برود أم عدم تناغم في العلاقة الحميمة؟

بعض الزوجات لا يعرفن المراحل المختلفة للعلاقة الحميمة خاصة ما يعرف بمرحلة الوصول إلى ذروة الجماع أو الرعشة، وقد يعود السبب في ذلك إلى بعض العوامل المتعلقة بعدم التزامن في الحالة الجنسية مع الزوج، الأمر الذي يجعل المرأة تعتقد خطأ بأنها سبب المشكلة أو تعتقد أنها تعاني من البرود الجنسي، وهو موضوع مختلف عما نتحدث عنه من عدم معرفة المرأة بما تعنيه الرعشة الجنسية، حتى وبعد مرور سنوات على الزواج، الأمر الذي لا يتيح للزوجين تحقيق التناغم والانسجام الجنسي بينهما.

مثل هذه المشكلة تحتاج إلى مناقشة الأسباب وطرح بعض الحلول التي تساعد على تحسين الأداء الجنسي بين الزوجين مع المحافظة على احترام حساسية طرح مثل هذه الأمور في الإعلام الهادف.

الحالة:
السيدة خ. ط متزوجة منذ أكثر من 12 عاماً عندما كانت في أوائل العشرينيات من العمر ولديها طفلين تقول: منذ اليوم الأول من زواجي وأنا حريصة على تطبيق كل ما تعلمته وكل ما قرأته أو سمعته عن العلاقة الجنسية حيث إنني اعتمدت أسلوباً تتبعه معظم الفتيات المقبلات على الزواج، وهو البحث عن المعلومات عن العلاقة الجنسية لدى طبيبة النساء والتوليد، وكنت محظوظة إذ إن إحدى قريباتي متخصصة في هذا المجال، بصراحة استفدت من نصائحها فيما يتعلق بليلة الدخلة والتي تمت بسلام وحتى الليالي التي تليها، ولكن هناك موضوع لم أستطع أن أفهم كيفية الوصول إليه، وهل أنا فعلاً مصابة بالبرود الجنسي؟ وهل تتطلب الحالة أن أبحث عن علاج؟، خاصة وأن قريبتي الطبيبة نصحتني بأن أركز أكثر على أن أجعل زوجي يستمتع في العلاقة معي ومع مرور الوقت سأتمكن من الوصول إلى "ذروة الجماع".

في كثير من الأحيان ألجأ إلى مجاملة زوجي وأخبره بأنني "مستمتعة، وفي فترة إثارة"، ولكني تعبت من التمثيل وأخشى أيضاً أن يكتشف زوجي ذلك وتصبح مشكلة خطيرة. أرجو أن تفيديني: هل يمكن أن أعالج هذه المشكلة من دون أن ينتبه زوجي لذلك.

الإجابة:
الأخت الفاضلة: أولاً أود طمأنتك أن المشكلة التي تؤثر على العلاقة الحميمة بينك وبين زوجك تؤثر على أكثر من 30% من الزيجات، وذلك بناء على الدراسة التي أجريت في لندن وتحت إشراف الكلية الملكية البريطانية للطب الأسرة، وجد أن هناك عدداً من النساء لا يتمكن من الوصول إلى ذروة الجماع وهن غير مصابات بالبرود الجنسي، وإنما نتيجة عدم التناغم في التوقيت للعملية الجنسية بحيث يحدث أن يصل الزوج إلى ذروة الجماع قبل أن تكون الزوجة اقتربت من مرحلة الإثارة والتي يليها مباشرة مرحلة النشوة، فلا تتمكن من الوصول إلى هذه المرحلة نتيجة توقف النشاط الجنسي للزوج لوصوله إلى مرحلة استرخاء العضو التناسلي، ما ينهي العملية الجنسية للطرفين من دون أن تتمكن المرأة من الوصول لمرحلة الذروة.

والتي تتمثل في حدوث انقباضات لا إرادية في منطقة المهبل وعضلات الحوض وأسفل البطن، يصاحبها بعض الإفرازات وقد تحدث إما انقباضه واحدة أو عدة انقباضات متتابعة لعدة ثواني مع التغير في وضع الرحم إلى أعلى وتسارع في نسبة التنفس ونبضات القلب، والتي تعود كلها إلى الوضع السابق قبل الإثارة في مرحلة ما بعد الجماع، وهناك حقيقة مهمة يجب أن تعرفها كل الزوجات وهي أن المرأة لديها القدرة على مواصلة العملية الجنسية من دون الحاجة لفترة الكمون أو الاسترخاء التي تتبع عملية القذف عند الرجل.
وهنا يجب أن أوضح أهمية التدريب على التناغم الزمني بين الزوجين في العلاقة الحميمة حيث يقوم الزوج بإطالة مرحلة المداعبة وذلك لتحفيز مستوى الإثارة عند الزوجة.

أود أن أقدم لك بعض الإرشادات التي تساعد على تحويل العلاقة الجنسية من عمل روتيني يقوم به الزوجان، إلى تفاعل أكثر حميمية ومتعة للطرفين وهنا لابد من اشتراك الزوج فهذه العلاقة تفاعلية وتعتمد على الطرفين:
1- حاولي الخروج عن نمط الرتابة في العلاقة الجنسية، بمعنى إيجاد أماكن بديلة لغرفة النوم، ما رأيك في أخذ حمام خاص وحميم مع الزوج؟
2- الحرص على عدم التخطيط المسبق، وتحديد وقت القيام بالعلاقة الحميمة واتركاها للإحساس والاستعداد والرغبة.
3- حاولا الاستمتاع بالمداعبة واللمس والمساج حتى ولو لم يكن هناك جماع.
4- الحرص على الامتناع نهائياً عن مناقشة أمور البيت ومشاكل الأولاد أثناء اللقاء الحميم، فكل شيء له وقته وزمانه.
5- "تهادوا تحابوا"، لا ننسى التأثير الرائع للهدية الصغيرة الرمزية بين الزوجين من دون مبالغة أو تكلف، في تحفيز الشعور العاطفي بين الزوجين... قد يكون بضعة أبيات من الشعر الجميل أكثر تأثيراً من أي هدية غالية تعطى بلا مشاعر بين الزوجين.

نصيحة
العلاقة الحميمة تحتاج إلى الرعاية من قبل الزوجين وإلى إحيائها لحمايتها من الذبول، وعدم تحويلها إلى أداء واجب ينعكس سلباً نفسياً وعاطفياً على الزوجين.