وبعض دول أميركا اللاتينية تعتقد أنه «في حال قتلت من تحب وقمت بقتل نفسك فإنكم سوف تنتقلون في الوقت ذاته إلى الحياة الأخرى»، ودلل على ذلك بقوله: وهذا أحد أقرب الأمثلة على ما سمعناه ورأيناه، واستدرك: لكن لا يمكننا أن نطلق التشخيص الصحيح في هذا الوقت، إلا بعد التأكد من القصة بشكل كامل.

أخيراً تستمر دعواتنا من خلال «سيدتي نت»، ومن جميع المتابعين في مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج التلفزيونية والإذاعية للضحايا بالرحمة ولأسرهم بالصبر على مصابهم، وأن يكتب الله لهم الأجر والشفاعة فيمن فقدوهم.
«سيدتي» و«سيدتي نت» تكشفان المزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.

تابعوا المزيد من أخبار الجريمة في مجلة سيدتي العدد 1649