فيروس شلل الأطفال المعدّل يقضي على مرض السرطان

علاج السرطان
شلل الأطفال في مواجهة السرطان
فيروس شلل الأطفال المعدّل... هل يكون علاج السرطان المستقبلي؟
4 صور

فيروس شلل الأطفال المعدّل سيكون فاعلًا في توفير العلاج المناعي لمكافحة مرض السرطان، وفق دراسة علمية جديدة.

يبدو أنّ العلاج التجريبي باستخدام فيروس شلل الأطفال المعدّل، لمهاجمة الأورام السرطانية، يعمل على زيادة قدرة الجسم على محاربة الأورام الخبيثة، وذلك وفقًا إلى دراسة نُشرت في مجلة علوم الطب الانتقالي Science Translational Medicine .
يدرس العلماء العلاج المناعي على نحو متزايد لمعالجة مرض السرطان، حيث يسعى العلماء بواسطة هذه الطريقة العلاجية، إلى تحفيز الجهاز المناعي في الجسم لكي يحارب هذا المرض بشكل أكثر فاعلية. وقد استخدم الباحثون في معهد ديوك للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية فيروس شلل الأطفال المعدل (PVS-RIPO)، وقدّموا النتائج الأولية لعلاج ثبت أنه واعد، خلال التجارب السريرية الأولية لدى المرضى الذين يعانون السرطان الدبقي المتكرر، وهو نوع قاتل من مرض سرطان الدماغ. هذا وقد تسارعت الأبحاث حول فيروس شلل الأطفال المعدّل، بعد أن تلقّى الموافقة العلاجية من إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة العام الماضي.

الهجوم على الخلايا السرطانية مرتين
وقد قال ماثياس غرومير، البروفسور في قسم الجراحة العصبية في ديوك، والذي طور العلاج: "لدينا في الواقع فكرة عامة حول الكيفية التي يعمل بها فيروس شلل الأطفال المعدّل، ولكن ليس التفاصيل كافة المتعلقة بالآلية. وهذا أمر في غاية الأهمية بالنسبة إلينا، إذ إنّ فهم الخطوات التي تحدث لتوليد الاستجابة المناعية، سوف تسمح لنا أن نقرر بشكل منطقي، ما إذا كانت العلاجات المستخدمة مجدية أم لا، جنبًا إلى جنب مع فيروس شلل الأطفال المعدّل، لتحسين فرص البقاء على قيد الحياة بالنسبة إلى المريض".


وأوضح فريق البحث كيف يعمل فيروس شلل الأطفال المعدّل، ليس فقط على مهاجمة الخلايا السرطانية مباشرة، وإنما كذلك لتحريك استجابة مناعية طويلة الأمد، والتي يبدو أنها تمنع نمو الورم.
باستخدام خطوط خلايا سرطان الثدي والميلانوما لدى البشر، ومن ثمَّ التحقق من النتائج بالتجربة على نماذج الفئران، وجد العلماء أنّ فيروس شلل الأطفال المعدّل، يبدأ العمل بالتعلق بالخلايا الخبيثة الغنية بالبروتينات CD155، والمعروفة باسم مستقبلات فيروس شلل الأطفال، ثم يهاجم خلايا الورم. ومن شأن ذلك أن يطلق مواد مضادّة للورم. وحيث إنّ نظام المناعة يتحفز بوجود هذه المضادات، فإنه يبدأ بمهاجة الخلايا السرطانية بدوره، بحسب "توب سانتيه".


وقال سميتا نير، اختصاصي المناعة والبروفسور في قسم الجراحة، موضحًا: "لا يعمل فيروس شلل الأطفال المعدل على قتل خلايا الورم فحسب، وإنما كذلك يصيب المضادات في الخلية، ويسمح لها بالعمل بطريقة تستطيع معها التعرف إلى الورم، والتسلل إلى داخله. وهذه نتيجة مشجعة لأنّ ذلك يعني أنّ فيروس شلل الأطفال يحفّز الاستجابة الفطرية ضد الالتهاب"