مطاردة ودهس بالسيارة!

يبدو أن أفلام الأكشن، وتحديداً تلك التي تعرض قصص قتل المهووسين، باتت تؤثر في عقول شبابنا كما يفعل الإنترنت بمواقعه الاجتماعية، فقصة اليوم ليست مؤامرة في سينما بفيلم هوليوودي، ولكنها جريمة حقيقية حدثت في أحد أحياء دبي، وتابعتها «سيدتي نت» في قسم الشرطة وكواليس المحكمة.

سلاح الجريمة هذه المرة ليس غريباً أو فريداً من نوعه فحسب، ولكن الطريقة التي استخدم بها تدل على هوس مرضي؛ حيث قام أخوان إماراتيان بمطاردة ضحيتهما في سيارة دفع رباعي صعوداً وهبوطاً في شارع، ودهسه مراراً حتى مات.
اتهم الأخوان بقتل الضحية عمداً، حيث قام أحدهما بقيادة السيارة، في حين قام الآخر بتوجيه أخيه ومساعدته في مطاردة الضحية. فقادا السيارة في شارع الجزائر بدبي مطاردين الضحية حتى دهساه وقتلاه.
ظلت أسباب قتل المتهمين للضحية غير واضحة، رغم أن عدداً من الشهود صرحوا في استجوابهم بأن الأخوين حاولا مهاجمة الضحية بأدوات حادة.

في محاولة لتسليط الضوء على الحقيقة والاطلاع على هذه القضية، تحدثت «سيدتي» إلى المسؤول عن تطبيق القانون، حيث قال: «يبدو أن هناك ثأراً قديماً بين الأخوين والضحية، فهناك قرار مسبق من الأخوين لقتله. وأثناء التحقيقات الأولية ادعى المشتبه بهما أنهما لم يخططا لقتله».

الاتجاه المعاكس
عانى الضحية من كسور في رأسه، وصدره، وأجزاء أخرى من الجسم، وساقه أيضاً. فاتهمت النيابة العامة المتهمين على النحو المحدد: الأخ البالغ من العمر «23 عاماً» وشقيقه البالغ من العمر «21 عاماً» بالقتل العمد. حيث قيل إن الأول، وهو من قاد السيارة، بينما قام الثاني بمساعدته وتحريضه.

وأحالتهما النيابة العامة إلى المحكمة الجنائية في دبي، وطلبت تنفيذ أقصى العقوبات المطبقة. وادعيا بأنهما غير مذنبين، كما ادعيا أن ما حدث كان مجرد حادث. فعندما سأل رئيس المحكمة المتهمين: «هل قمتما بقتل المجني عليه عمداً أم لا؟
قام القاضي بتأجيل القضية حتى وقت لاحق من هذا الشهر؛ لسماع شهود الإثبات. وأظهرت سجلات الشرطة، نقلاً عن شهود الادعاء أن المتهمين قادا سيارتهما بشكل خطير، وبسرعة 100كم/ساعة في شارع صغير، حيث إن الحد الأقصى للسرعة فيه لا تتجاوز 40 كم/ساعة.
وزعم الشهود أن المتهمين حاولا دهس الضحية وهو يقف مع مجموعة من الرجال في تمام الساعة 06:00 صباحاً.
وقال أربعة منهم: «إن سيارة الدفع الرباعي ضربت سيارتين؛ بسبب القيادة بشكل متعرج صعوداً وهبوطاً في الشوارع لمطاردة الضحية، الذي تم دهسه وجره نحو 15 متراً».

شهود من الشرطة
بالمصادفة وجدت شرطية إماراتية تعيش في الحي، الذي صارت فيه عملية الدهس، فاتصلت بالشرطة بمجرد أن رصدت السيارة تطارد وتدهس الضحية من النافذة.
ولمح عريف في الشرطة الإماراتية لدى وصوله لمكان الحادث مجموعة من الرجال متجمعين حول جثة الضحية. وأضاف: «حاول ستة مسعفين إنعاش الضحية، الذي لم يكن يتحرك أو يتنفس. كما حاولت مجموعة من الرجال مهاجمة الأخ الفاعل، الذي كان مقيد اليدين داخل سيارة الشرطة». كما ادعى بعض الشهود أيضاً أن السائق حاول دهسهم جميعاً عندما كان الضحية يقف معهم.

وفي الوقت نفسه قال أحد الشهود الإماراتيين إنه كان نائماً في منزله في منطقة البرشاء عندما اتصل به شقيقه حوالي الساعة 5:30 صباحاً وأبلغه عن وفاة الضحية. وتابع: «هرعت إلى المستشفى حيث تم نقله. عندما وصلت إلى قسم الطوارئ وضع الضحية على سرير المستشفى وهو مغطى ببطانية بيضاء. وعلمت أنه كان يسير مع مجموعة رجال عندما اقتربت السيارة مسرعة، وحاولت دهسهم جميعاً. ودهس الضحية وقتله».

فما الذي يدعو القتلة للجوء إلى دهس بهذا الإصرار أمام الناس في الشارع ومن دون أي تردد أو خوف؟

15 سنة!
أشار المستشار القانوني المتخصص في القانون الجنائي لـ«سيدتي نت» قائلاً: «وفقاً للمادة 332 في قانون العقوبات، قد يواجه المتهمان عقوبة السجن مدى الحياة أو السجن المؤقت «فترة تتراوح بين 3 سنوات و15 سنة في السجن». ويترك تحديد الحكم لتقدير القاضي».