جنان إيرغودار ممثلة تركية أكاديمية مثقّفة، مجنونة فن وتمثيل ومسرح، درست فن المسرح في أرقى جامعات الولايات المتحدة الأميركية في فرانكلين ومارشال. كما درست أيضاً في أكاديمية لندن فنون الموسيقى والمسرح، وشاركت في ورشة متخصصة بمسرح وليم شكسبير، كما شاركت في أفلام أجنبية مهمة، وحصدت جوائز رفيعة في تركيا وأميركا. «سيدتي التركية» رصدت لكم هذه المقابلة معها حول نجاحها المميّز في مسلسلها «حرب الورود»:
شخصية جولفام (في النسخة التركية من «حرب الورود») أو توليب بالنسخة المدبلجة للعربية معقّدة نفسياً لمرورها بمراحل صعبة ومتناقضة عاطفياً وعائلياً. فهل راجعت أطباء نفسيين أو قرأت الكثير من الكتب المتخصّصة بعلم النفس لتقديمها ببراعة كما رأينا؟
لا، لم أضطرّ لقراءة كتب علم نفس كثيرة من أجل فهم شخصية توليب أو للوصول إلى أعماق وأسرار شخصيتها السيكوباتية التي تتلذّذ بتعذيب نفسها سراً جرّاء تأنيب الضمير بسبب ما ارتكبته بسن الطفولة بحق شقيقها الصغير عندما حاولت قتله خنقاً، فحصل معه نقص أوكسجين ما أثّر عليه نفسياً وجسدياً. كما تعاني من خيبات عاطفية كثيرة بعد هجر الدكتور عمر أول حب في حياتها لها من أجل ابنة البستاني جوري التي يحبها شقيق توليب الصغير المريض أيضاً.
وتتميّز شخصية (جولفام- توليب) بنرجسية شديدة كفتاة راقية وثرية ومصممة أزياء مشهورة تعاني من اضطرابات نفسية ومشاكل كثيرة في حياتها، وكان أدائي لها من أجمل التحدّيات التي خضتها كممثلة. ومسلسل «حرب الورود» أسعدني لأن نجاحه في الرايتنغ هو نجاح لكل فريق العمل ونجاح لكل الممثلين الذين شاركوا فيه.
هكذا استفزّيت جمهوري
هل أحب المشاهدون أداءك لدور توليب؟
جداً، وصارحني البعض بأنها استفزّتهم وأغضبتهم بشخصيتها النرجسية وغرورها وحبها للتحكم والسيطرة كما أنها شخصية منغلقة، تخفي مشاعرها الهشة الرقيقة وراء وجهها البارد الجليدي، لكنها في نهاية العمل تدرك أن المجتمع تغيّر، ومن يعيش فيه عليه أن يكون أكثر نضجاً، ومنفتحاً على خيارات عديدة في الحياة غير النجاح والشهرة والثروة والفوز على الغرباء.
هل أتعبتك الشهرة الزائدة بعد نجاحك الكاسح بشخصية توليب؟
تجيب ضاحكة: المشاهدون انجذبوا جداً لي بشخصية توليب الباردة القلب والقوية، لكنهم ظنوا خطأ أنني مثلها بعيدة وباردة القلب فكانوا يخشون الاقتراب مني في الأماكن العامة، ويتردّدون من طلب صور معي خشية أن أردّهم ببرودة وقسوة مثل توليب، ولهؤلاء أطمئنهم بأنني وديّة واجتماعية وصادقة ولست باردة القلب مثل توليب في حياتي الخاصة.
والشهرة الزائدة التي حصلت عليها إثر بطولتي موسمين من مسلسل «حرب الورود» لم تتعبني بل أسعدتني جداً، وغيّرت لي حياتي الفنية للأفضل.
ما هو أكثر شيء أثارك في مسلسل «حرب الورود»؟
أثارتني كثيراً شخصية توليب الغنيّة بالتغيّرات النفسية والاجتماعية الجاذبة لي كممثلة، وشخصيتها الملوّنة أمتعتني جداً خلال التصوير فلم أشعر للحظة بالملل منها أبداً.
وأثارتني قصة مسلسل «حرب الورود» بمضمونها التي تدور أحداثه حول حرب وردتين أو امرأتين تحملان اسمي وردتين تتصارعان من أجل الحب والسلطة والمال والمكانة في المجتمع بشراسة، وتتطور الأحداث بصورة مثيرة أدهشتنا نحن قبل أن تدهش المشاهدين عبر وقوع أحداث ومفاجآت لا يمكن لأحد توقّعها، وهذه ميزة تحسب لكتاب النص والحلقات.
توليب في «حرب الورود» قوية جداً وحزينة في الوقت ذاته وتخفي لحظات ضعفها ببراعة، فهل أنت تشبهينها ببعض الصفات إلى حد ما في الواقع؟
قوة الشخصية هي الصفة المشتركة بيني وبين توليب.
