سعوديات تفرغن لإدارة حساباتهن مقابل مبالغ بسيطة

حساب سوالف حنان
لم يجدن وظيفة فتفرغن لإدارة الحساب
سعوديات تفرغن لادارة حسابتهن مقابل مبالغ بسيطة
دكتورة فوزية أشماخ
5 صور

منْ منا لم يقرأ القصص العاطفية والاجتماعية المنشورة في المجلات والصحف، التي خصصت أبواباً وزوايا أسبوعية لها تحت مسميات عديدة تجيب عنها (خالة حنان، ماما فوزية)، ومن ثم يتابع بشغف النصائح والحلول التي تقدمانها في هذا الجانب.
وعلى الرغم من استمرار تلك الزوايا في المجلات والصحف؛ إلا أن الأمر لم يعد كسابقه، خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي والحسابات المعنية بنشر تلك القصص تحت مسمى «الفضفضة»، التي جذبت الكثير من الفتيات لها، من خلال الإعلانات التي تنشرها صاحبة الحساب تحت كل قصة بمبالغ رمزية.


لا يشترط التخصص
ولا يشترط أن يكون الشخص صاحب الحساب متخصصاً بحل المشكلات، كما أوضحت «حنان» صاحبة حساب «سوالف حنان» على الانستغرام، وقالت لـ«ـسيدتي» حولت حسابي الخاص لـ«الفضفضة»؛ لأني أحب الاستماع للقصص.
وتتلقى حنان ذات الخمسة والعشرين عاماً ربة «منزل» في اليوم قرابة 20 قصة، ولكنها لا تقوم بطرحها جميعاً حيث تقوم باختيار المناسب والذي يستحق القراءة والمتابعة، كما تسعى لتطوير حسابها ليصبح حساباً عالمياً، خاصة وأن لديها متابعين من مختلف أنحاء العالم العربي.


إعلانات بمبالغ رمزية
ولم تخصص هذه الحسابات «للفضفضة» فقط، بل أصبحت وسيلة للدعاية والإعلان، فتسعى تاجرات الإنترنت لعرض منتجاتهن من خلالها، وحول آلية اختيار الإعلانات أو الرعاية، بيّنت حنان أنها تختار إعلاناتها بدقة ووفقاً لما يخدم المجتمع، ويناسب جميع الفئات مقابل مبلغ رمزي يصل إلى 200 ريال وقالت «أقوم بالإعلان عن المنتجات التي جربتها؛ لأُخبر متابعيّ بالنتائج حولها، وأقوم بوضع اسم صاحب المنتج ومعلوماته تحت كل موضوع».


لا ننشر القصص التي تمس الدين والسياسة
وبينت «بيدو»صاحبة حساب bedooo. 1 أن فكرة الحساب جاءتها قبل 3 سنوات بعد أن بلغ عدد متابعيها 5000، وقالت: «واجهت أختي صعوبة في موضوع يخصها ولم نجد له حلاً، فاقترحت أن أعرض الموضوع على المتابعين، وبالفعل طرحت الموضوع وكان هناك تفاعل كبير، ومن خلالها قررت أن أحوّل حسابي «للفضفضة»، ولا أقوم بنشر القصص التي تمس الدين أو السياسة أو تخدش الحياء». وترفض الاستعانة بأخصائية تساعدها في حل المشكلات، وقالت «فكرت بذلك وجاءتني بعض العروض، ولكن ترددت في قبولها لأنه لا يوجد ما يثبت لي مصداقية صاحبة العرض».


لم أحصل على وظيفة فتفرغت لإدارة الحساب
بيدو ذات الـ 29 عاماً أم لثلاثة أطفال، حاصلة على بكالوريوس تربية، قسم إعاقة سمعية، متفرغة تماماً لإدارة الحساب لاسيما أنها لم تجد وظيفة، فاضطرت أن تشغل وقتها بالحساب.
يتلقى حساب بيدو العديد من الحالات الإنسانية التي هي بحاجة لمساعدة، ولكنها تقف عاجزة أمامها، وعلى الرغم من ذلك فقد حاولت التواصل مع الجمعيات الخيرية علّها تستطيع تقديم المساعدات لهم، إلا أنهم رفضوا معللين ذلك بأن المتابعين قد يستغلون الحساب في طلب المساعدة.


مختصون: هذه القنوات سبب في تعقيد المشكلة:
واعتبرت الدكتورة فوزية أشماخ استشارية نفسية واجتماعية بجامعة دار الحكمة، أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة للتواصل والحوار، وفي نفس الوقت متنفساً لكثير من الذين يتواجدون كمجموعات ويتواصلون مع بعضهم، ويتم فيها تبادل الأحداث والأفكار وتنظيم اللقاءات والتطرق لمختلف المواضيع التي تتعلق بحياتهم الشخصية والاجتماعية والعملية.


وقالت «بالطبع لا نستبعد الإيجابيات من هذا النوع من التواصل، لكن المثير للقلق هو اعتماد هذه القنوات كمكان مميز لفضفضة تخص الجوانب الشخصية والمشاكل العائلية، فنجد مثلاً من يطرح المشكلة، وهناك من يتطوع بإعطاء الرأي وإيجاد حلول غير سليمة»، لذلك يجب أن نوعي الأفراد بتوخي الحذر وعدم الخوض في مناقشة المشاكل والبحث عن حلول من خلالها، بل نبحث عن المعلومات في المكان المناسب.