إميلي نصر الله ودعت الحياة بعد "زمنها الجميل" بأيام

الكاتبة الراحلة إميلي نصر الله
غلاف كتابها "الزمن الجميل"
إميلي نصر الله أيام الزمن الجميل
إميلي نصر الله
إميل تيّان
إميلي نصر الله توقع أحد كتبها
فاطمة غدار خليفة
د. سلوى الخليل الأمين
د. إلياس زغيب
9 صور

توفيت الأديبة اللبنانية إميلي نصرالله التي لقّبها رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون منذ أيام بـ "أم الرواية اللبنانية"، ومنحها وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور تقديراً لعطاءاتها، عن عمر 87 عاماً كان حافلاً ومليئاً بكتاباتها لعدد كبير من الروايات الأدبية وقصص الأطفال، وبهذا يكون العالم العربي بشكل عام ولبنان بشكل خاص قد خسر شعلة من رموز ‫الأدب والإبداع اللبناني، بالإضافة إلى خسارته التي لا تعوّض لمناضلة في سبيل حقوق المرأة شكلت قيمة فكرية مضافة للعالم العربي بكامله.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

 

إميلي نصر الله
 

كتابة الرواية والقصّة
إميلي نصر الله أديبة لبنانية رائدة، ولدت في العام 1931، في قرية الكفير (قضاء حاصبيا) في جنوب لبنان. عملت في الصحافة ثمّ غلب عليها الأدب، فانصرفت إلى كتابة الرواية والقصّة والسيرة وأدب الفتيان والأطفال. تمحورت أعمالها بشكل أساسي حول الحياة القروية في لبنان، وجهود المرأة التحرّرية، والمشاكل المرتبطة بالهوية القومية خلال الحرب الأهلية اللبنانية، والهجرة. تُرجِم الكثير من كتبها إلى الإنكليزية والألمانية والدانمركية والفنلندية والتايلندية.
نشرت إميلي نصر الله روايتها الأولى عام 1962 تحت عنوان "طيور أيلول" التي حازت على 3 جوائز أدبية، ومن مؤلفاتها في مجال الرواية "شجرة الدفلى"،"الرهينة"، الجمر الغافي"... وفي مجال القصة القصيرة "روت لي الأيام"،"الينبوع"، "خبزنا اليومي"، و"الطاحونة الضائعة".
كما شغل الأطفال حيّزاً كبيراً ومهماً من أعمالها وخيالها، فلم تبخل عليهم بكتاباتها وقصصها، ومنها نذكر "الباهرة"، "شادي الصغير"، "يوميات هرّ"، "جزيرة الوهم"، و"أندا الخوتا".
حصدت الراحلة جوائز عدّة منها جائزة الشاعر سعيد عقل في لبنان، وجائزة مجلة فيروز وجائزة جبران خليل جبران من "رابطة التراث العربي" في أستراليا. تلقت تعليمها الجامعي في جامعة بيروت (حالياً أصبحت الجامعة الأميركية في لبنان) وحصلت على شهادة الماجستير سنة 1958، وتزوّجت من فيليب نصر الله وأنجبت أربعة أبناء هم: رمزي، مها، خليل، ومنى. 

 

هذا وكانت الأديبة قد أصدرت كتاباً بعنوان "الزمن الجميل" قبل رحيلها بأيام.

 

إميلي نصر الله  أصدرت كتابا بعنوان الزمن الجميل

آراء أدبية حول الراحلة
نعت دار "هاشيت أنطوان نوفل" الأديبة والمؤلفة اللبنانية إمِيلي نصرالله، وقال إميل تيّان (رئيس مجلس الإدارة): "عرفناها عن قرب سيدة مثقفة مُحبة وحنونة، تختار كلماتها بلباقة، وديعة هادئة بسيطة وقوية ككتاباتها، وتتمتع بشخصية فريدة عازمة مكتنزة بالتجارب. فلا يمكن التمييز بين إميلي نصرالله الكاتبة وإميلي نصرالله الإنسانة. لقد مثّلت الأديبة الراحلة الزمن الجميل بأخلاقها وأدبها وفكرها وثقافتها الشاملة وانتمائها لوطنها وتعلّقها بجذوره".
أما الدكتورة والأديبة سلوى الخليل الأمين (رئيسة ديوان أهل القلم) فقالت في كلمتها المؤثّرة حول رحيل الأديبة إميلي نصر الله: "فقدت برحيل إميلي نصر الله قامة أدبية عربية قصَصية مهمة، هذه المرأة التي عرفتها عن كثب وقرأت نتاجها عندما كنت تلميذة على مقاعد الدراسة، وعندما دخلت معترك الثقافة وجدتها بقربي الإنسانة الدمثة الأخلاق، الحنونة، الرقيقة، والتي كنت آنس لحديثها وأعتبرها كالأم التي ترعى ابنتها".
أما الدكتور والكاتب إلياس زغيب، فيقول إنها تُعتبر رائدة في الأدب النسائي الحديث، وقد تناولت قضية المرأة وتمرّدها على القيود الاجتماعية منذ كتابها الأول "طيور أيلول"، بالإضافة إلى تركيزها على واقع الهجرة الأليم والمعاناة منها والصراع في نفسها بين الحنين إلى القيم والأرض وبين ما تواجهه من رؤية مختلفة، بالإضافة إلى الكتابة للأطفال المتمثّلة بكتاب مميّز".

صورة لـ إميلي نصر الله

من جانبها أشارت الدكتورة والأديبة نور سلمان في كلمتها عن غياب الأديبة إميلي نصر الله أنه "عند الحزن يقلّ الكلام. أعدّ أن غيابها هو أولاً خسارة للوطن وخسارة للأدب الراقي وخسارة للمرأة".
بدورها، أكدت الأديبة فاطمة غدار خليفة أن "الأديبة الرائدة إميلي نصر الله من أشهر النساء اللبنانيات العربيات الكاتبات في مجال الرواية والقصة والتربية، ومن حملة المشاعل الأدبية وأرباب الثقافة وأهل الكتاب، هي التي أدركت أن التنمية الثقافية والسهر عليها واجب على كل مفكّر".
وكانت إميلي نصر الله قد شاركت لسنوات في كتابة مقالها الأسبوعي في مجلة "سيدتي" تطرقت من خلاله إلى مسيرة الرائدات في الأدب والإعلام والفكر والثقافة إضافة إلى ومضات أدبية. تتقدم أسرة "سيدتي" ببالغ العزاء لكل محبي وعائلة الفقيدة التي برحيلها يكتب السطر الأخير من سيرة رائدة في الأدب خلفت وراءها إرثاً أدبياً عالمياً تخطى حدود بلدها الأم لبنان ووطنها الذي هجرته قبل حلول "طيور أيلول".