لا أتبع الموضة العالمية الفاخرة
توليب كمصممة أزياء ترتدي دائماً أزياء راقية وفاتنة ومثيرة لإعجاب الرجال، فكيف هو ذوقك الخاص كامرأة وما هي الموضة التي تتبعينها؟
حياتي أبسط من حياة توليب، فبرغم أننا امرأتان مشهورتان، هي كمصممة أزياء، وأنا كممثلة إلا أنني لا أرتدي فساتين السواريه أو الفساتين الفاخرة في كل وقت، أحب أكثر ارتداء الأزياء البسيطة التي تشعرني بالراحة والبهجة، وأميل إلى ارتداء ملابس بسيطة ورخيصة نهاراً كبنطلون الجينز والتي شيرت المريحين جداً لي خلال التسوّق، ولا أتابع موضة الماركات العالمية. ولم أكن أبالي بارتياد صالونات الشعر كثيراً، لكنني خلال تصويري مسلسل «حرب الورود» صرت أواظب على الباديكير والمانيكير مرّتين في الأسبوع.
كيف تكون أجواء العمل في مسلسل تعشق فيه امرأتان عدوتان الرجل نفسه؟
بالطبع، أجواء مسلسل تدور أحداثه حول امرأتين تحبّان رجلاً واحداً، أجواء شيّقة ومثيرة تحبس أنفاس المشاهد، وتجعله يتابع مجريات الأحداث بشغف ليعرف من التي ستفوز بهذا الرجل وكيف؟
هل كان التفاهم على طبيعة العمل والتصوير جيداً بينك وبين شريكيك بالبطولة: باريش كيليتش وداملا سونميز؟
الكيمياء العالية بيني وبين باريش كيليتش وداملا سونميز أحد أسباب نجاح مسلسلنا «حرب الورود»، وأنا فخورة لأني عملت معهما ومع كامل فريق العمل. فباريش كيليتش ممثل رائع وحقيقي، وذو حضور جذّاب على الشاشة، وداملا سونميز ممثلة جيدة، وتملك موهبة حقيقية، استطاعت أن تؤدّي دور عدوتي الصغيرة ببراعة، وخلال عداوتها مع توليب التي يعتقدها الجمهور شريرة تتحوّل جوري (جولرو) إلى نسخة مصغّرة عنها دون أن تدري ما يطرأ عليها من تغيّرات نفسية وعاطفية واجتماعية.
ما أهم أشياء تطلبينها من الرجل الذي تحبينه؟
الصدق والإخلاص والاحترام، عندما أنظر في عينيّ الرجل الذي أحبه أبحث عن الصدق والحب والإخلاص والاحترام في نظراته.
الاحترام المتبادل شرط أساسي عند الرجل الذي أرتبط به عاطفياً لأنه سيضمن لي ما تبقّى من معاني هامة لعلاقتنا كالإخلاص والصدق والوضوح.
والدي البروفسور رجل لا مثيل له
والدك بروفسور وأستاذ جامعي، فكيف أثّر فيك على الصعيدين الإنساني والمهني؟
والدي رجل لا مثيل له، فكنا نتعلّم ونقرأ معاً طوال الوقت، ومنه ذقت متعة التعلم والقراءة ذات التأثير الإيجابي في حياتنا واختياراتنا في الحياة.
والقراءة الواسعة في مختلف الآداب والفنون زادت من وعيي الإنساني والفكري كثيراً، ومدينة له بما أنا عليه الآن من وعي وقوة وحسن اختيار لأعمالي الفنية.
لقد شاركت في العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات، فمن هم الممثلون المفضلون لديك منهم وتحبين العمل معهم مجدداً؟
كنت محظوظة جداً بعملي مع فنانين مبدعين كبار استمتعت بالعمل معهم في السينما والمسرح والتلفزيون، وأرغب بشدّة في تكرار العمل معهم مستقبلاً بالأخص: عائشة بنغول، هالوك بيلغينير، فكرت كوشكان، إردال بيشيكتشي أوغلو، أوكان يالابيك، علي أطاي، زيرين تكيندور، إبرو أوزكان.
ماذا كان حلمك قبل اتجاهك للتمثيل؟
كنت أحب منذ كنت طفلة صغيرة جداً أن أكون راقصة باليه، ودرست باليه في مدرسة متخصصة، وظللت أحلم وأخطط لهذا الحلم لغاية سن السادسة عشر من عمري، ثم بدأت أشارك في مسرحيات موسيقية وتراجيدية في المدرسة الثانوية، وأدركت خلال فترة وجيزة أنني أعشق التمثيل والمسرح أكثر من أي شيء آخر في حياتي.