يتعرض الكثير من الأطفال لانسداد الأنف بشكل متكرر نتيجة أخطاء يرتكبها الوالدين، كـ المبالغة في تدفئة الطفل بالملابس الثقيلة أو العكس، وأيضا الإقدام على استخدام بخاخات الأنف وأدوية الرشح والبرد دون استشارة الطبيب، أو عدم جعل حرارة غرفة النوم معتدلة. ولهذه السلوكيات الخاطئة مضاعفات يكون أولها زيادة حدة الحالة عند الطفل.
التقت "سيدتي نت" باستشارية طب و جراحة الأنف والأذن والحنجرة للأطفال والكبار والحاصلة على زمالة البورد الأوروبي رئيس وحدة جراحة الأنف والأذن والحنجرة في مركز عيادات المرجع الطبي بجدة الدكتورة "راجية مراد".
بينت مراد إن تخفيف الألم الناتج عن انسداد الأنف لدى الأطفال أمر ضروري فهو لا يفيد الطفل ويريحه من الألم فحسب، بل أيضاً يكون سبباً في جعل الآباء والأمهات يشعرون بالراحة والسعادة.
• ما هي أسباب انسداد الأنف عند الأطفال:
1. أكثر اسباب انسداد الأنف الحادة عند الأطفال هي التهابات الأنف والجيوب الأنفية بسبب العدوى الفيروسية.
2. من الاسباب الشائعة ايضاً هي حساسية الأنف والتي قد تكون بسبب طعام معين أو تعرض للأتربة أو الحيوانات الأليفة كالقطط أو ريش الطيور.
3. انسداد الأنف المزمن والذي يؤثر على نوم الطفل غالبا ما يكون بسبب تضخم اللحمية البلعومية وقد يصاحبه تضخم في اللوزتين ايضاً.
4. انسداد تجويف الأنف الخلقي في الجهتين عادة يتم اكتشافه مباشرة بعد الولادة بسبب تأثيره الخطير على حياة المولود، اما انسداده في جهة واحدة فقد لا يتم تشخيصه إلا في عمر متأخر لعدم تأثيره على حياة الطفل بشكل واضح.
5. حالات اخرى قد تؤدي الى الانسداد مثل الأورام والأكياس السحائية الخلقية.
6. ورم الانجيوفايبروما angiofibroma قد يصيب الأطفال في عمر المراهقة ويتكون في جهة واحدة ويسبب انسداد و نزيف متكرر من نفس الجهة.
• الأعراض المصاحبة:
1. الافرازات الملونة مع ارتفاع درجة الحرارة يشير إلى التهابات فيروسية أو بكتيرية في أغشية الأنف
2. الشخير و التنفس عن طريق الفم واضطرابات النوم كلها علامات تضخم اللحمية البلعومية.
3. تضخم اللحمية قد يؤدي ايضاً إلى تجمع سوائل في الأذن الوسطى، وبالتالي إلى اعتلال في السمع لدى الطفل ونتيجة ذلك قد يتأثر نطق الطفل.
4. حساسية الأنف تتميز بنوبات من العطاس والحكة المتكررة.
• التشخيص:
1. تجويف الأنف هو تجويف عميق وفي بعض الحالات قد لا يكفي فحص الجزء الأمامي للتوصل إلى التشخيص الصحيح.
2. كثير من الحالات تستدعي استخدام المنظار الخاص بالأطفال للكشف عن وجود تضخم في اللحمية البلعومية أو بعض الأورام أو التشوهات الخلقية في تجويف الأنف.
3. ايضاً يمكن الاستعانة بالأشعة السينية أو المقطعية أو المغناطيسية حسب التشخيص المشتبه به.
• العلاج:
1. في حالات العدوى عند الرضع لا يحبذ استخدام مزيلات الاحتقان ولا المضادات الحيوية ويفضل الاعتماد على المحلول الملحي مع عملية شفط الافرازات من الأنف باستخدام الأدوات المخصصة لذلك والمتوفرة بالصيدليات.
2. التشوهات الخلقية يجب علاجها جراحياً عن طريق المنظار لتوسيع مجرى النفس.
3. حالات تضخم اللحمية في حال أدت إلى اضطرابات نوم انسدادية لابد من علاجها جراحيا لتفادي التأثير السلبي لنقص الاكسجين على جسم الطفل، كما يجب استئصال اللوزتين في نفس الوقت في اغلب الحالات.
4. يجب مساعدة الوالدين لاكتشاف سبب حساسية الأنف لدى طفلهما لتجنبه، سواء كان نوع معين من الأكل أو وجود حيوان أليف في المنزل، ويمكن صرف بخاخات المورتيزون ومضادات الهيستامين حسب عمر الطفل.
5. في حال وجود اورام يجب التدخل الجراحي لاستئصالها وغالبا ما يكون باستخدام المنظار.