"مسدسات" في حقائب النساء اليمنيات

4 صور

لفترة ليست بعيدة كان ينظر إلى المرأة اليمنية التي تحمل السلاح.. كمسترجلات، لكن المخاوف الأمنية وانتشار الجريمة، وتزايد ظاهرة اختطاف النساء والفتيات في الفترة الأخيرة، جعلت الكثير من النساء يحملن السلاح للدفاع عن أنفسهن من أي مخاطر قد يتعرضن لها.. "سيدتي نت"، رصدت ظاهرة حمل المرة اليمنية للسلاح والتقت عدداً من النساء والفتيات اللواتي يحملن السلاح.. وسألتهن عن سبب ودواعي حملهن للسلاح والمخاطر التي تعرضن لها..

المضايقات والاختطافات التي تسمع عنها (احلام محمد)، ومخاوفها من تعرضها لمثل هذه المخاطر، جعلها تحمل معها سلاحاً للدفاع عن نفسها في حال تعرضها للخطر.. ومنذ أكثر من عام أصبحت أحلام تحمل معها مسدساً صغيراً في حقيبتها كلما خرجت إلى أماكن بعيدة عن منزلها واضطرت إلى إخراجه من حقيبتها مرات عديدة لكنها لم تطلق رصاصة واحدة منه.. تقول: (اضطررت لإخراج المسدس عدة مرات منها أثناء محاولة صاحب تاكسي أجرة كنت أستقلها التغزل بي، فشعرت بالرعب من ان يحاول اختطافي فأخرجت المسدس ووجهته نحوه وطلبت منه التوقف فنزلت من السيارة بينما أطلق العنان لسيارته هارباً.

لم يمنع الحجاب أو النقاب أو اللبس المحتشم الذكور من اختراق جسد النساء بالنظرات الثاقبة أو اللمسات أو التعليقات الخادشة ، فلجأن للبحث عن وسائل للدفاع عن أنفسهن من المضايقات والانتهاكات التي قد تصل أحيانا إلى حد الاغتصاب.. بدءاً من الدبوس وانتهاء بالمسدس.

انفلات أمني
هناء طالبة جامعية.. السلاح لا يغادر حقيبتها عند خروجها من المنزل فهي منذ الأحداث الأخيرة التي شهدتها اليمن، ونتيجة للانفلات الأمني لم تعد تطمئن على نفسها فقررت حمل السلاح معها للدفاع عن نفسها " تقول حمل المرأة للسلاح، سواء طالبة أو ربة بيت ليس عيباً، وإنما العيب أن تقف مكتوفة الأيدي في حال تعرضها لأي موقف ولا تستطيع التصرف، وأنا بالطبع أحمل مسدساً صغيراً، أعرف كيف أستخدمه ولست متهورة ولا أخرجه إلا وقت اللزوم، وأهلي هم من شجعني على ذلك بعد قصص الخطف والتحرش والمضايقات.. وحتى الان لم أستخدمه، رغم أنني لم أسلم من التحرش اللفظي في الشارع.

دبوس (إبرة طويلة)..
تستخدمه نجوى (طالبة جامعية)، لتثبيت حجابها على رأسها، لكنه أيضاً سلاحها إذا تعرضت للتحرش أو المضايقة في أي مكان. تقول نجوى، وهي تستعيد أول حادث تحرش جنسي تعرضت له: «كنت عائدة من الجامعة، في الحافلة، وكان يركب على الكرسي الخلفي شابان، وبجواري إحدى زميلاتي، وفوجئت أثناء حديثنا بيد تلامسني من خلفي، فرحت أبتعد قليلاً نحو الأمام، لكن تلك اليد ظلت تلاحقني فشعرت بالخوف، ولم يكن أمامي إلا أن اسحب الدبوس الذي يثبت الخمار على رأسي وطعنت به تلك اليد عدة طعنات حتى صرخ الشاب، وطلب من السائق التوقف وترجّل من الحافلة من دون أن يتفوه بشيء)... ومن حينها تعدّ نجوى الدبوس سلاحها.

عصا كهربائي
نبيله (مدرسة)، تقود سيارتها عند الذهاب إلى العمل وإيصال أبنائها إلى المدارس وأيضاً تقضي بها مشاويرها الخاصة، وهذا الوضع يحتم عليها أن تحمل سلاحاً للدفاع عن نفسها في حالة تعرضها للخطر.. وكانت تحمل خنجراً عادياً، لكنها في الفترة الأخيرة وبسبب الأوضاع الأمنية الأخيرة قامت بشراء (العصا الناري)، فيه صاعق كهربائي تضعه في السيارة دائماً لضرب الشخص الذي يتعرض لها ويضايقها وبمجرد ملامسة العصا لجسم الشخص يصاب بصعقة كهربائية تسبب له الاغماء وترى بان ذلك افضل وسيلة للدفاع عن النفس ولا تسبب ايذاء مميتاً للشخص.

مسؤولات الأمن
مسؤولات الأمن في الحدائق يروين قصصاً عن نساء يحملن أنواع الأسلحة في حقائبهن، وعندما يتعرضن للتفتيش تضطر لحجزها حتى خروجهن من الحدائق رغم أنهن يدخلن في شجار معهن لرفضهن تسليم أسلحتهن، ويبررن وجود هذه الأسلحة بحوزتهن للدفاع عن أنفسهن، لكن مسؤولات الأمن يخشين أن يقمن بأعمال تخل بالأمن داخل الحدائق فيمنعن من الدخول ويبلغن عنهن أحيانا في حال رفضهن تسليم السلاح الذي بحوزتهن.