إن إقامة رابطة بينك وبين طفلك في الأسابيع والأشهر الأولى بعد الولادة هي وقت رائع، ولكن مع تحول هذه الأسابيع إلى أشهر تبدأ هموم الحياة اليومية بالتسلل -نفاد المال- فلا تملك معظم الأمهات خيارًا سوى العودة للعمل والسماح لشخص آخر بالعناية بالطفل، وهناك أم من بين ثلاث أمهات يلجأن إلى أهاليهن؛ لتوفير الرعاية بالأطفال. إلا أن الخيار الثاني الأكثر انتشارًا هو إرسال الطفل إلى دار الحضانة.

فكيف تتأكدين أن الحضانة غير مضرة لطفلك؟
جميلة ذات الـ33 عامًا، مديرة الموارد البشرية، يبلغ عمر ابنتها 20 شهرًا، كنت أشعر بالغثيان، كما تقول، من فكرة ترك «ميلا» ابنتي في دار الحضانة أثناء وجودي في العمل؛ ففي كل أسبوع كنت أسمع خبرًا عن دار للحضانة لا تستوفي الشروط الصحية، تستدرك جميلة: «لم أكن أريد أن تعتني ربما مراهقة أتمت دراستها للتو، بطفلتي الصغيرة. فأنا التي كنت أعرف متى كانت تحتاج إلى العناق أو حين تكون جائعة.

لقد عانيت قلقًا شديدًا حتى اتخذت هذا القرار».

تزايد
تزايد عدد الأمهات العاملات مع استمرار فترة الركود. وفي عام 1981 كانت نسبة 24 % فقط تعود إلى العمل في غضون عام من الإنجاب. وبحلول عام 2001، ارتفعت هذه النسبة إلى 67%، والآن تقول دائرة العمل والمعاشات التقاعدية البريطانية أن 76% من النساء يعدن للعمل في غضون 18 شهرا من الإنجاب، بينما هي في البلاد العربية لا تتجاوز الـ3 أشهر.

خبر سيئ
في السنوات الأخيرة، يقول العديد من خبراء الأطفال: إن وضع الأطفال -تحت سن الثانية- في دور الحضانة قد يسبب مشاكل في نموهم، وأحدهم هو اختصاصي نفسي للأطفال، الأسترالي ستيف بيدولف، والذي أطلق حملة ضد الآباء والأمهات يسميها «السجانون» الذين يضعون أطفالهم في دور الحضانة لدوام كامل من سن الستة الأشهر.

ووجد بحثه أن الأطفال في دور الحضانة يتلقون ثماني دقائق فقط من الاتصال المباشر وجهًا لوجه مع أحد موفري الرعاية يوميًا. ما يجعلهم مكتئبين وعدائيين.

وقد أجرى المعهد الوطني لصحة ونمو الأطفال في أميركا دراسة شملت 1.000 طفل، وأظهرت أن 17% من الأطفال الذين يقضون «أكثر من 30 ساعة في دور الرعاية أسبوعيًا»، لديهم مشاكل سلوكية، في حين أن 6% من «الذين يقضون أقل من 10 ساعات أسبوعيًا» يعانون من مثل هذه المشاكل.

ويضيف: «قد تكون مربية الأطفال خيارًا جيدًا، ولكن إذا أحبها الطفل مثل أو أكثر مما يحب أهله، ولكن في دور الرعاية يتغير الكثير من موفري الرعاية طوال الوقت».

لابد من تنبيههن!
برأي الدكتورة بينيلوبي ليتش، اختصاصية النفس، أن الأطفال تحت الثانية من العمر يتطورون بشكل أفضل على الصعيدين الاجتماعي والعاطفي في المنزل، من الأطفال في دور الحضانة أو مع مربيات الأطفال أو حتى مع أجدادهم وجداتهم، وفي عام 2005 وجدت دراسة لجامعة كامبردج أن مستوى هرمون الشدة الكورتيزول، الذي نفرزه حين نكون في وضع مثير للتوتر، تضاعف لدى بعض الأطفال الأكبر سنًا خلال الأيام التسعة الأولى في دار الحضانة.

وانخفضت المستويات، ولكنها ظلت عالية بعد عدة أشهر، على الرغم أن الأطفال لم تظهر عليهم علامات التوتر والشدة خارجيًا.

يعلق اختصاصي النفس أوليفر جيمس في كتابه المعنون How Not to F- Them Up، بشأن ارتفاع مستويات الكورتيزول: «لنتوقف عن الكذب بشأن هذا والتظاهر بأنه ليس مشكلة. كيف ستتخذ الأمهات قرارات جيدة إذا لم ينبههن أحد بشأن الوضع الحقيقي؟».

قلق لا داعي له!
الخبر الجيد ظهر في العام 2004، حيثُ وجد باحثون في جامعة لندن أن الأطفال الذين يذهبون إلى دار حضانة جيدة يكون أداؤهم الأكاديمي في المدرسة الابتدائية أفضل من أولئك الذين يظلون في المنزل.

تحققي منها

هناك أسئلة مهمة عليك طرحها إذا كنت تبحثين عن دار للحضانة، وفقًا لدار Daycare Trust:
• كم تبلغ الرسوم يوميًا؟

• هل يجب أن يدفع الأهل للإجازات/ الوجبات/ الحفاظات/ الأنشطة الأخرى؟

• ما هي نسبة الموظفين إلى الأطفال؟ تشير منظمة Early Years إلى أن الأطفال تحت سن الثانية بحاجة إلى موظف واحد لكل ثلاثة أطفال، وبالنسبة للأطفال في سن الثانية يجب أن يكون هناك موظف واحد لكل أربعة أطفال.

• هل تبقيك دار الحضانة على اطلاع كامل بتطور طفلك؟ يجب أن تقدم دور الحضانة «رحلة تعليمية» لكل طفل، تصف فيها تطوره.

• ما هي نسبة تغيير الموظفين؟ فالأطفال يشكلون علاقات مع موفري الرعاية، ونسبة تغييرهم المرتفعة تعرض الأطفال للخطر.

• هل هناك مساحة خارجية كافية؟

• ما هو الروتين اليومي وكيف يمكنهم إشراك الطفل وإدماجه؟

• ماذا إذا لم يكن الطفل سعيدًا؟

• ما هي سياستهم بشأن الانضباط وكيف يتعاملون مع سلوك الأطفال؟

• ماذا يحدث إذا مرض الطفل؟

• ماذا يحدث إذا تأخرت في أخذ الطفل؟